انضمت إلى روسيا في رفضها القاطع لمؤتمر الرياض … إيران: لن يسمح للإرهابيين بتقديم أنفسهم معتدلين
| وكالات
انضمت إيران إلى موسكو معلنةً رفضها القاطع لمؤتمر الرياض حيث وضعت الدبلوماسية الإيرانية خطاً بالغ الإحمرار فيما يتعلق بمشاركة «الإرهابيين» في المؤتمر، مؤكدةً أنه «لن يسمح» لهم بأن يقدموا أنفسهم كـ «معارضين معتدلين» وأن يساهموا في تقرير مستقبل سورية والمنطقة. كما اعتبرت أن تشكيل وفد المعارضة إلى المفاوضات مع الحكومة، من قبل السعودية مخالف لاتفاق «فيينا 2»، وشددت على أن هذه الوظيفة تعود إلى الأمم المتحدة بعد التشاور مع الدول. ويتطابق الموقف الإيراني حيال مؤتمر الرياض مع الموقف الذي أعلنته وزارة الخارجية الروسية، والتي أكدت أن بعض المنظمات التي دعيت إلى الرياض «قريبة من الإرهاب»، لافتةً إلى أن البيان الختامي الصادر عن المؤتمرين لا يتطابق واتفاقات فيينا. وشددت على «ضرورة إقصاء الإرهابيين من العملية السياسية في سورية».
واستضافت العاصمة السعودية الرياض، أكثر من مئة شخصية يمثلون في أغلبيتهم الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية، وحركة «أحرار الشام الإسلامية» و«جيش الإسلام»، والجبهة الجنوبية والجبهة الشامية. واشترط هؤلاء في بيان أصدروه بختام مؤتمرهم رحيل الرئيس بشار الأسد عن الحكم «مع بداية المرحلة الانتقالية». كما شكل المؤتمر «هيئة عليا تفاوضية» وظيفتها اختيار الوفد المعارض..!
وإذ أكدت الدبلوماسية الروسية رفضها أن يكون مؤتمر الرياض مرجعية لتشكيل الوفد المعارض أو أن يكون ممثلاً بالكامل للمعارضة السورية، أعربت عن استعداد موسكو للعمل مع جميع أطراف «مجموعة الدعم الدولية حول سورية» «بلا استثناء» من أجل حل القضايا المتعلقة بالتمهيد لـ«عملية سياسية حقيقية وشاملة من دون شروط مسبقة»، ودعت المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إلى لعب الدور الرئيس في تشكيل «وفد المعارضة السورية» لمفاوضة السلطة.
واتصل مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أمس بدي ميستورا مبلغاً إياه ذات الرسالة الروسية. ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن عبد اللهيان، تأكيده رفض إيران مؤتمر المعارضة السورية في الرياض وتشكيل وفد للمعارضة من قبل السعودية، لافتاً إلى أن ذلك يتعارض والاتفاق الذي توصلت إليه «مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية» في العاصمة النمساوية فيينا.
من جهة أخرى نقلت وكالة «الشرق الأوسط» المصرية للأنباء عن عبد اللهيان تأكيده، خلال الاتصال، على موقف طهران الثابت حيال حل الأزمة في سورية عبر اتباع نهج سياسي يحترم إرادة الشعب السوري. وشدد على أنه لا يمكن تسوية الأزمة السورية إلا من خلال إجراء محادثات سورية سورية بين الحكومة والجماعات المعارضة التي توافق على الدخول في عملية سياسية.
وشدد على أن إعداد وفد من جماعات المعارضة المتوقع أن تلتزم بالعملية السياسية، «يعتمد على المفاوضات بين جميع الأطراف المؤثرة، والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة»، مؤكداً أن إيران تدعم ذلك.
بدوره، ذكر دي ميستورا أن طهران تلعب دوراً هامًا في حل الأزمة السورية.
وسبق لمساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية أن أكد خلال استقباله وزير المالية اللبناني علي حسن خليل في طهران أول أمس، أن مؤتمر الرياض يتعارض مع بيان «فيينا 2». ولفت إلى أن التعارض «الأهم» في هذا السياق يتمثل في مشاركة «بعض الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم داعش في هذا المؤتمر»، لكنه أردف قائلاً: «لن يسمح أبداً للإرهابيين بأن يعتبروا أنفسهم معارضة معتدلة وأن يقرروا مستقبل سورية والمنطقة».
وأكد عبد اللهيان، بحسب موقع «كيهان العربي»، بأن الشعب السوري هو وحده فقط من يقرر مصير بلاده. وقال: إن «اجتماع الرياض لا يحظى بتأييدنا، وإن منظمة الأمم المتحدة هي المسؤولة عن تحديد المعارضة والجماعات الإرهابية من خلال التشاور مع الدول» المنضوية تحت لواء «مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية».
وتقاطعت اعتراضات الدبلوماسيتين الروسية والإيرانية على مؤتمر الرياض مع تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن بعض النقاط في البيان الختامي للمؤتمر، و«تحديداً نقطتين»، بحاجة إلى معالجة إذا كانت مفاوضات مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية ستُستأنف الأسبوع المقبل.
في غضون ذلك، شدد القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري على أهمية منطقة غرب آسيا (تضم سورية ولبنان والعراق وفلسطين)، التي رأى أن «مستقبل الإسلام والعالم يتحدد في حروبها». وأكد أن أميركا باتت غير قادرة على خوض الحرب المباشرة ضد الدول الإسلامية، واعتبر أن من القضايا اللافتة إزالة الحدود بين دول المقاومة وصولاً إلى الوحدة الإسلامية ترافقها الرابطة القلبية مع سائر الدول.