قضت على أكثر من 500 من القوات الأوكرانية بينهم مرتزقة أميركيون وبريطانيون … موسكو: واشنطن تشجع كييف على الحوار ورسالة تراس لبلينكن تعلقت بتفجير «السيل الشمالي»
| وكالات
أكدت موسكو أمس الأحد أن الرسالة التي بعثتها رئيسة وزراء بريطانيا السابقة ليز تراس إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تعلقت بتفجير خط «السيل الشمالي»، في حين أكد خبراء اقتصاديون أميركيون وأوروبيون أن إخفاق العقوبات في ضرب القطاع المالي الروسي سببه حكمة البنك المركزي الروسي، على حين كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن الولايات المتحدة تشجع كييف سراً على الحوار مع موسكو.
يأتي ذلك في حين أكدت الدفاع الروسية القضاء على أكثر من 500 من القوات الأوكرانية بينهم مرتزقة أميركيون وبريطانيون وبولنديون، في حين أبلغت جمهورية دونيتسك بدورها المنظمات الدولية بوقائع تعذيب تمارسها أوكرانيا ضد العسكريين الأسرى من أبناء الجمهورية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» علق سيرغي ناريشكين مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، على الرسالة التي أرسلتها تراس إلى بلينكن، بعد تفجير خط نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا «السيل الشمالي»، لافتاً إلى أنه توجد أسس غير مباشرة تدفع روسيا للاعتقاد أن الرسالة النصية التي بعثتها تراس إلى بلينكن تعلقت بالتفجير.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام غربية أن تراس بعثت برسالة نصية إلى الوزير الأميركي عبر الهاتف، فور تفجير خط أنابيب الغاز «السيل الشمالي» جاء فيها: «لقد تم تنفيذ الأمر».
وتعرضت خطوط نقل الغاز المذكورة، للتفجير في يوم 26 أيلول الماضي.
من جانب آخر قالت صحيفة «RBC»، إن العقوبات لم تنجح كمــا تأمــل الدول الغربية، لكن الخبراء حذروا من أنها قــد تؤثــر في الاقتصاد الروسي على المدى الطويل، وفي مقالة تحت عنوان «كيف أثرت العقوبات على روسيا»، ذكر خبراء اقتصاديون من مركز الأبحاث الأوروبي «Bruegel» ومعهد التمويــل الدولي «IIF» الأميركي، أن إستراتيجية الحماية الروسية المســماة في الغرب «حصن روسيا»، أثبتــت أنها أكثر فاعلية من منظومة القيود التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ويضيف الخبراء: بفضل ردود الفعل الحكيمة من جانب البنك المركزي الروسي، فشلت العقوبات في القطاع المالي في إثارة أزمة مالية في روسيا، وتبين أن تراجع النشاط الاقتصادي كان أقل من المتوقع.
ولكن المقالة تتوقع أن يكون للعديد من العقوبات الغربية تأثير متأخر، على سبيل المثال، يعلقون آمالهم على قيود الطاقة التي يعتقدون أنها ستساعد الاتحاد الأوروبي في الحصول على الاستقلال عن الموارد الروسية، على الرغم من الصعوبات في الشتاء القادم.
في غضون ذلك أفادت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت عبر قنوات خاصة من سلطات كييف إبداء انفتاح في موضوع الحوار مع روسيا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الوضع، إن الجانب الأميركي «لا يضع نصب عينيه مهمة دفع أوكرانيا إلى طاولة المفاوضات، بل يهدف طلبه إلى ضمان استمرار حصول كييف على الدعم من الدول الأخرى التي تصطدم بخشية الناخبين فيها من استمرار النزاع لسنوات طويلة».
وأضافت الصحيفة: تحثّ إدارة بايدن بشكل غير رسمي القادة الأوكرانيين على إظهار الانفتاح في موضوع المفاوضات مع روسيا، وإعادة النظر في رفضهم العلني للمشاركة في مفاوضات السلام ما دام الرئيس فلاديمير بوتين في السلطة.
وفي وقت سابق أكد منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، أن الولايات المتحدة لا تبحث عن صراع مع روسيا وتريد حقاً حلّاً تفاوضياً للأزمة في أوكرانيا.
وفي 24 تشرين الأول الماضي، دعا عددٌ من أعضاء مجلس النواب الأميركي، بايدن، إلى بذل جهود دبلوماسية مباشرة للتوصل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والانخراط في حوار مباشر مع روسيا.
وبدوره شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستمرار على أن روسيا مستعدة للمفاوضات مع أوكرانيا، لكن نظام كييف قرر عدم مواصلة هذه المفاوضات.
وفي السياق، قال مستشار رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولاك في 13 آب، إن كييف ليس لديها دافع لاستئناف المفاوضات مع موسكو، معتبراً أن ذلك سيعني انتصاراً لروسيا.
ميدانياً، أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها أحبطت محاولات الهجوم الأوكرانية على عدة محاور خلال يوم، وتجاوزت خسائر الطرف الأوكراني 500 فرد، بينهم مرتزقة من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا.
وقالت الوزارة إن القوات الروسية أحبطت كل محاولات الجيش الأوكراني لمهاجمة مواقعها في مقاطعة خاركوف.
وأشارت إلى أن الفصائل الأوكرانية حاولت مهاجمة مواقع الجيش الروسي في جمهورية دونيتسك الشعبية، لكن تم التصدي لها بنيران مختلف الأسلحة وإجبارها على التقهقر.
وفي اتجاه كوبيانسك من الجبهة، تم القضاء على نحو 200 عنصر من القوات الأوكرانية، وتمكن الجيش الروسي في جمهورية دونيتسك، من تدمير موقع قيادة اللواء 72 الميكانيكي التابع للقوات الأوكرانية.
وذكرت الوزارة أن قوات كييف تواصل الاستفزازات المسلحة في منطقة محطة زابوروجيه الكهروذرية، وقصفت أول من أمس المنطقة المحيطة بالمحطة وكذلك مدينة إينرغودار بـ15 قذيفة من المدفعية الثقيلة.
وفي السياق قالت مفوضة حقوق الإنسان بجمهورية دونيتسك داريا موروزوفا، إنه تم إبلاغ المنظمات الدولية بوقائع التعذيب الذي مارسته أوكرانيا ضد العسكريين الأسرى من أبناء الجمهورية.
وحسب وكالة «نوفوستي» أضافت موروزوفا في حديث للصحفيين أمس: في الواقع، يشير جميع الرجال الذين تم إطلاق سراحهم، ليس فقط منذ بداية العملية العسكرية الخاصة بل منذ عام 2014، إلى أنه تم استخدام التعذيب ضدهم، فضلاً عن الضغط المعنوي.
وشددت موروزوفا على أن هذه التصرفات من جانب سلطات كييف، تنتهك اتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بأسرى الحرب.
وقالت المفوضة: في الوقت الحالي، يتم أخذ إفادات كل الذين عادوا من المعتقلات الأوكرانية، ونبلغ المنظمات الدولية بالتفاصيل، وهي تبلغنا من جانبها بأنها أخذتها بالحسبان، وأشارت إلى عدم جواز الصمت وضرورة التحدث عن هذه المشكلة دائماً.
وأضافت موروزوفا: حتى إذا لم نتلق الآن الرد الشافي من المنظمات الدولية، فهذا لا يعني أن هذا الحال سيبقى كذلك دائماً.