أمرت بسحب القوات من خيرسون.. وأكدت أن مركز صنع القرار بشأن أوكرانيا خارج حدودها … روسيا: الانتخابات النصفية لا يمكن أن تغير شيئاً والعلاقات مع واشنطن ستبقى سيئة
| وكالات
على حين شددت الرئاسة الروسية على أن علاقاتها مع واشنطن «ستبقى سيئة» مهما كانت نتائج الانتخابات النصفية الأميركية، أكدت موسكو أمس الأربعاء أن نظام كييف ومرشديه لا يريدون أي مفاوضات مع روسيا حول حل الأزمة الأوكرانية، كما أعلنت أن وزارة الدفاع الروسية أمرت بانسحاب القوات الروسية من خيرسون.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن نظام كييف ومرشديه لا يريدون أي مفاوضات مع روسيا حول حل الأزمة الأوكرانية.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن زاخاروفا قولها أمس في تعليق على احتمال بداية مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا: تنقص واشنطن تحديداً الرغبة والسعي لحث نظام كييف على أي شيء بناء، كما أن واشنطن لديها هدف مختلف لتدمير كل الجهود الدبلوماسية، مشددة على أن «كييف ولهذه الأسباب ممنوعة من التفاوض».
وتؤكد روسيا أنه لا توجد لديها أي شروط مسبقة لإطلاق مفاوضات مع أوكرانيا، مشددة على أنه يجب على كييف أن تظهر رغبتها في إجراء الحوار وهو ما تمنعها واشنطن وبعض الدول الغربية منه.
من جانب آخر صرح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أمس بأن الحوار السياسي بين روسيا والولايات المتحدة بلغ نقطة متدنية غير مسبوقة، وأنّ التعاون بينهما انهار أيضاً حتى في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال أنطونوف لوكالة «سبوتنيك» الروسية: إن الحوار السياسي الروسي الأميركي بلغ أدنى مستوياته غير المسبوقة، يمكن اعتباره شبه مشلول، والثقة محطمة، والاتصالات بين الطرفين محدودة ومختصرة إلى حد كبير.
وأوضح أن تفاعل السفارة مع السلطات التنفيذية الأميركية توقف بمبادرة أميركية، معقباً: تفضل وزارة الخارجية التواصل فقط عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، المحادثات وجهاً لوجه مع ممثلي البيت الأبيض نادرة للغاية.
وأشار أنطونوف إلى أن موسكو ترى أنه من المهم إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة لمنع المواجهة المشحونة بالتصعيد وعواقبها غير المتوقعة.
ورأى السفير الروسي أن مركز صنع القرار بشأن مصير أوكرانيا موجود خارج حدودها، لافتاً إلى أن هذا أصبح واضحاً عندما ألغت كييف الاتفاقات مع روسيا.
وقال أنطونوف: كانت صيحة واحدة من واشنطن لنظام فولوديمير زيلينسكي، في آذار كافية لإلغاء جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الاتصالات المكثفة بين البلدين.
وأعرب السفير الروسي عن حيرته مما تروج له واشنطن بأن الإدارة الأميركية لن تتحدث مع روسيا بشأن أوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا نفسها.
وعلق أنطونوف: كثيراً ما نسمع أن الأمر متروك لكييف لتقرر في أي لحظة الجلوس إلى طاولة المفاوضات، التصريحات ليست واضحة، فهي بسبب النفاق أم عدم الرغبة في الاعتراف بأخطائهم.
وبالتزامن مع الانتخابات النصفية الأميركية، شددت الرئاسة الروسية، أمس، على أن علاقاتها مع واشنطن «ستبقى سيئة» مهما كانت نتائج الانتخابات.
وحسب موقع «سكاي نيوز» قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس: هذه الانتخابات في الأساس لا يمكنها أن تغيّر شيئاً، علاقاتنا سيئة في الوقت الراهن وستبقى كذلك.
وأضاف: إن هذه الانتخابات مهمة، لكن من ناحية أخرى أعتقد أنني لست مخطئاً في القول إنه لا ينبغي المبالغة في تقدير أهميتها لمستقبل علاقاتنا الثنائية، على المديين القصير والمتوسط.
وفي السنوات الأخيرة، اتُهم الكرملين بتشجيع عمليات تدخل في الانتخابات الأميركية، ولاسيما عبر حملات تأثير على شبكات التواصل الاجتماعي.
وعلّق بيسكوف على ذلك، قائلاً: لقد اعتدنا هذه الاتهامات لدرجة أننا لم نعد نهتم بها.
وتمر العلاقات الروسية الأميركية بأسوأ الأزمات الدبلوماسية في تاريخها، بالتزامن مع العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، التي تدعم فيها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كييف بكثافة من خلال توفير الأسلحة والمساعدات المالية.
ميدانياً، ذكرت قناة «سكاي نيوز» أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمر أمس بانسحاب القوات الروسية من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون، وقال شويغو على التلفزيون: «نفّذوا انسحاب الجنود من دنيبرو» وسيجري سحب القوات الروسية ونقلها إلى الضفة اليسرى من النهر.
وأشارت «سكاي نيوز» إلى أن قرار شويغو جاء بعد تسلمه تقريراً من الميدان من قائد العمليات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين، الذي اقترح هذا التكتيك كضرورة لتعزيز خطوط الدفاع.
وذكرت وكالة «رويترز» أن ذلك يمثل «واحدة من أكبر عمليات الانسحاب الروسية، وربما يشكل نقطة تحول في الحرب»، التي تقترب الآن من نهاية شهرها التاسع.
من جهته، قال مستشار الرئيس الأوكراني إنه «من المبكر الحديث عن انسحاب القوات الروسية من خيرسون»، مشيراً إلى أن «هناك قوات روسية باقية في خيرسون ويتم جلب تعزيزات إضافية».