سورية غالية علينا ويعنينا أن تكون حاضرة معنا … أحمد ركاض العامري لـ«الوطن»: 2213 دار نشر من 95 دولة تشارك في معرض الشارقة الدولي
| حاوره إسماعيل مروة - الشارقة
سورية غالية علينا، ونتمنى وجودها الثقافي الفاعل بيننا، فتاريخها الثقافي تحتاجه الثقافة العربية، ووجودكم، ودعوة «الوطن» يأتي من حرصنا على الحضور الثقافي السوري في هذا المعرض الذي يعد أكبر معرض ثقافي في العالم.. بهذه الكلمات رحب الأستاذ أحمد ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب بـ«الوطن» حين خصّها بجلسة حوار حول معرض الشارقة للكتاب وفعالياته في دورته 41.
• ما الخطوات التي اتبعتموها في هذه الدورة لتعطي زخماً للمعرض، وتبقيه الأول عالمياً للسنة الثانية على التوالي؟
معرض الشارقة للكتاب بدأ بقصة جميلة خطها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، قصة تحد، قصة أرادت للمجتمع أن يألف الكتاب والقراءة، بدأت الخطوات والإستراتيجيات البسيطة، هذه الخطوات تبلورت بعد أن كانت موضوعة لهدف معين، اليوم المعرض تخطى الزمان والمكان، فهو دولي على مستوى العالم، ليس على مستوى الوطن العربي أو المنطقة.. في معرض الشارقة لا نقول تعال التق بالناشر العربي، وإنما نقول له: تعال التق بالعالم.
• من هنا جاء شعار الدورة «كلمة للعالم»
نعم المراد العالم، كل العالم، ففي هذه الدورة (2213) دار نشر تشارك من مختلف دول العالم، وبمختلف اللغات، من (95) دولة بينها كوبا والمكسيك وكوستاريكا، وبعضها دول نتعرف إلى ثقافتها في المعرض، ولا يمكن للإنسان أن يصلها. هذا الزخم والوجود ليس مقصوداً لذاته، بل هو حراك ثقافي، فمنذ سنوات مثلاً شاركت كندا، ومن خلال مشاركتها اشترت حقوق كتب للترجمة والنشر، وما كان لها أن تتعرف إلى هذه الكتب لولا المعرض… ومن الكتب التي انتقتها كتاب لعبده وازن، وتمت ترجمته إلى الإنكليزية والفرنسية.
• إذاً المعرض له مهام غير تقليدية كما البيع والشراء؟
نعم نحن نعمل على تلاقح الثقافات، وتصدير الثقافة العربية، فالغاية ليست تجارية لبيع الكتاب، وقد تجاوزنا بهذه الرؤية والإستراتيجية معارض عمرها طويل يفخر معرض الشارقة بأنه يشكل نافذة لتصدير الثقافة العربية للعالم، وترجمتها.
• إيطاليا ضيف شرف معرض الكتاب ماذا يعني ذلك؟
هناك شراكات عقدناها مع مكتبات إيطالية، فقد وجدنا 30000 مخطوطة عربية نادرة، ولديها مخطوطات تعود إلى القرن الثاني الهجري، وهذه المخطوطات غير مشهرة ومفهرسة، ونحن أخذنا حقوق هذه المخطوطات لتحويلها إلكترونياً، وتصبح متاحة للباحثين.. وعندما تكون إيطاليا ضيف شرف، وقبله غيرها، وفي الدورات القادمة أخرى، فهذه رؤية صاحب السمو لبناء شراكات مع العالم، وخاصة بعدما جرى في الوطن العربي منذ 2010 وما يسمى الربيع العربي، بنينا علاقات وشراكات غايتها التحدث مع الآخر، فالآخر يحتاج إلى طرائق لمخاطبته، وللأسف فإن الكثيرين لا يجيدون مخاطبة الآخر والتواصل مع الآخر، فالمشكلة في الترجمة الدماغية الفورية التي تعطي أحكاماً من دون خطاب، فندخل كعرب مع العرب، ونبتعد عن الآخر المختلف بحثاً عن آلية إيصال المعنى والحوار.
