موسكو أكدت عدم السماح بالتدخل في شؤونها الداخلية ونفت أي لقاء روسي أميركي في الأشهر الأخيرة … بوتين: 80 ألفاً ممن تمت تعبئتهم باتوا في منطقة العملية العسكرية الخاصة
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين أن نحو 80 ألفا من الجنود الذين تمت تعبئتهم، يوجدون في منطقة العملية العسكرية الخاصة، من بينهم نحو 50 ألف جندي يشاركون في العمليات القتالية، فيما صرحت الرئاسة الروسية بأن مشاركة بوتين في قمة مجموعة العشرين تتضح قبل نهاية الأسبوع، وبدوره أعلن مجلس الدوما أن موسكو لا تتدخل في الانتخابات الأميركية، وترفض التدخل في شؤونها الداخلية أيضاً.
وحسب وكالة «سبوتنيك» قال بوتين أمس في اجتماع مع حاكم مقاطعة تفير، إيغور رودنيا، خلال زيارة قام بها إلى المنطقة: لدينا الآن نحو 50 ألف جندي في الوحدات القتالية. الباقي لم يشاركوا بعد في الأعمال القتالية.
وأضاف: لكن هناك ما يصل إلى 80 ألفا في منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة، والباقي جميعهم في ميادين التدريب.
وأعلن بوتين يوم الجمعة الماضي، خلال محادثة مع متطوعين، أن تدفق المتطوعين الراغبين في الالتحاق بالقوات المسلحة لروسيا الاتحادية لا يتراجع، وقد وصل عدد الذين تمت تعبئتهم إلى 318 ألف شخص.
وقال: لماذا 318000؟ لأن المتطوعين يأتون. عدد المتطوعين لا يتناقص، موضحاً أنه من بين هذا العدد، يوجد 49 ألف فرد في الجيش يقومون بمهام قتالية، في حين لا يزال الباقون يشاركون في التدريبات.
وأضاف بوتين: «هذا عدد كبير جداً من الناس، بقي لهم عائلات وأمهات وآباء وأطفال وزوجات، بالطبع، الدولة تفعل كل شيء لدعمهم».
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إنهاء أنشطة التعبئة في روسيا، حيث تمت تعبئة 300 ألف شخص خلال التعبئة الجزئية وكان العدد المطلوب للمشاركة في العملية الخاصة.
من جانب آخر علق المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس حول احتمالية مشاركة بوتين في قمة مجموعة العشرين، قائلا للصحفيين: «سنبلغكم جميعاً عند اتخاذ القرار بشأن الرحلة إلى قمة مجموعة العشرين»، ولدى سؤاله عما إذا كان القرار سيتخذ هذا الأسبوع، قال بيسكوف «بالتأكيد».
وكشف بوتين، في وقت سابق، أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيشارك في قمتي مجموعة العشرين ومنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «آبيك» المقبلتين خلال شهر تشرين الثاني الجاري.
ومن المقرر أن تعقد قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية، يومي 15 و16 الشهر الجاري.
وكان بيسكوف قد أعلن، في 7 من الشهر الماضي، أن روسيا ستشارك في قمة مجموعة العشرين، لكن شكل المشاركة لم يتم تحديده بعد.
وفي سياق آخر علق بيسكوف على أنباء نشرتها وسائل إعلام أجنبية عن مفاوضات مزعومة بين مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولين روس كبار، قائلاً: وسائل الإعلام الغربية تنشر الكثير من الأخبار الكاذبة.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مصادر لها، أن سوليفان أجرى محادثات سرية مع مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية يوري أوشاكوف وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف في الأشهر الأخيرة.
وأضاف بيسكوف: ليس لدينا ما نقوله عن هذه المنشورات. هناك الكثير من الأكاذيب تنشرها الصحف الأنجلو سكسونية، لذلك في هذه الحالة، يجب طلب المعلومات من الصحيفة أو البيت الأبيض.
وفي غضون ذلك أعلن رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن موسكو لا تتدخل في الانتخابات الأميركية، وترفض التدخل في شؤونها الداخلية أيضاً.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن فولودين قوله أمس على قناته في تطبيق «تلغرام»: إن الديمقراطيين في الولايات المتحدة عادوا لأساليبهم القديمة، في إشارة إلى تقارير تفيد بأن فريقاً من خبراء أمن المعلوماتية الأميركيين اتهم روسيا بالتأثير في سير انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف فولودين: إن مبدأ عدم القبول بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة يشكل جزءاً لا يتجزأ من سياسة بلادنا، فنحن لا نتدخل في شؤون الغير ولن نسمح بالتدخل في شؤوننا، والاتهامات الجديدة هي محاولة من قبل الديمقراطيين الأميركيين لتبرير هزيمتهم في انتخابات الكونغرس التي ستجري (اليوم) الثلاثاء.
ورجح فولودين أن يخسر الرئيس الأميركي جو بايدن وأعضاء حزبه الأغلبية في كل من مجلسي الشيوخ والنواب، معتبراً أن شعب الولايات المتحدة لا يصوت للديمقراطيين بسبب المشاكل التي خلقوها.
وأشار فولودين إلى أن القيادة الحالية للولايات المتحدة تتشبث بالسلطة حتى آخر رمق.
وفي سياق آخر قالت الخارجية الروسية، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيبحث مع نظيره الهندي، المسائل المتعلقة بالتجارة المشتركة، واستخدام العملات الوطنية في الحسابات المتبادلة.
وذكرت الوزارة، في بيانها أمس، أن اللقاء سيجري في موسكو اليوم الثلاثاء، وخلاله سيتم كذلك بحث المشاريع الواعدة في قطاع الطاقة، وخاصة في الجرف القطبي الشمالي وفي الشرق الأقصى الروسي.
وأضاف البيان: سيناقش وزيرا خارجية روسيا والهند سبل تعزيز التعاون في المجالات الرئيسية، وكذلك سيتم بحث جدول الاتصالات القادمة بين الجانبين.
ووفقاً للوزارة، سيتركز الحديث خلال المباحثات على التجارة المتبادلة والاستثمار والنقل والتعاون اللوجستي، واستخدام العملات الوطنية في التسويات المتبادلة، والمشاريع الواعدة في قطاع الطاقة، وخاصة في الجرف القطبي الشمالي والشرق الأقصى الروسي.
وسيناقش الوزيران، كذلك مكافحة الإرهاب، والوضع حول الاتفاق النووي الإيراني، والاستعدادات للرئاسة الهندية لمنظمة شنغهاي للتعاون، فضلاً عن تشكيل هيكل أمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وحالة الوضع في أفغانستان وسورية وأوكرانيا.
وقال البيان: تدعم روسيا والهند التشكيل النشط لنظام عالمي متعدد المراكز أكثر عدلاً ومساواة، وتنطلقان من عدم جواز استمرار الإملاءات الإمبريالية على الساحة العالمية.