سورية

«الوحدويين الاشتراكيين» عقد مؤتمره العام العشرين ودعا إلى تأهيل شباب مثقف … الشعار: ضرورة تطوير عمل وخطاب الجبهة.. إسماعيل: التصدي للغزوات الفكرية والإرهابية

| منذر عيد

دعا نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية محمد الشعار أمس، إلى ضرورة تطوير عمل الجبهة وترجمة أهدافها إلى واقع ملموس، من خلال تطوير خطابها السياسي، على حين أشار الأمين العام لحزب الوحدويين الاشتراكيين عدنان إسماعيل إلى المسؤوليات التي تقع على عاتق الحزب والأحزاب الوطنية الأخرى، للتصدي للغزوات الفكرية والإرهابية التي حاولت النيل من الوطن والشعب.

وخلال افتتاح أعمال المؤتمر العام العشرين لحزب الوحدويين الاشتراكيين في صالة الاتحاد العام لنقابات العمال بدمشق تحت عنوان «الوطن ليس لمن يسكن فيه أو يحمل جنسيته بل لمن يدافع عنه ويحميه»، أوضح الشعار في كلمة له، أن المواقف السياسية الوطنية والقومية الثابتة التي اتخذتها سورية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومعاداة الاستعمار ومقاومة خططه ومؤامراته كانت سبباً رئيساً في شن الحرب عليها لضرب الاستقرار الداخلي، وخلق الصعوبات المعيشية لأبنائها بهدف إضعاف الوحدة الوطنية وزعزعة الثقة بين الشعب وقيادته.

ولفت الشعار إلى أننا استطعنا بفضل الوحدة الوطنية لجماهير شعبنا وثبات الجيش العربي السوري البطل والالتفاف حول القيادة الفذة والشجاعة للرئيس بشار الأسد التصدي لهذه الحرب التي هدفت إلى ضرب هذه الوحدة الوطنية، مشدداً على أن سورية ماضية في مواجهة الإرهاب وداعميه حتى تطهير كامل التراب من رجس الاحتلال والإرهاب.

ودعا إلى ضرورة تطوير عمل الجبهة بما يستجيب لحاجات التطوير الذي يتطلبه واقعنا المتنامي، وترجمة أهدافها إلى واقع حي ملموس من خلال تطوير الأدوات، ومن خلال تطوير خطابها السياسي، حيث تكون بمستوى التحديات التي فرضتها الحرب على سورية.

وأشار الشعار إلى أن العالم يشهد تطورات عسكرية وسياسية واقتصادية غير مسبوقة، يظهر فيها التحدي الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، متشبثين في تكريس أحادية القطب والهيمنة الاستعمارية في العالم، بما يهدد الاستقرار والأمن العالميين، كما يهدد الاقتصاد العالمي الذي ظهرت مؤشراته بارتفاع الأسعار، والهيستيريا الإعلامية لدول حلف شمال الأطلسي «ناتو».

ولفت إلى أن أميركا والغرب تجاهلوا مطالب روسيا فيما يتعلق بأمنها القومي وحماية مواطنيها، وقال: «نشهد اليوم عالمين عالم يتشبث في انفراديته وهيمنته وتلاعبه بثروات الشعوب، وعالم يتشكل على الأرض ويصنع وقائع جديدة تؤكد أن حركة التاريخ ستعيد العالم إلى توازنه».

من جانبه، بين الأمين العام لحزب الوحدويين الاشتراكيين في كلمة له، أن انعقاد المؤتمر يأتي مع ذكرى تأسيس الحزب و«اليوبيل الذهبي» لقيام الجبهة الوطنية التقدمية، لافتاً إلى أن 61 عاماً على تأسيس الحزب كانت مملوءة بالعطاء والنضال والتحدي لكل الصعوبات.

وأشار إسماعيل إلى المسؤوليات التي تقع على عاتق الحزب والأحزاب الوطنية الأخرى، للتصدي للغزوات الفكرية والإرهابية التي حاولت النيل من الوطن والشعب، مبيناً أن سورية تبقى في كل الأوقات مع المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو اليمن، لما حققته من انتصارات ومواقف وطنية مشرفة من أجل حرية الوطن.

بدوره أكد الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد نجم الدين الخريط، أن الدفاع عن الوطن حق وواجب، لافتاً إلى أن سورية تواجه منذ أكثر من عشر سنوات حرباً متعددة الأطراف والجبهات، وتمكنت بصمودها وتضحياتها من إفشال مشاريع التقسيم والتجزئة.

عضو المكتب السياسي في حزب الوحدويين الاشتراكيين خالد العبود في تصريح لـ«الوطن»، قال إن الحزب سيبقى متمسكاً بأهدافه وعناوينه الإستراتيجية، لكن في العناوين التكتيكية فإن المطلوب من جميع الأحزاب، ومن ضمنها «الوحدويين الاشتراكيين»، أن يكون منسجماً مع مستوى المرحلة، فلا يمكن التفريط بعنوان وحدة الأمة، ولا يمكن التراجع عن الأراضي المحتلة فهي خطوط حمر، وموقفنا من التطبيع واضح، وننظر إلى أهداف الحزب على أنها أمر واقع حينما تكون الظروف مناسبة.

وشدد على أنه لا يوجد انزياحات في الأهداف الأساسية للحزب، لتبقى القضايا الخلافية الأخرى فيما يخص التفاصيل اليومية في الشأن السوري قابلة للنقاش.

وشدد المؤتمر على ضرورة إيجاد الحلول في ظل الحصار الجائر على سورية وتجديد الأفكار ومواكبة التطورات وتأهيل شباب مثقف.

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى ضرورة مشاركة الحزب في صناعة القرار وتعديل النظام الداخلي للحزب بعد الانتخابات الحزبية الجديدة، بما يتماشى مع التطورات الحاصلة.

وطالب المشاركون الجبهة الوطنية التقدمية بأن تأخذ دورها في إيجاد الحلول بناء على التطورات الحاصلة في سورية، إضافة إلى تأهيل شباب مثقف في صفوف الحزب من خلال محاضرات علمية وثقافية وفكرية ونشاطات في الجامعات.

وحضر المؤتمر وزيرا الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، والشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين، وعدد من الأمناء العامين لأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وأعضاء من مجلس الشعب ولجنة الأحزاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن