عربي ودولي

تجديد الكونغرس.. الاقتصاد يستحوذ على اهتمام الناخب الأميركي … بايدن: ديمقراطيتنا في خطر وهذا وقت الدفاع.. وترامب يعلن أمراً مهماً الأسبوع المقبل

| وكالات

تكتسب انتخابات الكونغرس التي انطلقت أمس الثلاثاء، أهمية استثنائية لأنها تمثل استفتاءً على حكم الرئيس جو بايدن الذي وصل إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني 2021، كما أنها تشكل رهاناً لدى الرئيس السابق دونالد ترامب في العودة إلى المشهد السياسي تمهيدا لانتخابات الرئاسة عام 2024، فيما يؤثر الوضع الاقتصادي بشدة في التوجه السياسي الأميركي إضافة إلى قضايا محورية كثيرة تتصدر اهتمامات الناخبين الأميركيين، من شأنها أن ترجح كفة الجمهوريين أو الديمقراطيين في الولايات المختلفة.
بايدن حذّر أمس من أن فوز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس قد يُضعف المؤسسات الديمقراطية في الولايات المتحدة، ويُفسد الكثير من إنجازات رئاسته على مدى العامين الماضيين.
وحسب موقع «سكاي نيوز» أكد بايدن أمام حشد في جامعة «بووي» أن الديمقراطية على المِحَك في انتخابات التجديد النصفي التي انطلقت، قائلاً: نمر اليوم بمنعطف خطر، نعلم تمام العلم أن ديمقراطيتنا في خطر، ونعلم أن هذه هي اللحظة المناسبة للدفاع عنها.
وفي تغريدة له على موقع «تويتر» قال بايدن، إنه «ورث» العجز الضخم في الميزانية، مشيراً بشكل غير مباشر إلى سلفه دونالد ترامب، قائلاً: لقد ورثت عجزا ضخماً ناجماً بشكل جزئي عن خفض ضريبي غير مدفوع بقيمة 2 تريليون دولار، استفاد منه الأثرياء».
ومنذ أيام، قال بايدن إن الديمقراطيين سيفوزون في انتخابات التجديد النصفي، لافتاً إلى أن البلاد ستواجه صعوبة في العامين المقبلين إذا صحت توقعات استطلاعات الرأي التي تؤشر حتى الآن إلى فوز محتمل للجمهوريين.
من جانبه قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إن «إعلاناً مهماً جداً» سيصدر عنه الأسبوع المقبل، وسط تكهنات بأنّه قد يكشف عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وألمح ترامب، الذي لم يقرّ قط بحقيقة خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2020، على مدى شهور إلى استعداده للدخول في هذا المعترك مجدداً.
وعشية الانتخابات النصفية التي ستحدد المهيمن على الكونغرس، توجّه ترامب أمام حشد من أنصاره في مدينة أوهايو بالقول: من دون التقليل من أهمية الانتخابات المهمة جداً، بل المصيرية، سأعلن عن أمرٍ مهمٍ جداً الثلاثاء في 15 تشرين الثاني في مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا.
وبالاستناد إلى الرسالة التي بعث بها الأسبوع الماضي بشأن الانتخابات الرئاسية، عندما ألمح إلى أنه يرجح «جداً جداً جداً بأنّه سيفعل ذلك مجدداً»، يمكن القول: إنه قد يعلن الثلاثاء القادم نيته الترشح للرئاسة الأميركية.
وكان ترامب دعا منذ أيام إلى حشد «موجة حمراء عملاقة» من الجمهوريين لضمان الفوز في الانتخابات النصفية.
ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة، فإن المعارضة الجمهورية تملك فرصة في الفوز بـ10 أو 25 مقعداً إضافياً في مجلس النواب، وهي أكثر من كافية لتحصل على الأغلبية.
ورأى محللون أن الجمهوريين يمكنهم أيضاً الحصول على المقعد الوحيد الذي يحتاجونه للفوز بالسيطرة على مجلس الشيوخ.
ويلقي الجمهوريون باللوم على إدارة بايدن في ارتفاع الأسعار والجرائم، وهما من أهم مخاوف الناخبين.
ووفق استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث الشهر الماضي يؤثر الوضع الاقتصادي بشدة في التوجه السياسي حيث قال 79 بالمئة من المستطلع آرائهم: إن الاقتصاد مهمّ للغاية في قرارهم، بشأن الحزب الذي سيصوتون له في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس للعام الجاري.
وقال 92 بالمئة من مناصري الحزب الجمهوري: إن الوضع الاقتصادي يحتل أهمية كبرى لديهم في قرار التصويت، مقابل 65 بالمئة لدى الديمقراطيين.
ووفق الاستطلاع، أجمع 70 بالمئة من الناخبين على أن مستقبل الديمقراطية في البلاد قضية مهمة، في حين اعتبر 60 بالمئة منهم التعليم أمراً جوهرياً إلى جانب مواضيع أخرى.
واستأثرت الهجرة بـاهتمام 76 بالمئة من الجمهوريين، في حين نال السلاح اهتمام 74 بالمئة، وسط خشية من أن يفرض الديمقراطيون قيوداً على حيازة الأسلحة.
أما بين مناصري الحزب الديمقراطي، فوصل الاهتمام بالرعاية الصحية إلى 79 بالمئة من المستجوبين، واهتم 75 بالمئة بالإجهاض، فيما نال تغير المناخ اهتمام 68 بالمئة.
وعليه، اهتم مناصرو الحزب الديمقراطي بقضايا الرعاية الصحية، والإجهاض، والتغير المناخي، بشكل أكبر، من الجمهوريين.
واحتلت جائحة فيروس كورونا أقل مرتبة تقريباً، ضمن أولويات الناخبين، إذ قال 23 بالمئة إن الجائحة أمرٌ مهم للغاية في تصويتهم، بتراجع الثلث عن رأيهم، في آذار الماضي.
وكان من اللافت أن نحو 80 بالمئة من الناخبين المسجلين، أعربوا عن حماسهم الكبير، أو البالغ، للتصويت.
وفي وقت سابق من أمس، أعلن مسؤولون في مقاطعة أميركية في ولاية أريزونا، التي تشهد منافسة محتدمة، تعزيز الإجراءات الأمنية قبل فتح صناديق الاقتراع، محذّرين من أن لديهم «صفر تسامح» تجاه كل من يحاول ترهيب الناخبين.
وحسب «سكاي نيوز» ضاعفت السلطات إجراءات حماية الناخبين في مقاطعة ماريكوبا في أريزونا، التي أصبحت مثالاً للمشككين في الانتخابات ونتائجها، بعدما منحت أصواتها عام 2020 التقدمَ للرئيس جو بايدن على ترامب.
وقال قائد شرطة المقاطعة بول بينزون للصحفيين: «سيكون لدينا صفر تسامح»، مضيفاً: «لديّ الكثير من الزنزانات لمن يختارون القدوم إلى هنا ومخالفة القانون».
وأكد بنزون أنه سينشر رجال شرطة بملابس مدنية لحراسة مراكز الاقتراع، وحماية نقل الصناديق التي تحوي بطاقات التصويت، معقباً: لم أفكر في حياتي أبداً في أننا سنضع حواجز صلبة وسياجاً وأسلاكاً شائكة لحماية مبنى يحصل فيه تصويت حر، متابعاً: هذا نتيجة التضليل الإعلامي.
ورغم مراجعات بطاقات الاقتراع، لم يتم العثور على أي دليل يؤكد حصول تزوير، لكن هذا لم يمنع مراقبين ملثمين معينين بشكل ذاتي، وبعضهم يحمل السلاح، من التنقّل بين مراكز الاقتراع في محاولة «لمنع التزوير».
والأسبوع الماضي، أصدر قاضٍ قراراً يلزم هؤلاء المراقبين بالبقاء على مسافة معينة من مراكز الاقتراع وعدم إشهار أسلحتهم قربها.
وتشهد المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها 4.5 ملايين نسمة توتراً متزايداً منذ انتخابات عام 2020، بسبب إعلان الحزب الجمهوري في الولاية عدم ثقته بنظام الاقتراع فيها.
ويعد جميع مرشحي الحزب الجمهوري لمناصب وزارة الخارجية والحاكم ومجلس الشيوخ في الانتخابات النصفية في أريزونا من مؤيدي نظرية المؤامرة وإنكار النتائج منذ خسارة ترامب الانتخابات.
وفتحت مراكز التصويت في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، أمس، في بعض الولايات الأميركية الواقعة على الساحل الشرقي.
وبدأت مراكز الاقتراع في الساحل الشرقي فتح أبوابها عند الساعة السادسة صباحاً أي 11,00 بتوقيت غرينتش.
وفيما يجري التنافس على السيطرة على كلّ من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، أدلى أكثر من 40 مليون شخص بأصواتهم خلال التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد، وسيتم انتخاب أعضاء مجلس النواب الـ435، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ الـ35 نائباً من أصل 100 نائب.
ويحتاج الجمهوريون للفوز بـ6 مقاعد إضافية فقط في مجلس النواب، ومقعداً إضافياً في مجلس الشيوخ، ليحظوا بأغلبية الكونغرس، في الوقت الذي يرى مراقبون أن لتلك الانتخابات تأثيرات كبيرة في مسار السلطة الأميركية وقراراتها المستقبلية.
وجرى تصنيف 20 مقعداً في انتخابات الكونغرس على أنها تتأرجح بين مرشحي الحزبين في انتظار الحسم بصناديق الاقتراع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن