تتجه أنظار عشاق الكرة، في كل مكان، إلى بطولة كأس العالم التي ستنطلق في العشرين من الشهر الجاري في قطر.. ومن الطبيعي أن يسيل نهر الكلام والتحليلات والتوقعات حول المنتخبات المشاركة والنجوم الذين تنتظرهم مواجهات لاهبة.. ومن الطبيعي أيضاً أن تأخذ التوقعات صدارة هذه الأحاديث حول من سيمضي بعيداً في البطولة، ومن سيغادر مبكراً ضمن حدود إمكانياته، ومن سيخوض النهائي، وتالياً من سيحمل الكأس الأغلى.
وفي هذا السياق يذهب عشاق كل منتخب إلى صب أحلامه، قبل توقعاته، في خانة منتخب بلاده، أو المنتخب الذي يراه جديراً باللقب، بغض النظر عن الإمكانات والمقدرات، رغم أن ثمة عدداً من المنتخبات دائماً ما تكون حاضرة في أحجية التوقعات هذه، فالميزان الفني والتاريخي الخاص بها له ثقله وحضوره الذي لا ينكره أحد بعيداً عن العواطف الجامحة أحياناً.
ولم تعد التوقعات، اليوم، حكراً على عشاق الكرة، كما نعرف جميعاً، بل دخلت على الخط وسائل أخرى قبل سنوات، لكن الأكثر حداثة هو الذكاء الاصطناعي الذي اقتحم هذا الميدان بقوة، وبات يبني توقعاته على قوة المنتخب وتاريخه وطريقه في دوري المجموعات. لا بل إن أحد المواقع نشر نتائج مباريات الأدوار المتقدمة وفق هذا المنظور.. فهل بتنا على أعتاب كشف جانب من المستقبل في لعبة قد يكون أحد أجمل مكوناتها المفاجآت؟
هناك الكثير من الأسماء والنجوم الجديدة، في عالم الساحرة المستديرة اليوم، لكن ما زال الشوق والأمل والسؤال عن نجمي الكرة الأبرز خلال أكثر من عقد مضى، مطروحاً ومشروعاً عما سيقدمان في البطولة التي ستكون بمنزلة وداع لهما، ونعني ميسي ورونالدو.
يعرف الجميع الحلم المؤجل للساحر الأرجنتيني الذي حاز مختلف الألقاب التي يطمح إليها لاعب كرة، بينما بقي لقب كأس العالم عصياً عليه، والبطولة القادمة فرصة أخيرة لتحقيق الحلم «القاسي» بالنسبة له، وبه تكتمل لوحته العالمية وصورة إنجازاته البهية فيما لو تحقق ذلك لمنتخب مثير للجدل، حيث كنا نتابع نجوماً كباراً في كل نسخة له، لكن الحلم كان يتبخر مخلفاً حسرة لميسي وللكثيرين.
وفي الوقت نفسه يبدو الكثير من ذلك الكلام ينطبق على طموحات النجم الآخر رونالدو الذي يتمنى، بتقديرنا، وداعاً لاهباً لمعشوقته وخاصة بعد ما تعرض له من خيبات خاصة في الفترة الأخيرة، مع الكثير من الأسئلة حول مقدرة المنتخب البرتغالي..
ننتظر الإثارة والمتعة في ميدان الساحرة المستديرة مع الجميع..