• المعجم التاريخي للغة العربية، وإعلان المرحلة الثالثة في هذه الدورة، ماذا يعني للمعرض؟
هذا المعجم هو معجم تاريخي طبع منه 36 مجلداً والموضوع ليس طباعة، فالفكرة التاريخية تعود بالنص إلى الثمودية والفينيقية وباللغات السامية والمتفرعة عن العربية، أي تعود للأصل، وأتوقع أن عدد المواد المتوقعة في المعجم 12 مليوناً و300 ألف يزيد كثيراً لتصل إلى أكثر من 100 مجلد، وقد يتجاوز عدد المجلدات مئة مجلد 36 مجلداً ونحن في حرف الذال، فماذا ينتظرنا في اللام والميم؟ وشرف كبير أن يربط سمو الشيخ لنا بين لغة الضاد ومعرض الشارقة، وشعارنا يجمع بين الأجنبية والعربية بإبداع ليقدم أصالة لغتنا، حرف «ش» يعزز هويتنا وقيمنا، فالمعرض دولي، ولكنه عربي في كل جانب.
• ما المشروعات التي وضعتموها للمرحلة المقبلة؟
ضيف شرف 2023 محدد وجاهز، وضيف شرف 2024، محدد وجاهز، معرض العام القادم انتهت ملفاته، ونحن سننجز 2024-2025 فنحن لا نبدأ العمل قبل شهر أو شهرين من المعرض، فالعمل السريع وفي وقت قصير لا ينجز معرضاً دولياً على هذا المستوى، التجهيز السريع والآني يكون للمعرض المحلي، وهذا المعرض ليس نشاطنا الوحيد، فهناك معارض كثيرة على مدار العام، وسنشارك ضيف شرف في المكسيك، نشاط الهيئة ليس هذا المعرض، الهيئة ذات رؤى وإستراتيجية زودنا بها صاحب السمو لتكون رافعة للثقافة.
• عمل دائم إذاً؟
إن الأجندة والبرنامج عندنا يعمل ولا يتوقف طوال السنة، وليس في أيام المعرض، ومن أكبر مشاكلنا قضية إجازات الموظفين لأن عملنا لا يتوقف أبداً، في الداخل والخارج، والمعرض هو نشاط ومن أنشطتنا وليس خلاصة عملنا.
• منحتم جائزة «ترجمان» لنيلتو الإيطالي على ترجمة مقدمة الإلياذة لماذا؟
لدينا لجان تقييم، تم شراء حقوق الترجمة من العربية، فالإلياذة إغريقية، وترجمها البستاني، والغرب أخذها عن العرب، وهذا إنجاز، وهذه الجائزة مهمة للغاية، وغايتها دعم النشر من العربية إلى اللغات الأخرى، والحقيقة أن عدد الكتب المترجمة عن العربية والتي أشيد بها وتستحق الفوز كانت عديدة، لكن اللجنة قررت منحها لهذا الكتاب، والجائزة تستهدف الكتب النخبوية التي لا تحقق عوائد تجارية ونحن ندعم هذه الدور التي تستهدف الثقافة النخبوية والترجمة عن العربية على مستوى العالم، وتحديد الفائز من مهام لجنة التحكيم.
• نرى المعرض خلية نحل، ماذا عن الأنشطة المرافقة؟
1500 فعالية ثقافية في أثناء المعرض، تتناول كل جوانب الحياة، العلوم، المجتمع، الفن، الأدب، المسرح، الموسيقا، الفولكلور.. المعرض هذا ليس منصات لبيع الكتب، مع أهمية ذلك، بل هو وسيلة رافعة للثقافة، وللحوار الثقافي، ومخاطبة الآخر، ونقل ثقافتنا العربية للعالم الآخر، وأهم ما نعمل عليه هو تعزيز دور الثقافة، الدور الذي أراده سمو الشيخ قبل 41 عاماً من اليوم، وعملنا على تحقيق الرؤية للثقافة، وتعميق إستراتيجيتها.
شكراً لسعادة الأستاذ أحمد ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، الذي على الرغم من مشاغله، خصنا بجلسة حوارية، وكما بدأ بحبه لسورية ختم به، ليعبر عن عمق الروابط بين الشعبين، وما حمله من حب لسورية وثقافتها.. وقد أفادنا الأستاذ العامري، فما قدمه لم يكن بالحسبان، ولم أكن أظن أن مهام هيئة الشارقة للكتاب بهذا الاتساع والرؤية والإستراتيجية، وقضية التخطيط الدائم على مدار العام هي قضية يمكن أن نستفيد منها للفعل الثقافي.