قضايا وآراء

حكومة نتنياهو- بن غافير والتصعيد المقبل

| تحسين حلبي

يبدو أن حصول حزب المتدينين الصهيونيين على 14 مقعداً في الكنيست أي البرلمان الإسرائيلي، ومشاركتهم بحكومة رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، بدأ يفتح شهية قادة الحزب في مدينة القدس والضفة الغربية على وضع مخططات تمهيدية علنية لتنفيذ سياسة ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم وليس لتوسيع الاستيطان فقط، وها هو آرييه كينغ نائب رئيس بلدية دولة الاحتلال في مدينة القدس، يعلن في مقابلة صحفية مع المجلة العبرية الالكترونية «هاماكوم» ونشرت نص المقابلة صحيفة «هآريتس» الإسرائيلية في 11 تشرين الثاني الجاري أنه «سيعمل على تهجير نصف مليون فلسطيني إلى خارج أراضيهم داخل فلسطين المحتلة، وأعلنت منظمة يهودية أنها على استعداد لتغطية تكاليف هذا الإبعاد للتشجيع على اتباع هذه السياسة».

وتضيف الصحيفة العبرية إن كينغ كشف أنه عمل في عام 2005 مع الملياردير اليهودي الأميركي ايرفينغ موكوفيتش لشراء أراض من الفلسطينيين في مدينة القدس، وكان كينغ قد قاد حملة لمنع إعلان الأذان للصلاة في مدينة القدس ووصفه بأبشع الصفات ورأى في هذه الخطوة إجراء تمهيدياً لتهويد مدينة القدس وأماكنها الإسلامية والمسيحية، ويذكر أن الحاخام مائير كاهانا زعيم منظمة «كاخ» الإسرائيلية كان قد طالب قبل عقود بطرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة من عام 1948 عن طريق منح كل عائلة مئة ألف دولار عن طريق نقلهم إلى الولايات المتحدة للبقاء هناك كمواطنين أميركيين ولم يجد عائلة واحدة تقبل بهذا العرض، فمات اقتراحه هذا بعد أن هزمه الفلسطينيون، وفي هذه الأوقات يحاول تلامذة مائير كاهانا من حزب المتدينين الصهيونيين بقيادة ايتامار بن غافير إحياء مخططه بعد أن أصبح لهم 14 مقعداً في البرلمان، إضافة إلى أنهم الكتلة البرلمانية القادرة على إسقاط حكومة نتنياهو وحزب الليكود، فهم الكتلة التي جعلته يحقق تأييد أغلبية لحكومته في البرلمان.

قبل أيام شارك بن غافير في ندوة سياسية لأنصار كاهانا بذكرى مقتل الأخير عام 1990 على يد مصري من المواطنين الأميركيين حين كان في الولايات المتحدة رداً على سياسته ضد الفلسطينيين، ولا يقل بن غافير خطورة في سياسته الوحشية ضد الفلسطينيين عن كاهانا وخاصة في مدينة القدس التي كان يتحرك فيها مع أنصاره المسلحين من حزبه في حي الشيخ جراح وسلوان وعند الحرم القدسي قرب المسجد الأقصى لإرهاب المقدسيين في المدينة وإجبارهم على الرحيل بهدف تهويدها وتحويلها إلى مدينة لليهود المستوطنين وحدهم، وهو البرنامج السياسي نفسه الذي خاض بموجبه حملته الانتخابية وفاز بأربعة عشر مقعداً من 120 وشكل فرصة لنتنياهو في تشكيل الحكومة حين أيد ترشيحه لرئاسة الحكومة.

يعرف كل من زار بن غافير في بيته أنه كان يضع صورة مائير كاهانا في صدر البيت وإلى جانبها خريطة كتب عليها إسرائيل تظهر فيها أراضي المملكة الأردنية حتى حدود العراق جزءاً من إسرائيل في وسط الخريطة، وفي ندوة ذكرى كاهانا لاحظ الحضور وجود باروخ مارزيل ويهودا عيتصيون اللذين حاولا تفجير مسجد قبة الصخرة في مدينة القدس عام 1982 لكن الفلسطينيين من حراس المسجد اكتشفوا في ذلك الوقت وجود المتفجرات في قلب المسجد وأبطلوا مفعولها واستدعوا الشرطة الإسرائيلية التي لم تفعل شيئاً.

إذاً ليس من المستبعد أن تتحول نشاطات عيتصيون ومارزيل وأنصارهما إلى أعمال علنية وحشية ضد المقدسات الإسلامية ما دام حزبهم بقيادة بن غافير سيتحدد له عدد من الوزراء بموجب اتفاقية الحكومة الائتلافية مع حزب الليكود ورئيسه نتنياهو.

من المتوقع في حال تعيين ايتامار بن غافير وزيرا للأمن الداخلي أن تشهد ساحة الضفة الغربية ومدينة القدس تصعيداً في مواجهة الفلسطينيين وخاصة بعد إعلان بن غافير أنه سيطلب إدخال تعديلات على إجراءات فتح النار ضد الفلسطينيين لضمان تعزيز حماية رجال الأمن.

صحيفة «معاريف» الإسرائيلية ذكرت قبل أسبوع أن المفتش الأعلى للدولة ماتانياهو أنغلمان قام بزيارة تفقدية مفاجئة لبعض ثكنات الجيش وقوات الأمن الداخلي في الضفة الغربية فوجد أنها تفتقر للجهوزية من الناحية اللوجستية في مواجهة المسلحين الفلسطينيين وخاصة بعد التقرير الذي وصله عن فقدان مئات الآلاف من الطلقات النارية من بعض معسكرات الجيش، إضافة إلى فقدان أسلحة قتالية كثيرة يعتقد أنها أصبحت في أيدي المقاومين الفلسطينيين، وهذا ما قد يشير إلى بوادر تصعيدية إسرائيلية مسلحة ضد الفلسطينيين في مدينة القدس وبقية مدن الضفة الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن