سورية

الحماية الغربية ساهمت بانفرادها في المنطقة بحيازة أسلحة الدمار الشامل وتطويرها … سورية: إسرائيل المصدر الرئيسي لتهديد السلم والأمن في الشرق الأوسط

| الوطن

اعتبرت سورية أمس أن مظلة الحماية التي توفرها بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ساهمت بانفراد إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط بحيازة أسلحة الدمار الشامل وتطويرها، ورفضها إخضاع منشآتها النووية للرقابة الدولية، في انتهاك واضح لأحكام المادة الأولى من معاهدة عدم الانتشار، ما جعلها المصدر الرئيسي لتهديد السلم والأمن في المنطقة.

وأشار مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صبّاغ في بيان أمام «الدورة الثالثة لمؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشروط الأوسط – المناقشة العامة»، تلقت «الوطن» نسخة منه، إلى أن هذا المؤتمر ينعقد بعد المؤتمر الاستعراضي العاشر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (npt)، والذي لم ينجح مرة أخرى في تحديد خطوات عملية تضمن التنفيذ الفعال لقرار الشرق الأوسط لعام 1995 الذي يعدّ جزءاً رئيسياً تم على أساسه التمديد اللانهائي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وركيزة أساسية في دعم نظام عدم الانتشار على المستوى الإقليمي.

واعتبر صباغ، أن إخفاق المؤتمر الاستعراضي العاشر الذي عُقد في شهر آب في اعتماد وثيقة ختامية يجب أن يمنحنا الدافع للمضي قدماً في جهودنا الجماعية لتنفيذ قرار الشرق الأوسط 1995، وبشكل خاص الدول الثلاث الراعية له- الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وروسيا الاتحارية- التي تتحمل المسؤولية الكاملة عن تنفيذه.

وأكد صباغ، أن مقرر الجمعية العامة رقم 546/73 لعام 2018، مثّل خطوة لكسر حالة الجمود التي واجهت تطبيق قرار الشرق الأوسط لعام 1995 منذ اعتماده وحتى الآن.

وأوضح أن سورية أيّدت مقرر الجمعية العامة رقم 546/73 باعتباره مساراً موازياً لتنفيذ قرار الشروط الأوسط للعام 1995، وليس بدلاً منه، مشيراً إلى أنه ومنذ اعتماد هذا المقرر عملت سورية مع دول المنطقة المشاركة في هذا المؤتمر لتحقيق هدفنا المشترك في التوصل إلى إنشاء هذه المنطقة، حيث تم خلال الدورة الأولى اعتماد إعلان سياسي شكّل منطلقاً لعملنا، كما تم في الدور الثانية اعتماد قواعد الإجراءات الناظمة لعمل المؤتمر.

وأضاف: إن هذا التقدم الذي يحققه مؤتمرنا، يدل على الجهود الصادقة والجدية التي تقوم بها الدول المشاركة فيه، ويكشف في المقابل عن استهتار إسرائيل والولايات المتحدة بالإرادة الدولية، وذلك يتسق مع نهجهما في عرقلة جهود إنشاء هذه المنطقة.

ولفت صباغ إلى أنه وعلى الرغم من أن منظومة عدم الانتشار قد حققت نجاحاً حول العالم، من خلال إنشاء خمس مناطق خالية من الأسلحة النووية في إفريقيا، وأميركا اللاتينية والكاريبي، ووسط آسيا، وجنوب شرق آسيا، وجنوب المحيط الهادئ، إلا أن أصوات دول منطقتنا في الشرق الأوسط لا تزال ومنذ سبعة وعشرين عاماً تنادي وتبذل الجهود لإنشاء هذه المنطقة بما يحقق عالمية منظومة عدم الانتشار في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن جهودها الصادقة والعملية كانت تصطدم دائماً برفض إسرائيل الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار كطرف غير حائز، وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وذكر أن سورية كانت من أوائل الدول التي انضمت إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كما وقعت اتفاق ضمانات شاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووقعت على اتفاقية منع استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البيولوجية، وانضمت إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية، موضحاً أن كل ذلك يؤكد حرصها على المضي قدماً في إجراءات جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل.

وأوضح أن سورية تعتبر إنشاء المنطقة الخالية في الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الأخرى تدبيراً مهماً من تدابير نزع السلاح، وتعزيز نظام عدم الانتشار، وإسهاماً جدياً في صون السلم والأمن الإقليمي والدولي.

وأضاف: انطلاقاً من ذلك فقد تقدمت بلادي خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن عامي 2002- 2003 بمشروع قرار يرمي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع تلك الأسلحة، إلا أن تلك المبادرة تم إجهاضها من قبل دولة دائمة العضوية في المجلس حماية لإسرائيل.

واعتبر صباغ، أن «مظلة الحماية التي توفرها بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة، ساهمت في إنفراد إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط بحيازة أسلحة الدمار الشامل وتطويرها، ورفضها إخضاع منشآتها النووية للرقابة الدولية، إلى جانب دعم تلك الدول لتطوير البرامج الإسرائيلية العسكرية النووية والبيولوجية والكيميائية، والمساهمة في تزويدها بالتقنيات والمعدات اللازمة، في انتهاك واضح لأحكام المادة الأولى من معاهدة عدم الانتشار، ما جعل إسرائيل المصدر الرئيسي لتهديد السلم والأمن في المنطقة».

وذكر أن سورية تشدد على ضرورة عدم الربط بأي شكل من الأشكال بين موضوع إنشاء المنطقة الخالية في الشرق الأوسط، وبين عملية السلام في المنطقة، كما تذكر مجدداً بأن أي إشارة لتحديد دول منطقة الشرق الأوسط لهذا الغرض لا تشكل بأي شكل من الأشكال تعريفاً للمنطقة. وتؤكد على أن إنشاء هذه المنطقة لا يحتاج إلى إجراءات بناء ثقة، وإنما يحتاج إلى إرادة حقيقية وصادقة من طرف إسرائيل عبر انضمامها إلى منظومة عدم الانتشار.

وأعرب صباغ عن تطلع سورية للعمل بجدية وانفتاح مع جميع وفود الدول المشاركة في هذا المؤتمر من أجل التوصل إلى معاهدة ملزمة قانوناً لإنشاء المنطقة الخالية في الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الأخرى، والتي تضمن الأمن لشعوب منطقتنا والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن