منافسة شرسة على مقعد مجلس الشيوخ وبنسلفانيا «مكسر العصا» … التضخم والهجرة والحرب الأوكرانية «بيضة القبان» والكفة تميل نحو الجمهوريين
| وكالات
تنطلق غداً الثلاثاء انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة الأميركية، وسط ترقب داخلي وخارجي لنتائجها، حيث غالباً ما تكون بمثابة استفتاء على ولاية الرئيس، وبروفة مصغرة للانتخابات الرئاسة التالية، ليمنح ارتفاع مستوى التضخم ووصوله لمعدلات قياسية لم يصلها منذ 40 عاماً، وتزايد أعداد الهجرة غير الشرعية، حظوظاً أكبر للجمهوريين، وسط تحميل الناخب الأميركي الرئيس جو بايدن تداعيات الانهيار الاقتصادي لدعمه للحرب في أوكرانيا.
ويترقب الأميركيون الانتخابات النصفية حيث تشتد المنافسة بين الحزب الديمقراطي برئاسة جو بايدن ومنافسه اللدود الحزب الجمهوري، في ظل أزمات داخلية وخارجية لها تداعيات وانعكاسات على الداخل الأميركي.
ويسيطر حالياً الديمقراطيون على الكونغرس بشقيه، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، إلا أن المعادلة قد تتغير خاصة أن الجمهوريين لا يحتاجون سوى الفوز بـ5 مقاعد في مجلس النواب ومقعد واحد في الشيوخ.
بدوره دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى حشد «موجة حمراء عملاقة» من الجمهوريين لضمان الفوز على الديمقراطيين في الانتخابات النصفية.
وحسب موقع «الميادين» قال ترامب أمام تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا المحورية: إذا كنتم تريدون وقف تدمير بلادنا وإنقاذ الحلم الأميركي، يجب عليكم إذاً أن تصوتوا هذا الثلاثاء للجمهوريين.
وقبل ثلاثة أيام من الانتخابات النصفية، سارع الديمقراطيون والجمهوريون لتعبئة الناخبين، وذهبوا إلى حدّ دعوة الرئيسين السابقين دونالد ترامب وباراك أوباما إضافةً إلى الرئيس الحالي جو بايدن، إلى الولاية الرئيسية نفسها.
وأطلّ الرؤساء الثلاثة في تجمّعات انتخابية متداخلة السبت في بنسلفانيا، قبل عملية اقتراع حاسمة ستضع أسس الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وكل الأضواء متجهة نحو هذه الولاية حيث يتنافس الجرّاح المليونير محمد أوز الذي يحظى بدعم ترامب، ورئيس البلدية السابق جون فيترمان، على مقعد من بين أكثر المقاعد المتنازع عليها في مجلس الشيوخ، إذ من المحتمل جداً أن يعتمد توازن القوى في المجلس على هذا المقعد بالذات.
بعد حملة شرسة تمحورت حول التضخم، يظهر الجمهوريون واثقين أكثر فأكثر بفرصهم في حرمان الرئيس الديمقراطي من أغلبيّته في الكونغرس.
وإذا تأكّدت توقّعاتهم، يبدو الملياردير الجمهوري مصمّماً على الاستفادة من هذا الزخم ليقدم رسميّاً وفي أسرع وقت ترشيحه للانتخابات الرئاسية، ربما اعتباراً من الأسبوع الثالث من هذا الشهر، فيما يقول بايدن حتى الآن إنّه ينوي الترشّح، لكنّ هذا الاحتمال لا يُسعد بالضرورة جميع الديمقراطيين، بسبب تراجع شعبيّته وعمره الذي يقترب من الثمانين.
وخلال انتخابات منتصف الولاية، دُعي الأميركيون لتجديد كامل مقاعد مجلس النواب، وهناك سلسلة مناصب على المحكّ لنواب منتخبين محلياً سيقررون سياسة ولايتهم بشأن الإجهاض والقوانين البيئية.
كما تزداد المخاوف الأوكرانية من سيطرة الحزب الجمهوري الأميركي على الكونغرس، خاصة في ظل الحديث عن احتمالية الحدّ من مساعدات واشنطن لكييف.
وقبل أيام، حذر كيفين مكارثي، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، من أن أوكرانيا يجب ألا تتوقع «شيكا على بياض» بشأن الدعم والمساعدات في حال نجاح الحزب الجمهوري بالفوز بالأغلبية في الكونغرس.
ويكثف الديمقراطيون جهودهم للحفاظ على سيطرتهم على مجلس النواب، والظفر بالغالبية في مجلس الشيوخ من أجل تمرير مشروعات قوانين وخطط الرئيس بايدن، ودعم سياساته، فيما يسعى الجمهوريون بكل قوة لعرقلة خططه.
وعادة ما يكون إقبال الناخبين في انتخابات التجديد النصفي أقل من الرئاسية، غير أن هناك ولايات متأرجحة قد تحسم الأمر، فضلاً عن دور التصويت المبكر، الذي دعا له الحزب الديمقراطي بكل قوة.
وتعقد انتخابات التجديد النصفي كل عامين، وتسمى بالانتخابات النصفية، لأنها تأتي في منتصف فترة ولاية الرئيس التي تمتد لـ4 سنوات.
وحسب موقع «سكاي نيوز» ينقسم الكونغرس إلى مجلس النواب ويشمل 435 عضواً يمثلون الولايات بحسب حجمها السكاني، أما مجلس الشيوخ فيضم 100 سيناتور، بما يعني أن هناك برلمانيين اثنين يمثلان كل ولاية بصرف النظر عن وزنها السكاني.
ويمكث أعضاء مجلس الشيوخ لفترة 6 أعوام، بينما النواب يخدمون لمدة عامين فقط ويمثلون مناطق أصغر داخل الولاية، ويصوّت الأميركيون في هذه الانتخابات على جميع مقاعد مجلس النواب إلى جانب ثلث مجلس الشيوخ.
في اليوم ذاته تجري الانتخابات التشريعية المحلية للولايات الـ50، كما يتم انتخاب حكام جدد لـ36 ولاية.
ويبلغ عدد النواب الديمقراطيين 222 بينهم استقالتان فيتبقى 220، بينما الجمهوريون 213 نائبا بمجلس توفي نائب فيتبقى 212.
فيما عدد النواب في مجلس الشيوخ 50 للديمقراطيين ومثلهم للجمهوريين لكن يملك الديمقراطيون الأغلبية عبر نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تمتلك حق «كسر التعادل»، من خلال التصويت بوصفها رئيسة مجلس الشيوخ.
وللسيطرة على زمام الأمور يحتاج الجمهوريون 5 مقاعد إضافية في مجلس النواب، ومقعد واحد إضافي في مجلس الشيوخ.
وفي هذه الانتخابات قضايا عديدة تشغل بال الأميركيين أبرزها التضخم خاصة وصوله إلى أعلى معدل منذ أربعة عقود، وأسعار الطاقة، إضافة إلى الانقسام السياسي والخشية من العنف، حق الإجهاض، والأسلحة النارية.
وتعد نتائج الانتخابات النصفية السلبية للحزب الحاكم نوعاً من الاحتجاج على سياسات الرئيس فهي بمنزلة استفتاء.
وهناك استثناءات للعرف التاريخي بأن ساكن البيت الأبيض يتعرض للهزيمة في الانتخابات النصفية كما حدث في 1998 و2002 مع جورج بوش الابن وبيل كلينتون.
من المتوقع أن يكون هناك تأثير كبير لانتخابات التجديد النصفي على الرئيس بايدن، حيث إن سيطرة الجمهوريين على الكونغرس ستحد من قدرته على تنفيذ أجندته للفترة المتبقية.
حال خسارة بايدن انتخابات التجديد النصفي ستكون بمنزلة استفتاء وبروفة لانتخابات الرئاسة 2024 ومن ثم قد يكون هناك مرشح آخر للديمقراطيين.
الأوضاع الحالية تمنح حظوظا أكبر للجمهوريين، حيث ارتفاع مستوى التضخم ووصوله لمعدلات قياسية لم يصلها منذ 40 عاماً وكذلك تزايد أعداد الهجرة غير الشرعية بشكل غير مسبوق والأوضاع العالمية غير المستقرة.