أكاديمي كردي توقع حصول «تقدم وتطور» في الحوار بين دمشق و«الإدارة الذاتية» … مخطط أميركي لتوحيد «قسد» و«المعارضة» وربط مناطق شرق وغرب الفرات
| موفق محمد
توقع الأكاديمي الكردي فريد سعدون حصول تقدم وتطور في الحوار المستمر بين دمشق وما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية، موضحاً أن «الحوارات كانت تحصل سابقاً على المستوى العسكري في قاعدة حميميم في حين الآن تحصل لقاءات سياسية في دمشق برعاية روسية».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال سعدون الذي يعيش في مدينة الحسكة: «الحورات بين الحكومة و«الإدارة الذاتية» لم تتوقف وهي مستمرة وهناك تنسيق على مستويات عالية على المستويين الأمني والعسكري ويبقى الحوار السياسي الذي لم يؤد حتى اليوم إلى نتيجة، ولكن خلال الأسابيع الماضية كان هناك رعاية روسية لحوارات بين الطرفين وهي مستمرة حتى الآن».
وأضاف: «نتوقع هذه المرة أن يكون هناك تطور وتقدم في هذه الحوارات لأنها سابقاً كانت تحصل على المستوى العسكري في قاعدة حميميم، في حين الآن تحصل لقاءات سياسية في دمشق برعاية روسية خاصة لأنه من مصلحة الطرفين الاتفاق».
وأول من أمس نقل «باسنيوز» الكردي عن مصدر مطلع قوله: إن (ما يسمى) «المجلس الوطني الكردي سيعقد مؤتمره بشكل علني أمام وسائل الإعلام في مدينة القامشلي على الرغم من وجود مخاوف من منعه من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد».
وأوضح سعدون أن «المؤتمر كان من المفترض أن ينعقد قبل أربع سنوات»، ولكن خلال انعقاد آخر مؤتمر تمت مهاجمة المشاركين من قبل مسلحي «قسد»، وبالتالي كان هناك تريث كبير في عقد «المجلس» للمؤتمر خوفاً من تكرار مهاجمة المشاركين.
ولفت إلى أنه بعد تغيير الإدارة الأميركية لمبعوثها إلى مناطق سيطرة «قسد» ومجيء نيكولاس غرينجر، تواصل مع «المجلس» و«قسد»، «ويبدو أنه صار هناك نوع من الليونة من قبل «قسد» في التعامل مع «المجلس»، وهذه الليونة كان من نتائجها أن المجلس سيعقد مؤتمره العام الرابع»، معرباً عن توقعاته بأن هناك شيئاً ما يحدث من وراء الكواليس لأن «الإدارة الذاتية» كانت لا تسمح لـ«المجلس الوطني» بعقد مؤتمره كونه ممثلاً فيما يسمى «الائتلاف» المعارض الموالي للنظام التركي ويتخذ من إسطنبول مقراً له، وتتهمه «الإدارة» بالتعامل مع الأتراك.
وأعرب سعدون عن اعتقاده، بأن المرونة التي أبدتها «الإدارة الذاتية» إزاء عقد المؤتمر الرابع لـ«المجلس الوطني» سببها «التدخل الأميركي»، لكنه استبعد أن تنجح واشنطن في توحيد القوى الكردية، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي حوار بين «الإدارة الذاتية» و«المجلس الوطني»، و«لن يتفقوا أبداً لأنهما مختلفان على قضايا جوهرية والأمور سيئة للغاية بين الجانبين، ولكن التدخل الأميركي بدا جلياً حيث كان هنا معاون وزير الخارجية الأميركي والتقى قيادات «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» و«قسد» و«الإدارة الذاتية»، كما ذهب إلى أربيل وعقد لقاءات مع قيادات المجلس الوطني»، معتبراً أن «هذا مؤشر على أن أميركا تخطط لعقد جلسات حوار جديدة بين «الإدارة الذاتية» و«المجلس الوطني» ويمكن أن يجبر الطرفين على الاتفاق على الرغم من الخلافات فيما بينهم».
ويعتبر «مسد» المظلة السياسية لـ«الإدارة الذاتية» الكردية و«قسد» التي تشكل ذراعهما المسلح وتهيمن عليهما.
ورأى الأكاديمي الكردي، أن أميركا لديها مخطط جديد لشمال سورية، لافتاً إلى أن واشنطن كانت ترسل مبعوثها إلى شمال شرق سورية في مهمة لمدة سنة ولكن المبعوث الأخير ولأول مرة مهمته تمتد لسنتين، وهذا يؤكد أن أميركا تحضّر لمشروع ما في المنطقة على مدى طويل.
ورأى أن المخطط الأميركي الجديد هو ربط مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها «الإدارة الذاتية» مع مناطق غرب الفرات التي تسيطر عليها «المعارضة» التابعة للنظام التركي، معتبراً أن هذا المخطط من الصعوبة بمكان أن ينجح، لأن الميليشيات التي تنتشر غرب الفرات هي ميليشيات إرهابية وغير موحدة، والكل يعلم أن النظام التركي هو من دفع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي للدخول إلى عفرين.
وأوضح سعدون، أن الطرفين الأميركي والتركي يضغطان على بعضهما بعضاً من أجل قبول كل طرف بمشروع الآخر، متوقعاً ألا ينجح الأمر بسبب الخلافات الجوهرية بين مشروعي شرق الفرات وغرب الفرات، مشيراً إلى أن «قسد» لم تدخل في حرب مع الدولة، في حين النظام التركي و«الفصائل» التابعة له أهدافهم هي «إسقاط الحكومة السورية» وبالتالي الخلافات جوهرية، مشيراً إلى أن المشروع الأميركي يقوم على توحيد «المعارضة» مع «قسد» وقد تدخلت أميركا لعقد لقاءات بين الأخيرة وأقطاب «المعارضة» وحالياً مطروح عقد لقاءات بين قيادات من «مسد» وقيادات من «المعارضة» التي تسميها أميركا بـ«المعتدلة».