الانتخابات النصفية الأميركية تنطلق اليوم في ظل أزمات داخلية وخارجية … ترامب يستبق النتائج ويسأل عن خطط الجمهوريين بشأن عزل بايدن
| وكالات
يترقب الأميركيون اليوم الثلاثاء الانتخابات النصفية، حيث تشتد المنافسة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في ظل أزمات داخلية وخارجية لها تداعيات وانعكاسات مباشرة على الداخل الأميركي.
وكتبت مجلة «Rolling Stone» أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يحاول أن يكتشف من الجمهوريين خططهم بشأن عزل الرئيس جو بايدن في حالة فوزهم في انتخابات الكونغرس.
وحسب وكالة «نوفوستي» نقلت المجلة عن مصادر مطلعة إن ترامب كان يسأل أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة عن «عدد المرات» التي يخطط الجمهوريون لعزل الرئيس بايدن إذا سيطروا على مجلس النواب.
وأضافت إن أسئلة ترامب كانت تخص الأعمال الملموسة ومواعيد العزل المحتملة، مشيرة إلى أن الرئيس السابق حاول أيضاً معرفة عدد الجمهوريين الذين يؤيدون فكرة عزل بايدن.
وذكرت المجلة أن سبب أسئلة ترامب بهذا الخصوص قد يعود إلى «سجله الخاص المشكوك فيه»، لأنه أصبح الرئيس الأميركي الوحيد الذي واجه محاولة عزله مرتين.
كما نقلت المجلة عن مصادرها أن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي كيفن ماكرثي الذي قد يترأس مجلس النواب في حالة فوز حزبه في الانتخابات النصفية، يعتقد أن عملية عزل بايدن قد تكون حلاً سيئاً، إذ قد يؤدي إلى رفع سمعته.
وذكرت المجلة أن الدعوات النشيطة لإطلاق عملية عزل بايدن تسمع اليوم من أنصار ترامب بالذات الذي لا يخفي طموحاته ليصبح رئيساً للولايات المتحدة من جديد.
ويرى البعض أن كل المحاولات الفاشلة لعزل بايدن ستصبح «خريطة طريق» للتحقيقات المقبلة التي سيجريها الجمهوريون في سعيهم لتحويل الفترة الباقية من ولاية بايدن إلى «كابوس».
وفي وقت سابق نشرت مجلة «إيكونوميست» بالتعاون مع مؤسسة «YouGov» للأبحاث نتائج استطلاع جديد للرأي العام أظهرت أن أكثر من ربع الأميركيين يتوقعون عزل بايدن في حالة فوز الجمهوريين في انتخابات الكونغرس المقبلة.
بدورهم يطمح الأميركيون السود إلى تحقيق مكاسب جديدة في الانتخابات النصفية لرفع مستوى تمثيلهم في السلطة الفيدرالية، ورغم اختلاف توجهاتهم يحاول المرشحون تقديم رسالة تعالج مخاوف الناخبين وتوافق تطلعاتهم وأحلامهم.
وبالمقارنة بمجموعات عرقية أخرى، مازال الأميركيون السود يعانون أكثر من غيرهم تمييزاً عرقياً يؤثر في فرصهم في العمل والتعليم والرفاهية وصولاً إلى حجم مشاركتهم في صنع القرار.
هذا العام، يزيد الأميركيون السود من فرص تمثيلهم في السلطة عبر مرشحين من الحزبين أبرزهم الديمقراطي رافاييل ورنوك والجمهوري هيرشل والكر، لأحد مقعدي ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ فضلاً عن ستاسي أبرامز المرشحة لمنصب حاكم الولاية.
وبينما تتصدر ملفات الاقتصاد وحقوق المرأة وعنف الأسلحة أجندة كثير من المرشحين، يعتقد بعض الناخبين من الأميركيين السود أن زيادة تمثيلهم يجب أن تحظى بالأولوية.
وسجل الكونغرس الحالي أكبر تمثيل للسود في تاريخ أميركا بوجود ستين مشرعاً في المجلسين، وينظر إلى ذلك على أنه فرصة لتحقيق المزيد بعد عقود من المعاناة.
وتنطلق اليوم انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الولايات المتحدة، وتوفرت عدة أرقام تعطي لمحة عن أهمية هذه الانتخابات التي يختار فيها الأميركيون كل أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 نائباً، ونحو ثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100، وحكام 36 ولاية من أصل 50.
وحسب موقع «بوليتكو» الإخباري الأميركي صوّت أكثر من 39 مليون أميركي في انتخابات التجديد النصفي فيما يعرف بـ«الانتخاب المبكر»، حتى مساء السبت، في حين ذكرت شبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية أن العدد تجاوز 40 مليوناً بحلول صباح الأحد، وأوضح الموقع أن انتخابات التجديد النصفي التي تمت عام 2018 شهدت تصويت 39 مليوناً، واعتبرت حينها النسبة الأعلى في التاريخ الأميركي الحديث، وهذا يعني أن الانتخابات الحالية غير مسبوقة من ناحية التصويت.
ولفت إلى أن الإنفاق على الحملات الانتخابية وصل إلى 16.7 مليار دولار على الانتخابات الفيدرالية والمحلية في الولايات المتحدة، وكان الإنفاق الأكبر على المناصب الفيدرالية والسياسية بواقع 8.9 مليارات دولار.
وأشار إلى أن 6 سباقات نحو مقاعد في مجلس الشيوخ الأميركي تغيرت قليلاً، بعدما كانت تميل لمصلحة الجمهوريين وتشمل مقاعد ولايات ويسكونسن وبنسلفانيا وجورجيا ونيفادا وأريزونا ونيوهامشير، على حين أن الولايات التي يبدو أن أرقام المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين لشغل مناصب حكام الولايات شبه متساوية في: أريزونا وأريغون وكنساس ويسكونسون ونيفادا.
إلى ذلك حسب الموقع هناك 28 جمهورياً من المتوقع على يعودوا إلى مجلس النواب الأميركي، علماً بأنهم يحتاجون إلى 5 أعضاء فقط لنيل الأغلبية في المجلس.
وتنعكس نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي المزمع إجراؤها، على ملف السياسات الخارجية الأميركية بشكل كامل، على حين يتوقع مراقبون تحول جذري للعلاقات مع الغرب ومنطقة الشرق الأوسط، في ضوء تصاعد مؤشرات فوز الجمهوريين بالأغلبية.
وتوقع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أحمد سيد أحمد، علاقات أكثر تقارباً مع دول الشرق الأوسط في حال صعود الجمهوريين إلى الأغلبية، وأن تشهد السياسات الأميركية الخارجية تحولاً جذرياً فيما يتعلق بثلاثة ملفات حيوية فيما يخص منطقة الشرق الأوسط.
وقال أحمد في تصريح لـ«سكاي نيوز عربية» إن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي تحظي بأهمية استثنائية هذه المرة، نظراً لتنامي حالة الاستقطاب السياسي، وتصاعد الاتهامات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتحذير بايدن من سيناريوهات الفوضى وتشكيكه المسبق بنتائج الانتخابات.
وفي المقابل يستغل الجمهوريون حالة الامتعاض لدى الشارع الأميركي جراء سياسات الحزب الديمقراطي من أجل حصد الأغلبية، بينما تشير أغلبية التقديرات إلى أن الجمهوريين في طريقهم للسيطرة على الكونغرس بتحقيق نسبة الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ.
وبحسب أحمد، تعود أسباب تقدم الجمهوريين في الانتخابات بشكل رئيسي إلى السياسات الخاطئة من جانب الرئيس الحالي وحزبه سواء على المستوى الداخلي، بارتفاع نسبة التضخم وعجز الميزان التجاري داخل البلاد، أم على مستوى السياسات الخارجية بتصعيد حالة العداء مع بعض الدول، والدعم غير المحدود لأوكرانيا، وأيضاً استفزاز الصين.
إلى ذلك يتوقع الخبير المختص بالشأن الأميركي أن تتجه العلاقات مع دول الشرق الأوسط، في حال فوز الحزب الجمهوري، إلى مزيد من التقارب والتعاون المشترك بعيداً عن سياسة الضغط التي مارستها إدارة بايدن على مدار السنوات الماضية باستغلال بعض الملفات، منها على سبيل المثال الملف الحقوقي للضغط على دول المنطقة.
كما أثرت تلك السياسات مع منطقة الشرق الأوسط في المصالح الأميركية مع حلفائها بشكل كبير، وشهدت الفترة الماضية حالة من الفتور بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، لكن تلك السياسات لم تجد نفعاً، لذلك سيتجه الجمهوريون إلى العودة لعلاقات أكثر دفئاً مع دول المنطقة.