شؤون محلية

صحن المفركة يكلف 12 ألف ليرة! … مدير دواجن اللاذقية لـ«الوطن»: بيع البيض بالسعر التمويني خاسر.. و60 بالمئة من المربين توقفوا عن العمل

| اللاذقية - عبير سمير محمود

ترتفع أسعار البيض في الأسواق أسوة بباقي المواد لتصل إلى أرقام كبيرة جداً مقارنة بسنوات سابقة، لتسجل البيضة الواحدة 600 ليرة (الطبق 18 ألف ليرة)، في حين كان لا يتجاوز 30 ليرة قبل الحرب.

ويرى مواطنون أن البيض بات من المفقودات على مائدة الفطور وحتى في معظم الطبخات التي كان يعد مادة أساسية لنجاحها، ومنها المفركة التي تعد أكلة شهيرة عند العائلات من ذوي الدخل المحدود وأهل الساحل عموماً.

وتقول أم هبة: إن تكلفة طبخة المفركة باتت يحسب لها حساب بعد أن كانت أكلة القَطعة عند عدم رغبة ربة المنزل بالطهي، لتكلف مكوناتها اليوم كل 10 بيضات 6 آلاف ليرة، وكيلو البطاطا 2500 ليرة، ناهيك عن كمية قليلة من البصل (3800 للكيلو) وتكلفة الغاز والزيت لتصل تكلفة الطبخة نحو 12 ألف ليرة (4 آلاف ليرة للصحن)، قائلة: من يصدق أن أكلة الفقير أصبحت بكلفة 10 بالمئة من الراتب! وقس على ذلك باقي الطبخات التي تتألف من البيض بشكل أساسي.

كما توقف إبراهيم عن عادته بشراء البيض يومياً لتغذية أطفاله حسب نصيحة الطبيب بأن يتناولوا البيض المسلوق قبل الذهاب إلى المدرسة، مبيناً أن تكلفة شراء طبق البيض كل 15 يوماً باتت ترهق جيبه ليدفع 36 ألفاً شهرياً فقط ثمن شراء البيض بما يعادل ربع مرتبه الشهري وفقاً للأجرة اليومية التي يأخذها لقاء عمله بالمنشرة.

وتتفاوت أسعار البيض في المحال باللاذقية بين 550 – 650 ليرة، في حين كانت البيضة قبل الحرب لا تتجاوز 2 ليرة سوريّة، بمعدل أكثر من 300 ضعف عن سعرها قبل 10 سنوات من سعرها اليوم.

وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد مدير منشأة دواجن اللاذقية أمجد أصلان، أن ارتفاع أسعار البيض يعود لارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، مبيناً أن إنتاج المنشأة بلغ 17 مليون بيضة منذ بداية العام حتى نهاية الشهر الماضي.

وأضاف أصلان: إن ارتفاع أسعار العلف يشكل عبئاً كبيراً على المنشأة والمربين، علماً أن المنشأة تحتاج يومياً إلى 12.5 طن علف بحوالي 32 مليون ليرة، إضافة لتكاليف الأدوية واللقاحات والنشارة والمستلزمات الأخرى التي تقدر جميعها بحوالي 40 مليون ليرة مصاريف.

وبيّن أن عبء تشغيل المولدات ومصروف المحروقات بمعدل 22 ساعة يومياً يؤدي لتهالكها والحاجة إلى صيانتها بشكل دوري، إضافة إلى قِدم التجهيزات بشكل عام.

وأشار مدير الدواجن إلى أن جميع هذه الظروف وصعوبات العمل أدت لخروج نحو 60 بالمئة من المربين عن الخدمة والعمل بهذا المجال، مضيفاً: إن القدرة الشرائية للمواطن تراجعت كذلك الأمر بمعدل يتراوح بين 35 – 40 بالمئة مقارنة بسنوات سابقة.

وبيّن أن المنشأة تبيع البيض بصالاتها بالسعر التمويني علماً أنه سعر خاسر لا يغطي التكاليف، مبيناً أن تكلفة إنتاج البيضة 550 ليرة، في حين نبيعه في الصالات بـ416 ليرة للبيضة الواحدة، والطبق 12.5 ألف ليرة علماً أن التكلفة الحقيقة 16.5 ألف ليرة.

ونوّه مدير المنشأة بالإقبال الكبير على شراء البيض من صالات المنشأة سواء في شارع الغافقي أو في المشروع السابع، والصالة الموجودة بالقسم البياض، إضافة للعمل على فتح صالة جديدة في المدجنة الرئيسية بقرية فديو.

وأشار أصلان إلى أن نسبة الإنتاج بلغت 80 بالمئة يومياً وتنفيذ الخطة الإنتاجية 99 بالمئة، مشيراً إلى وجود 6 أفواج في المنشأة منها 4 أفواج بياض آلي، و2 بياض سرحي، بمعدل 100 ألف فرخة بياضة جميعها بطور الإنتاج بمعدل 80 ألف بيضة يومياً.

وذكر أن إيرادات المنشأة نحو 7 مليارات ليرة منذ بداية العام الجاري، معظمها يكون للاستخدامات اليومية من شراء أعلاف ومحروقات وإصلاحات وأجور وغيرها، منوهاً بأن السلفة الحكومية التي قدمتها مؤخراً للمؤسسة العامة ستسهم بزيادة الإنتاج وتغطية السوق المحلية من البيض والفروج ومحاولة لضبط الأسعار بالوقت نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن