تنفيذ مخرجات اجتماع غازي عنتاب في مهب الريح … نظام أردوغان يكبل مرتزقته لمصلحة «النصرة»
| حلب - خالد زنكلو
أربك رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان مرتزقته الإرهابيين في الشمال السوري وكبل أيديهم للحيلولة دون تنفيذ مخرجات اجتماع غازي عنتاب، الذي ضم متزعمي المرتزقة إلى استخباراته الأربعاء الماضي، لفرض واقع عسكري وأمني واقتصادي جديد في المنطقة التي يحتلها، على خلفية سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على عفرين منتصف الشهر الماضي وانسحابه منها عسكرياً فقط.
ورأى مراقبون لسياسة نظام أردوغان في الشمال السوري، أن الأخير تعمد عبر استخباراته، استصدار شروط وإملاءات فضفاضة وصعبة التطبيق من مرتزقته المنضوين في ما يسمى «الجيش الوطني» بريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي خلال اجتماع غازي عنتاب، بهدف إفشال جهودهم في تنفيذ مخرجات الاجتماع وكي يعهد إلى «النصرة» بتطبيقها وتولي زمام الأمور في المنطقة المضطربة في كل المناحي بفعل تجاوزات متزعمي الميليشيات.
وكشفت المصادر لـ«الوطن»، أن متزعمي ما يسمى «الفيالق الثلاثة» في «الجيش الوطني»، والذين أوكلت إليهم الاستخبارات التركية في اجتماع غازي عنتاب تشكيل «الهيئة الاستشارية» المعنية بتطبيق البنود الواردة في الاجتماع، فشلوا الجمعة والأحد الماضيين، على التوالي، في عقد اجتماع لهم في مدينة إعزاز لتنفيذ أول المخرجات.
وأشارت إلى أن تنفيذ بقية البنود والمخرجات يحتاج إلى أكثر من سنة وليس أسابيع قليلة تفصل المتزعمين عن مهلة رأس السنة الجارية، وفق الموعد الذي ضربته الاستخبارات التركية عن عمد للإطاحة بمتزعمي مرتزقتها وميليشياتهم، بحجة عدم مقدرتهم على تلبية اشتراطاتها الرامية إلى فرض الأمن والاستقرار في منطقتي العمليات اللتين يسميهما النظام التركي «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب و«درع الفرات» بريف المحافظة الشمالي الشرقي.
المصادر أكدت أن متزعمي فيالق «الجيش الوطني» في ورطة كبيرة للغاية، في ظل غياب الرؤية وآليات العمل التي تحتاج إلى جيش من الخبراء لتطبيق البنود التي فرضها نظام أردوغان على أرض واقع مناطق نفوذهم، التي تتغلغل وتستشري فيها الصراعات والمحسوبيات والفساد بكل أشكاله.
ولفتت إلى أن نظام أردوغان في حل من تعهداته بطرد «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي من عفرين، وكذلك إقصاء ميليشيات متورطة في تقديم الدعم للتنظيم الإرهابي للسيطرة على عفرين لأن متزعميها مقربون منه مثل «سليمان شاه» أو «العمشات» و«الحمزات» و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، التي أخفت «أمنيي» «النصرة» في صفوف مسلحيها وتحت عباءتهم للإبقاء على «فزاعة» التنظيم الإرهابي، بخلاف ما يسمى «الفيلق الثالث» ورأس حربته «الجبهة الشامية» المتهمة بالاستقواء بجهات خارجية، في إشارة إلى واشنطن.
وبخصوص المنافذ التي ستتولاها إدارة واحدة، بينت المصادر، أن متزعمي المرتزقة غير راغبين بانتزاع أهم مورد مالي لهم، وأنهم ليسوا على توافق بشأن هذا الطرح، مع حصولهم على معلومات بأن متزعمي الميليشيات «المدللة» لدى نظام أردوغان ستحظى بأكبر حصة من عائدات المنافذ، عدا عن توليها مناصب «حساسة» في «التشكيل العسكري الموحد» المرتقب تشكيله في المناطق المحتلة شمال البلاد.
وتوقعت المصادر عقد اجتماع لمتزعمي «الفيالق الثلاثة» في أحد مقراتهم داخل إعزاز خلال الأسبوع الجاري، وألا يسفر الاجتماع عن نتائج مهمة تستدعي عقد اجتماع جديد لمتزعمي الميليشيات مع ضباط الاستخبارات التركية قريباً، وذلك في مكان سيجري تحديده لاحقاً، ويرجح أن يكون داخل الأراضي السورية التي يحتلها نظام أردوغان.