رياضة

في اتحاد السلة… الجمعية العمومية والحرب الخفية

| مهند الحسني

صدقت التنبؤات وصحّت التوقعات بأن الخرق التنظيمي الجلل الذي مارسه القائمون على اتحاد كرة السلة في إدارة جمعيتهم العمومية الأخيرة لن يمر مرور الكرام، وبأن الأسلوب المخالف باتباع التصويت السري على قرار واحد فقط من مجمل قرارات الجمعية لن يحظى بمباركة المكتب التنفيذي، لأن باقي قرارات الجمعية العمومية لم تكن بالتصويت السري، ولأن جهابذة اتحاد كرة السلة اجتهدوا وتفرغوا لتبرير التصويت السري وشرعيته وقوننته لكنهم عجزوا عن تبرير عدم اتباعه بخصوص باقي القرارات بعد أن اجتمع لديهم الصيف والشتاء على سطح جمعيتهم العمومية المضطربة.

صمت مطبق

الصمت الممارس خلال الفترة الماضية لم يكن إهمالاً أو إذعاناً لقرار السماح بمشاركة اللاعب الأجنبي بل كان فترة ذهبية لتحرك الأندية الرافضة لهذا القرار لأسباب موضوعية ولمخالفته الأصول المتبعة للجمعية العمومية، وكان لانشغال اتحاد كرة السلة بدورته الودية سبب مباشر في علو صوت المعترضين وجمع وثائقهم وبراهينهم التي كانت تواجه سابقاً بالمراوغة والتبريرات والتمييع والتلميع، فجاءت الضربة هذه المرة من المكتب التنفيذي الذي أعلن موقفه بطريقة رمادية التزم فيها بحفظ حق الأندية من الحفاظ على الشعرة المهترئة التي تربطه باتحاد كرة السلة.

القرار الصادر من المكتب التنفيذي بصيغة التريث يتضمن في حقيقته عدم تصديق على القرار أو تأجيل التصديق عليه بأضعف تقدير وهذا ما يعطل تنفيذه ويرفعه إلى رف التجميد في ثلاجة القرارات المائعة التي أخفق معها الإصلاح.

اتحاد كرة السلة الغارق بتجاذبات الجماهير وصراع النفوذ وألعاب كسر العظم بين قطبي السلة السورية الوحدة والأهلي فاته أن أندية أخرى لها مكانتها وثقلها وفرق عملها القانونية والتنظيمية والتي اتجهت لقرع أبواب المسؤولين للمطالبة بتصحيح الأخطاء والعور الذي أصاب قرارات الجمعية العمومية ولأن الحجة والدليل كانا في جانبهم لم يكن الرد أو الرفض ممكناً لطلباتهم لأن عين الخطأ لا تقاوم مخرز الحقيقة.

استغراب ولكن؟!

حالة من الذهول والصدمة سادت أروقة اتحاد كرة السلة بعد صدور القرار البعيد كلياً عن توقعاتهم بعد ظنهم أن النصر دان لهم وأن النجاح حليفهم في تمرير قرار مشاركة اللاعب الأجنبي الذي يعكس رغبة الاتحاد المخالفة لرغبات بعض الأندية والمخالفة كلياً لواقعنا الرياضي البائس.

عدم الوضوح

حتى ساعة كتابة سطور هذه المادة لم يصدر موقف واضح عن اتحاد كرة السلة الذي لم يصح بعد من الصدمة التي أصابته، ولكن التوقعات تشير إلى أن الاتحاد عاجز عن رفض قرار المكتب التنفيذي بسبب الخطأ الجوهري المرتكب في إجراءات الجمعية العمومية، وأن أي كلام يخرج عن هذا السياق سيدل على أن اتحاد كرة السلة جاهل كلياً بأبسط مبادئ إدارة الجمعيات العمومية واتخاذ القرارات المصيرية لذلك فإن التراجع أو ذر الرماد في عيون الواقع هو السبيل المتاح أمام اتحاد كرة السلة.

خلاصة

بانتظار ما ستحمله الأيام القادمة التي نتوقعها ساخنة ولاسيما في طبيعة العلاقة بين المكتب التنفيذي واتحاد كرة السلة من جهة وبين الاتحاد والأندية التي نجحت في لي ذراع الاتحاد من جهة أخرى، وما كان سراً أو موضع توقع بات اليوم واضحاً وجلياً، وهو أن العلاقة بين الأطراف لم تعد على ما يرام وأن شهر العسل قد انقضى منذ زمن، وأن الشائعات التي تداولها البعض عن بحث المكتب التنفيذي لبدائل لرئيس الاتحاد عند تقدمه باستقالته سابقاً كانت صحيحة، وأن الرسائل الموجهة لرئيس الاتحاد باقتراب إحدى الشخصيات السلوية اللامعة من بوصلة المكتب التنفيذي كانت السبب المباشر في تغيير موقفه والتراجع المفاجئ عن استقالته، رغم إخفاقه بتحقيق أي من مطالبه التي تقدم بها إلى المكتب التنفيذي من جهة استبدال بعض أعضاء اتحاد كرة السلة أو الحصول على دعم إضافي يرمم به رقع سلته البالية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن