سؤال افتراضي… عندما حدثت أول جريمة قتل على هذه الأرض عندما قام قابيل بقتل أخيه هابيل.. ماذا قال الآخرون؟!
أفراد المجتمع في تلك اللحظة كيف تلقوا الخبر وهل قال أحدهم للآخر…
انظر إلى أين وصلنا؟؟.. لقد اقترب يوم القيامة!!.. أو عبارات من نوع أي مجتمع نعيش فيه!!
هل جلس الملائكة يقولون ألم نقل لله «أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء…».
هي أسئلة افتراضية تشكل مقدمة للحديث عن فكرة تبدو كما لو كانت ترافق البشر في كل الأزمان.
ففي كل عصر يتفاجأ البشر من سلوك الآخرين وتكاد تشكل أي جريمة قتل مفاجأة.. كل طعنة صديق مفاجأة أخرى.. كل خيانة حبيب صدمة.. كل فقر بالمجتمع صدمة أخرى.
منذ بداية الخليقة إلى الآن عاشت الشعوب حوالي 14 ألف حرب بمعدل حرب أو صراع كل ثلاثة أشهر وفق الدراسات التاريخية.
ولم يتخلص أحد من الحروب تحت أي عنوان بل إن الإيديولوجيات التي تحارب الحروب خاضت حروبها دفاعاً عن فكرة أنها ضد الحرب.؟
الشافعي له قصيدة جميلة جداً يبدأ فيها بالقول:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
كل ما أقوله هنا يؤدي إلى سؤال واقعي هل المشكلة بالزمان أم بالإنسان؟
والسؤال الثاني وهو لب موضوعنا هنا..لماذا لم يستطع البشر أن «يطوروا» أنفسهم ليصبحوا أقل شراً!
الذين حاولوا الإجابة عن السؤال الأول كثر جداً فالبعض اعتبر الإنسان مطبوعاً على الخير، وآخرون قالوا بل على الشر فمثلاً أرسطو قال إن الفضائل يتم اكتسابها والإنسان يولد بلا أخلاق.
بينما الأديان تتحدث عن الخير الفطري وأن فطرة البشر هي الاتجاه نحو الفضائل.
هذا الموضوع سيبقى قيد الأخذ والرد. ربما أفضل تعبير ما قاله كانط إن الإنسان ميال للخير رغم أن طبعه الشر.
لكن السؤال الذي لم تتم الإجابة عنه حتى الآن لماذا لم يستطع البشر إيجاد دواء للشر؟!
الأنبياء والفلاسفة والحكماء ورجال القانون كلهم قدموا مساهمات ثمينة في محاصرة الشر..و رغم أن الفلاسفة قسموا الشر إلى أنواع منه الشر الطبيعي واللا أخلاقي وأخيراً السياسي إلا أن كل هذه المحاولات لم تنه معضلة الشر عند البشر.
ما يمكن أن نتحدث عنه في مجتمعنا أن الشرور وجدت نفسها تزدهر في ظل غياب القانون ورغم أن الجميع يرفع شعارات فضائل أخلاقية إلا أن الأفعال لم تكن كذلك.
لكن بظني أن البشر ميالون بشكل طبيعي للخير وما الدهشة التي تصيبنا أمام كل عمل شنيع إلا تعبير عن أن طبائع الناس مملوءة بالفضيلة وان ما يحصل من شرور غالبا ما يكون في تغليب الشهوات والمصالح وهي نقاط الضعف البشرية المعروفة.
ما أقوله برأيي الشخصي.. البشر جيدون يرتكبون أفعالاً سيئة.
أقوال:
• وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ
ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ
• يشرع البشر القوانين لأنهم لا يثقون بغرائزهم
• أغلب الناس عند السلطة يصيرون أشراراً
• من حسنات النّاس أنهم لا يستطيعون إخفاء سيئاتهم طويلاً.