الدفاع الروسية استدعت الملحق العسكري التركي وأطلعته على «العواقب الكارثية المحتملة» … التوتر بين موسكو وأنقرة يصل إلى بحر إيجة.. وتحذير روسي لتركيا
| وكالات
مع ازدياد حدة التوتر بين البلدين ووصوله إلى بحر إيجة، استدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري في السفارة التركية، وحذرت أنقرة من العواقب المحتملة لأي عمل عسكري ضد وحداتها العسكرية، على خلفية اقتراب سفينة صيد تركية من سفينة الحراسة الروسية في هذا البحر، في الوقت الذي أكدت فيه موسكو أنها ليست مهتمة بتدهور العلاقات مع أنقرة، على حين ادعت تركيا أن المقاتلات الروسية اخترقت أجواءها مرات عديدة وأنها تعزز تواجدها الأمني لمراقبة تنظيم داعش الإرهابي على الحدود مع مدينة جرابلس شمال السورية.
وأعلن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف أنه تم استدعاء الملحق العسكري في السفارة التركية الأميرال أحمد غيونيش في موسكو، بحسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء، على خلفية اضطرار سفينة الحراسة التابعة للبحرية الروسية، «سميتليفى»، لإطلاق النار من الأسلحة الصغيرة لإجبار سفينة صيد تركية على التراجع بعد دخولها القطاع الشمالي من بحر إيجة واقترابها على مسافة نحو 600 متر من السفينة الروسية، وذلك من أجل منع حدوث تصادم بين السفينتين.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية عن أن السفينة التركية لم ترد على محاولة للإتصال بها، حيث أنه في تمام الساعة 09.03 بتوقيت موسكو وجدت السفينة الروسية على بعد نحو 1000 متر سفينة تركية تقترب وعلى الرغم من المحاولات العديدة للاتصال بها عبر اللاسلكي لم تستجب السفينة التركية للإشارات البصرية.
وفي بيان لها أمس، أعلنت الوزارة، بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» الإخبارية، أنه تم الإيضاح للدبلوماسي العسكري التركي بشكل صارم العواقب الكارثية المحتملة للإجراءات المتهورة من قبل أنقرة ضد الوحدات العسكرية الروسية، المكلفة مهمة مكافحة الإرهاب الدولي في سورية.
وذكرت الوزارة أن أنطونوف استدعى غيونيش إلى مقر الوزارة في موسكو على وجه السرعة على خلفية الحادثة.
وأضاف البيان: «تم استدعاؤه (غيونيش) على وجه الخصوص، للإعراب عن قلقنا العميق من الأعمال الاستفزازية من الجانب التركي فيما يتعلق بالسفينة الروسية»، مشيراً إلى أن الملحق التركي وعد بنقل وجهة النظر الروسية فوراً إلى أنقرة.
وأكد البيان أن السفينة التركية غيرت مسارها بسرعة بعيد إطلاق الأعيرة النارية التحذيرية، وأنها تابعت سيرها على مسافة 540 متراً دون أن تحاول الاتصال بالسفينة الروسية.
في المقابل ادعت مصادر عسكرية تركية أمس، أن الطائرات الروسية اخترقت الأجواء التركية 16 مرة، قبل حادثة إسقاط القاذفة الروسية في الأجواء السورية الشهر الماضي.
وزعمت المصادر أن المقاتلات الروسية التي تشنّ غارات جوية على معاقل التنظيمات الإرهابية في سورية انتهكت المجال الجوي التركي مرتين، ما بين 3 – 5 تشرين الأول الماضي، وأنه تمّ استدعاء السفير الروسي لدى أنقرة إلى مقر وزارة الخارجية وتمّ تحذيره من مغبة استمرار عملية الانتهاك، بحسب موقع «ترك برس».
وأضاف المصدر: إن الطائرات الروسية قامت في الفترة ما بين 3 – 10 من الشهر نفسه باعتراض مسار الطائرات التركية التي أقلعت لقصف مواقع تنظيم داعش الإرهابي في سورية، وتمّ على إثر ذلك الاتفاق بين الجانبين على مراعاة سيادة الأجواء التركية وعدم الاقتراب من مجال تركيا الجوي.
وادعى المصدر العسكري أن أنقرة تصرفت بحكمة والتزمت الصبر لمرات عديدة حيال الانتهاكات المتكررة من المقاتلات الروسية لمجالها الجوي، مشيراً إلى أن المقاتلات التركية أسقطت القاذفة الروسية بعد تكثيف غاراتها الجوية على منطقة جبل التركمان الحدودية وانتهاك المجال الجوي التركي.
من جانبها أكدت رئيسة البرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن موسكو ليست مسؤولة عن توتر العلاقات مع تركيا وليست مهتمة في تدهورها، وأن على أنقرة أن تعتذر عن إسقاطها الطائرة الروسية «سو24».
وقالت: «أعتقد أنه لا روسيا ولا تركيا مهتمة في تدهور العلاقات الثنائية، ولكن الذي هاجم، يتحمل المسؤولية عن ذلك الهجوم، بحسب «روسيا اليوم». وأضافت: «ربما سيأتي الوقت الذي ستعود فيه الحكومة التركية إلى رشدها».
ولفتت ماتفيينكو إلى أن تركيا ارتكبت عملا عدوانياً ضد روسيا، وهي جريمة حرب، وقالت: «ولهذا السبب قدم الرئيس الروسي كل التقييمات الواضحة للجميع وكنا نتوقع أنه بعد كل شيء، فإن الجانب التركي سيعطي إجابة كافية على ما حدث».
وأعربت عن اعتقادها بضرورة أن تعود أجواء الثقة التي كانت بين البلدين، ودون ذلك، «من المستحيل إعادة بناء العلاقات».
من جهة ثانية رفعت القوات التركية من تدابيرها الأمنية، على طول الشريط الحدودي مع مدينة جرابلس بريف حلب التي يسيطر عليها داعش، ويقابلها من الطرف التركي، بلدة كركميش، التابعة لولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد.
ووفقاً لمصادر أمنية حسب ما ذكرت وكالة «الأناضول» للأنباء، فقد أرسل الجيش التركي دبابات وبعض العربات المصفحة إلى نقاط معينة في المنطقة، وأنشأت منظومات رادار على بعض التلال، لمراقبة المستجدات في جرابلس، حسب ادعائها!!.
وأوضحت المصادر ذاتها أن داعش يواصل حفر الخنادق بمحاذاة الحدود السورية التركية بالمدينة، موضحةً أن أصوات اشتباكات التنظيم مع «وحدات حماية الشعب» ذات الغالبية الكردية تأتي من الداخل السوري ويسمع صداها من البلدة التركية.