شهدت بطولة كأس السوبر مستويات متفاوتة بين القبول هنا والرفض هناك، وبدت بعض أنديتنا بلاعبيها المحليين بحاجة إلى إعادة تأهيل من جديد بعد المستوى الفني الهزيل الذي ظهر عليه بعض لاعبينا بعدما اعتمدت هذه الأندية على لاعبيها المحترفين الأجانب الذين كانوا بمنزلة رمانة ميزان الفريق وعقلها المفكر، على حين أن ناديي الجيش والجلاء كانا أكثر المستفيدين لأنهما اعتمدا على لاعبيهم المحليين وحققا نقلة نوعية على صعيد النتائج والمستوى الفني، كان لنا بعد نهاية البطولة وقفة فنية مع مستويات الأندية المشاركة.
تحليل فني
وجود الأجانب في بعض الفرق وعدم وجودهم في فرق أخرى أو اقتصارهم على لاعب واحد بدل اللاعبين المحليين لظروف مختلفة أدى إلى التأثير على النتائج وحسمها على الأغلب لمصلحة الفرق التي كانت صفوفها مكتملة.
الجيش والجلاء
كانا الفريقين الوحيدين اللذين لم يكن لديها أي لاعب أجنبي، واعتمدا على لاعبيهم المحليين، وقدما مباريات جيدة عالية المستوى، فالجلاء فاز بمباراة واحدة على ليدرز اللبناني، وحل ثالث المجموعة ليلعب بالدور ربع النهائي مع الأهلي مباراة صعبة خسرها وخرج من البطولة.
ولكنه كسب احتكاكاً قوياً لفريقه الشاب والمتطور بوجود عازرية ودولماية وكامل عبدالله ومهران نرسيس ويقودهم العملاق المخضرم وسام يعقوب.
أما الجيش فقد كان مفاجأة البطولة وفاز بالدور الأول على جميع الفرق، وحل أول مجموعته ليعود ويفوز بالدور ربع النهائي على النواعير ويصل إلى الدور نصف النهائي فاصطدم بالأهلي الذي اكتملت صفوفه ليخسر المواجهة ويخرج من الدور نصف النهائي محققاً نتائج غير متوقعة ارتكزت على أسلوب لعب جماعي وسريع مستفيداً من جميع أوراقه وخاصة مخضرمه حكم عبدالله الذي قدم مستوى عالياً أعاد تذكيرنا بمستواه في الفترة السابقة، كما استفاد الجيش بشكل كبير من نشاط وحيوية طارق الجابي الذي عاد إلى صفوف فريقه واندفاع دياب الشواخ واعتمد تحت السلة على عملالقه القصبللي.
الهومنتمن وليدرز
الفريقان اللبنانيان الجديدان اللذان أضافا نكهة مميزة للبطولة بعروضهما الجيدة وسرعة لاعبيهما الموهوبين، أمثال يوسف غنطوس بليدرز إضافة إلى أجنبي الهومنتمن الرائع، وأفضل مسدد للثلاثيات وعملاقه الأميركي ليدرز الصاعد حديثاً لدوري الدرجة الأولى اللبناني لعب بأجنبي واحد وخسر جميع مبارياته بالدور الأول ولكنه كان نداً في جميع المباريات وكانت فوارق المباراة قليلة جداً ليعود ويلعب مباراة كبيرة بالدور ربع النهائي أمام الوحدة ويخسرها بفارق خمس نقاط 79 – 84.
أما الهومنتمن ففاز بمباراة واحدة على النواعير بالدور الأول وخسر مع الأهلي والوحدة ليعود ويلعب مباراة رائعة أمام الكرامة بالدور ربع النهائي ليخسرها بفارق 3 نقاط 72 – 75 وقد أشرف على تدريب الهومنتمن المدرب السوري رزق اللـه زلعوم، وأشرف على ليدرز اللبناني ميشيل داغر.
الكرامة والنواعير
مشاركة النواعير تعتبر هي الأولى في سجله بدورات على هذا المستوى، وهذا ما حققه له مستواه المتطور منذ الموسم الأخير للدوري واستمراره باستقطاب العناصر الجيدة من اللاعبين السوريين وعلى رأسهم الدولي الخبير أنس شعبان واللاعب الشاب هشام عرواني وباسل شنو وهدافه وسام الآغا، إضافة لعدم توانيه عن التعاقد مع الأجانب ولكنه رغم نجاحه في الاستفادة من العملاق الكواتي إلا أنه اصطدم بإصابة الأجنبي الثاني شاكيل دانس ما أثر على نتائجه في مباراتي الدور الأول ومباراة الدور ربع النهائي أمام الجيش ليخرج من هذا الدور، وقد أشرف على تدريب الفريق السيد عماد شبارة.
أما الكرامة فقد تعاقد مع أجنبيين أصيب أحدهما موسى عبد العليم في أول مباراة ليكمل المباريات ناقص الصفوف بإصابة نجمه عمر شيخ علي ومشاركته المتقطعة، وفاز الفريق بمباراتين بالدور الأول ليعود ويفوز على الهومنتمن بالدور ربع النهائي ويتأهل إلى الدور نصف النهائي، ويلعب مباراة جيدة حتى الربع الثالث أمام الوحدة ليعود ويخسر بنتيجة 64 – 78.
بالمحصلة كانت مشاركة الفريقين مفيدة جداً كاستعداد للدوري وأشرف على الكرامة مدربه العائد خالد أبو طوق.
الوحدة والأهلي
الفريقان الأقوى بالبطولة سواء بوجود أفضل المحليين بصفوفهما أو باستقطاب الأجانب بأعداد كاملة، صحيح أن أجنبي الاتحاد ستوغلن تأخر بالوصول حتى الدور ربع النهائي إلا أن الفريق تأهل كثاني المجموعة وقدم عروضاً أقل من مستواه.
بالدور الأول ما لبث أن تطور مستواه باكتمال صفوفه ليصبح فريقاً مرعباً بأجانبه وعملاقيه عبد الوهاب وتوفيق وجميل وهدافيه نديم وأنطوني ويزن وإسحق، فتجاوز الجلاء والجيش بسهولة بالدورين ربع النهائي ونصف النهائي معتمداً على دفاع المنطقة الذي أحرج فيه الفريقين ليصعد للمباراة النهائية متأملاً رد خسارة الدور الأول والاحتفاظ بلقب النسخة الثانية من البطولة ويشرف على الفريق مدربه الأرجنتيني بتراشي.
أما الوحدة بالإضافة إلى الرائعين جوشوا وكالدويل فقد حقق صفقته الكبيرة بالتعاقد مع العملاق كمال جنبلاط ليلعب معه كلاعب سوري ويضيف إلى قوته الكثير بوجود محلييه الخبراء والهدافين مجد عربشة وشريف العش ولاعبه الشاب عمر إدلبي وميشيل غيث ليقدم أداء قوياً ومتوازناً حقق فيه الفوز بجميع المباريات حتى الوصول للمباراة النهائية وأشرف على تدريبه مدربه العائد عدي خباز.
خلاصة
أخيراً كانت البطولة مفيدة فنياً وجماهيرياً أشرف على تنظيمها اتحاد كرة السلة مع شركة «بصمة»، فهي قدمت وجبات سلوية دسمة تمتع بها الجمهور الكبير الذي امتلأت به الصالة عن آخرها لعدة مباريات وتمتع الجمهور بعروض عشرة لاعبين أجانب على مستوى عال وأفضل اللاعبين المحليين السوريين واللبنانيين ويجب ألا ننسى الجوائز التي قدمها الرعاة والنقل التلفزيوني.