انسحابات عسكرية خلبية لـ«الوطني» من بعض البلدات والمدن للالتفاف على أوامر الاستخبارات التركية … اشتباكات في صفوف مرتزقة أردوغان شمالاً قبيل تشكيل «قيادة عسكرية موحدة»
| حلب- خالد زنكلو
تفاعلت قضية انشقاق معظم الميليشيات المشكلة لـ«حركة أحرار الشام الإسلامية» عن التشكيل الذي فرضه نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نهاية 2018 وعزل متزعمها السابق عامر الشيخ وتسمية المتزعم يوسف الحموي بدلاً منه، وقادت إلى مزيد من التشرذم والاصطفافات في صفوف ما يسمى «الجيش الوطني»، وذلك قبل أسابيع من المهلة التي منحها أردوغان لمرتزقته لتأليف «قيادة عسكرية موحدة» في المناطق التي يحتلها شمال سورية.
وفرضت أحداث عفرين، التي غزاها منتصف الشهر الماضي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي المدرج على قائمة الإرهاب الدولية، نفسه في منحى الانقسامات والتوترات الحاصلة في صفوف مرتزقة الشمال، والتي تطورت إلى اشتباكات قد يعيد تعديل المشهد العسكري في الشمال السوري بخلاف رغبة الاستخبارات التركية التي اجتمعت مع متزعمي مرتزقتها في 2 الشهر الجاري بغازي عنتاب لفرض واقع عسكري واقتصادي جديد في المناطق المحتلة.
وبينت مصادر معارضة مقربة من «الجيش الوطني»، التي شكلها نظام أردوغان في مناطق العمليات التي يحتلها ويسميها «غصن الزيتون» بعفرين شمال حلب و«درع الفرات» بريف المحافظة الشمالي الشرقي، أن اشتباكات دارت خلال الأيام الثلاثة الماضية في أرياف عفرين بين كتل «أحرار الشام» المؤيدة لـ«النصرة» وتلك المعارضة له والتي انشقت عن الميليشيا الأسبوع الفائت.
وأكدت المصادر لـ«الوطن»، أن جرحى وقتلى سقطوا في الاشتباكات، التي بدأت الخميس الفائت في محيط بلدة ترندة غرب مدينة عفرين وداخل المعسكر الواقع قرب البلدة وامتدت أمس إلى ناحيتي جلبل وجنديرس وإلى الطريق العام الذي يربط عفرين بإعزاز، والذي ما يزال مقطوعاً منذ أول من أمس أمام حركة المرور.
وتوقعت المصادر زيادة حدة الاشتباكات داخل صفوف «أحرار الشام» وانتقالها إلى ميليشيات أخرى داخل ما يسمى «الفيلق الثالث»، وخصوصاً داخل ميليشيا «الجبهة الشامية» أكبر قوة في «الفيلق» والمؤيدة للفريق المنشق داخل «أحرار الشام»، عدا ميليشيا «جيش الإسلام» المنبوذة من نظام أردوغان لعلاقتها الوطيدة بالسعودية.
المصادر أشارت إلى بوادر حرب جديدة ستندلع خلال الأيام القادمة داخل مدينة عفرين بين فريقي «أحرار الشام» المتصارعين، بعدما حلت الميليشيا محل «النصرة» في حواجز المدينة إثر انسحاب الأخير الفرع السوري لتنظيم القاعدة عسكرياً منها وإبقائه على قبضته الأمنية الممثلة بـ«جهاز الأمن العام»، الذي تخفى بزي وشارات الحركة.
ولفتت إلى أن مظاهر إخلاء بعض ميليشيات «الجيش الوطني» لمقارها وموقعها العسكرية من داخل بعض قرى وبلدات الشمال السوري أخيراً، ما هو إلا محاولة من متزعمي الميليشيات لذر الرماد في عيون الاستخبارات التركية ونزولاً عند رغبتها في تنفيذ مخرجات اجتماع غازي عنتاب.
ونوهت المصادر بأن الانسحابات خلبية وجرت فقط أمام وسائل الإعلام الموالية لمتزعمي مرتزقة أردوغان، بدليل أن تلك الميليشيات لا تزال تسيطر عسكرياً على حواجز مناطق الشمال السوري ومعابره التي لن تتخلى عنها مع ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، لأنها سبب بقائها اقتصادياً إلى جانب عمليات التهريب والخطف والابتزاز والاتجار بالمخدرات.
ورأت أن النزاع بين ميليشيات أنقرة سيتفاقم ولن تتمكن من تشكيل «جيش موحد» شمالاً خلال المهلة المحددة حتى نهاية العام الجاري، وذلك بعد محاباة الاستخبارات التركية لمتزعمي الميليشيات المقربة منها، حيث عمدت أمس إلى تعيين متزعم ميليشيا «السلطان مراد» الإرهابي فهيم عيسى متزعماً لـ«الفيلق الثالث» خلفا لأحمد العثمان، ما يعني أن متزعمي «الفيالق الثلاثة» المشكلة لـ«الجيش الوطني» ستعينهم الاستخبارات التركية من أزلامها على رغم تورطهم في قضايا فساد وحنق وكره بقية متزعمي الميليشيات لهم.