سنتعامل بحزم مع العناصر الرئيسية لأحداث الشغب الأخيرة … طهران: لا حظر لدينا على تصدير واستيراد الأسلحة لكننا لم نسلم أسلحة لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا
| وكالات
جددت إيران التأكيد أنها لم تسلم أي أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية، مشددة على أنه سيتم التعامل بحزم مع الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم وتسببوا في مقتل الكثير من أفراد قوى الأمن الداخلي، وسيعاقبون بشدة، وذلك بالتزامن مع توجيه القضاء الإيراني، أمس السبت، إلى 11 موقوفاً بينهم امرأة، تهماً تصل عقوبة بعضها إلى الإعدام، لضلوعهم في قتل عنصر أمن قرب طهران هذا الشهر على هامش أحداث الشغب الأخيرة.
ونقلت وكالة «مهر» عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي مع نظيره البلغاري نيكولاي ميلكوف أمس السبت: «حسب قرار مجلس الأمن، ليس لدينا حظر على تصدير واستيراد الأسلحة، لكننا لم نسلم أي أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية».
وأكد عبد اللهيان أن بلاده ضد استمرار الحرب في أوكرانيا ونعمل من أجل وقف إطلاق النار، وضد توسع «الناتو» في المنطقة.
وشكر ميلكوف وزير خارجية إيران على التوضيحات المتعلقة بالتطورات في أوكرانيا وموقف طهران في معارضة استمرار الحرب ومتابعة الحلول السياسية لحل الأزمة في أوكرانيا وأضاف إن الحكومة البلغارية ملتزمة بعملية إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة وتحقيق الاتفاقية بين إيران والمجتمع الدولي.
الى ذلك أكد نائب رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية وأمين لجنة حقوق الإنسان الإيرانية كاظم غريب آبادي، أن زيارته الحالية إلى نيويورك تهدف لتقديم سرد صحيح عن أوضاع حقوق الإنسان في إيران، وأعمال الشغب الأخيرة والدور التخريبي لبعض الدول وعدم السماح لرواية أميركا والغرب الخاطئة بحرف أذهان الدول.
ونقلت وكالة «فارس» عن آبادي قوله في تصريح لمراسلين إعلاميين إيرانيين في نيويورك: «للأسف، أصبحت حقوق الإنسان اليوم أكثر تسييسًا من أي وقت مضى، نشهد أن الدول التي تعتبر نفسها رائدة في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتحديداً أميركا وبعض الدول الغربية، تنتهك حقوق الإنسان على نطاق واسع في أراضيها أو في دول أخرى، ونعتقد أن هذه الدول ليس لها أهلية الريادة بأي شكل من الأشكال في مجال حقوق الإنسان».
وتابع: «في الآونة الأخيرة وبعد أعمال الشغب التي حدثت داخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عادت هذه الدول مرة أخرى إلى رفع نداء دعم حقوق الإنسان للشعب الإيراني، لدينا 17 ألف ضحية إرهاب اغتيلوا من قبل نفس الإرهابيين الذين يعيشون الآن في دول أوروبية وأميركا، في جنة الغرب الآمنة، فكيف تدعي هذه الدول الأوروبية وأميركا دعم حقوق الإنسان للشعب الإيراني؟ إذا كانوا معنيين بحقوق الإنسان للشعب الإيراني فعليهم رفع الحظر وإحضار الإرهابيين إلى طاولة المحاكمة ومحاسبتهم وطردهم من بلدانهم».
ومن المقرر أن يعقد مجلس حقوق الإنسان الجلسة في الأسبوع الذي يبدأ في 21 الشهر الجاري بطلب من ألمانيا وإيسلندا.
وبعثت ألمانيا رسالة إلى المجلس أول من أمس طلبت فيها الدعوة لعقد جلسة خاصة «لمعالجة تدهور الأوضاع الحقوقية في جمهورية إيران الإسلامية، وخاصة ما يتعلق منها بالنساء والأطفال».
ويحتاج القرار إلى دعم ثلث أعضاء المجلس على الأقل، وعددهم 47 دولة، ويشير طلب ألمانيا إلى أنها ضمنت دعماً كافياً.
وفي السياق ذكرت قناة «روسيا اليوم» أن رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني أجئي، أكد أنه سيتم التعامل بحزم مع الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم وتسببوا في مقتل الكثير من أفراد قوى الأمن الداخلي، وسيعاقبون بشدة.
وقال محسني أجئي في تصريح خلال اجتماع المجلس الإداري بمحافظة خراسان بجنوب شرق إيران: «لدى المواطنين سلسلة من التوقعات من جهاز القضاء، وخاصة في الأحداث الأخيرة، ومنها التعامل مع المشاغبين»، وأضاف: «في مجال الشغب سنلاحق العناصر والمسببين الرئيسيين بمساعدة الأجهزة الأمنية».
وأشار رئيس القضاء إلى أنه وفق القانون سنتعامل بحزم مع العناصر والمسببين الرئيسيين لأعمال الشغب الأخيرة، مشيراً إلى أنه لو توافرت إمكانية الشمول بالرأفة وتخفيف العقوبة للبعض وفق الإنصاف والعدالة فسوف يستفيدون منها.
وقال: إن «المنتقد لا يحرق علم البلاد إطلاقاً ولا يعرض حياة المواطنين وقوات الشرطة للخطر».
وفي السياق قال مسؤول السلطة القضائية في محافظة ألبرز التي تتبع لها كرج حسين فاضلي هريكندي، إنه «بعد تحديد المتهمين بقتل عجميان وتوقيفهم، تم إجراء تحقيق أولي وإحضار 11 شخصاً هم 10 رجال وامرأة أمام القضاء، وصدرت لائحة الاتهام بحقهم من النيابة العامة».
وفي الثالث من تشرين الثاني الجاري، أفادت وسائل إعلام إيرانية باستشهاد عنصر من قوات التعبئة «البسيج» المرتبطة بحرس الثورة الإيراني، وإصابة 10 عناصر من الشرطة خلال أحداث الشغب في كرج الواقعة غرب طهران.
وأشارت وكالة «فارس» الإيرانية، في حينه إلى أن الشهيد روح اللـه عجميان، تعرّض لطعنات بالسكين ورمي بالحجارة.
كما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية مسعود ستايشي قبل أيام، أنه تمّ توجيه أكثر من ألف تهمة مرتبطة بأعمال الشغب في البلاد.