عربي ودولي

أكدت أن مزاعم تدخلها في الانتخابات الأميركية لا أساس لها من الصحة … موسكو: لا شروط مسبقة لنا لإجراء مفاوضات مع كييف والغرب يزعزع استقرار العلاقات الدولية

| وكالات

أعلنت موسكو أمس الثلاثاء أن الولايات المتحدة وحلفاءها ما زالوا يتمسكون بعناد بآراء عفا عليها الزمن، مؤكدة زعزعة التحالف الغربي بقيادة واشنطن استقرار العلاقات الدولية في محاولة للحفاظ على هيمنته، مشيرة من جانب آخر أنه ليست لديها شروط مسبقة لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا، لكن على كييف أن تظهر حسن النية.
وأعلن رئيس حزب «روسيا الموحدة» دميتري مدفيديف، أن الولايات المتحدة وحلفاءها ما زالوا يتمسكون بعناد بآراء عفا عليها الزمن منذ وقت بعيد، مضيفاً إن هذا طريق مسدود.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال مدفيديف في خطاب ألقاه في المؤتمر الدولي لحزب «روسيا الموحدة» حول الأمن الدولي في سياق عدم الاستقرار الجيوسياسي: لسوء الحظ فإن عدداً من الدول الغربية وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة وعدد من شركائها الصغار لا تزال على الرغم من الواقع الموضوعي تتمسك بآراء عفا عليها الزمن منذ وقت بعيد وهي في الواقع الآراء والعقائد السياسية الاستعمارية الجديدة، وهي لا ترغب في أخذ مواقف وإرادة الدول ذات السيادة بعين الاعتبار، إنه طريق مسدود يقود إلى فقدان العديد من القيم التقليدية وعولمة قضايا التنمية الاقتصادية وانتهاك حقوق وحريات المواطنين.
وأضاف: إن رفع الثقة بين الدول وضمان أمنها وضمان التنمية الثابتة لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق تعزيز النظام العالمي متعدد الأقطاب.
كما أشار مدفيديف إلى ضرورة مواجهة تهديدات الإرهاب والتحريض على النزاعات العسكرية، مضيفاً: ستلعب الدول الإفريقية دوراً خاصاً في حل هذه المهام في العالم الجديد، العالم المتعدد الأقطاب حقاً.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التحالف الغربي بقيادة واشنطن يزعزع استقرار العلاقات الدولية في محاولة للحفاظ على هيمنته، بينما تتطلع روسيا ودول أخرى لتشكيل نظام عالمي عادل.
ونقلت «نوفوستي» عن لافروف قوله أمس: لا يزال الوضع في العالم متوتراً للغاية والسبب الرئيس يتمثل في المحاولات المستمرة للتحالف الغربي الأميركي لتفادي الخسارة النهائية لقيادته العالمية على أمل الاستمرار في حل مشاكل تنميته على حساب الأعضاء الآخرين للمجتمع الدولي.
وأضاف لافروف إن المفهوم الاستعماري الجديد للنظام العالمي الذي يروج له الأميركيون وحلفاؤهم يتناقض مع مصالح معظم الدول التي تبدي الاهتمام بتشكيل نظام عالمي أكثر عدالة ويضفي صفة الديمقراطية الحقيقية على العلاقات الدولية.
وشدد لافروف: على أن روسيا تنطلق بحزم من حقيقة أن العالم الذي تضمن فيه حرية حقيقية للنماذج السياسية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة يوفر فرصاً أكثر بكثير للتنمية الديناميكية والازدهار.
من جانب آخر أعلن لافروف خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الهندي سوبراهمانام جيشانكار أمس أن 12 دولة على الأقل أبدت اهتماماً بالانضمام إلى مجموعة «بريكس».
وأشار لافروف إلى أن المنظمة تعتزم الاتفاق قريباً على المعايير ومبادئ التوسيع المحتمل لها، لافتاً إلى أنه قبل الحديث عن كيف ومتى سيبدأ توسع بريكس بالضبط، اتفقنا كجزء من الخمسة على الاتفاق على معايير ومبادئ النظر في مثل هذه الطلبات، وأعرب لافروف عن توقعه بألا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للاتفاق على معايير ومبادئ توسع المنظمة.
وبريكس هي تجمع للدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم، ويتكون الاسم من مختصر الحروف الأولى باللاتينية المكونة لأسماء الدول المشاركة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وعقدت القمة الأولى بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة في يكاتيرينبورغ بروسيا في حزيران 2009.
إلى ذلك صرح نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو بأن روسيا ليست لديها شروط مسبقة لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا، لكن على كييف أن تظهر حسن النية.
وقال رودنكو في تصريح للصحفيين: أوكرانيا تبنت قانوناً يمنعها من إجراء مفاوضات سلمية مع روسيا، هذا هو خيارهم، لقد أعلنا دائماً استعدادنا لمثل هذه المفاوضات التي قطعت ليس بسببنا.
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي في هذا الشأن قائلاً: لا شروط مسبقة من جانبنا، باستثناء الشرط الرئيس، أن تظهر أوكرانيا حسن النية.
وفي سياق منفصل أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المزاعم حول تدخل بلادها في الانتخابات الأميركية لا أساس لها من الصحة، ونقل موقع «روسيا اليوم» عن زاخاروفا قولها: أعتقد أن الحديث عن هذا التدخل من الأمراض الفصلية لدى المسؤولين الأميركيين الذين لا يملكون أي أدلة عليه، معتبرة أنه بات أمراً كلاسيكياً ولا جديد في الموضوع.
وأشارت زاخاروفا إلى أن ما يعطل مجرى الحياة الأميركية المعتاد الآن ليس روسيا بل الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتدخل في مجرى الانتخابات، وبالتالي فهذه قضية سياسية داخلية ويجب أن يبدأ الديمقراطيون والجمهوريون أخيراً بالحديث عن مواضيع تهم الناخب الأميركي، عليهم التوقف عن التلميح والإشارة إلى العامل الخارجي في شخص روسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن