شؤون محلية

التلوث يطول مشاريع لمياه الشرب بطرطوس والمؤسسة تتهم معاصر زيتون … «المياه»: إغلاق أي معصرة سيؤثر في موسم الزيتون

| طرطوس- هيثم يحيى محمد

تعرض عدد من مشاريع مياه الشرب في ريف طرطوس منذ خمسة عشر يوماً وحتى الآن للتلوث الناجم عن مياه الجفت -كما تقول مؤسسة المياه- ما أدى إلى توقف الضخ وحصول معاناة في الكثير من القرى التي تغذى من تلك المشاريع حيث بات السكان يعتمدون على شراء مياه الشرب من صهاريج خاصة بأثمان مرتفعة لا يقدر معظمهم على دفعها إذ يصل سعر الصهريج الواحد لأكثر من خمسين ألف ليرة.

وقد حصل هذا التلوث رغم بعض الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المحافظة وأيضاً المؤسسة منذ ما قبل بداية عصر الموسم فقد تم بموجب الأمر الإداري الصادر عن محافظ طرطوس بتشكيل لجان على مستوى الوحدات الإدارية تضم في عضويتها إضافة لرئيس وحدة المياه رئيس الوحدة الإدارية ورئيس الوحدة الإرشادية وممثلاً عن الموارد المائية ومديرية البيئة وعقدت تلك اللجان عدة اجتماعات على مستوى الوحدات الإدارية تم فيها إعداد خريطة تضم منطقة محظورة مظللة باللون الأحمر تشمل حرم الينابيع والآبار يحظر إلقاء مخلفات المعاصر فيها ومنطقة غير محظورة مظللة باللون الأخضر تضم غابات أو أحراجاً أو مناطق زراعية مشجرة يمكن توزيع مياه الجفت فيها.

مع التأكيد على جميع الوحدات الاقتصادية التابعة لمؤسسة المياه المراقبة اليومية لمصادر مياه الشرب وتأمين جاهزية تامة للمخابر الفرعية في الوحدات والمخبر المركزي في مبنى المؤسسة إضافة لقطف عينات بشكل مستمر وتحليلها للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات القياسية السورية والمراقبة الدائمة لعمل المعاصر واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية مصادر مياه الشرب من التلوث لتأمين وصولها آمنة للمواطنين.

«الوطن» تلقت شكاوى من مواطنين في كفران وبيت زينة وتيشور وبعدري تحدثوا فيها عن تلوث مشروع المياه الذي يغذيهم منذ بداية الشهر الحالي وأكدوا أن هذا التلوث يتكرر كل عام ويستمر طويلاً ويسبب نقصاً كبيراً في المياه ومعاناة كبيرة لهم وطالبوا بإيجاد علاج جذري لهذه المشكلة، كما تلقت شكاوى من مواطنين يسكنون في مدينة الدريكيش بعد تلوث مشروع نبع الدلبة الكبير وطالبوا بالإسراع في المعالجة، وشكاوى من بعض سكان قرية بعمرة تضمنت أن الأهالي في قرى بعمرة وبيت ناعسة ورويسة الطير تبلغوا بإفراغ خزانات المياه الموجودة على أسطح منازلهم بسبب تلوث الماء من مشروع المؤسسة على أن يتم إمداد القرى المذكورة بالمياه غير الملوثة. وبناءً عليه قام السكان بإفراغ الخزانات من يوم الأربعاء الماضي وحتى يوم (أمس) لم تصلهم المياه غير الملوثة.

وقد تم الاتصال بالمسؤول عن توزيع المياه في هذه القرى فأخبرهم أن ليس لديه مازوت كاف لضخ المياه وأنه سيتم الضخ حسب الكميه المتوافرة لديه وقد يصبح الدور كل خمسة أيام مرة وطالبوا بمتابعة الأمر مع المؤسسة إذ لا يمكن أن تستمر العائلة لعدة أيام من دون مياه.

رد المؤسسة

وضعت «الوطن» هذه الشكاوى أمام إدارة المؤسسة التي كانت تعمل ميدانياً لمعالجة آثار وتداعيات التلوث الذي أصاب مشروع مياه نبع الدلبة منذ الثلاثاء الماضي وحتى الأمس والذي يغذي مدينة الدريكيش و48 قرية إضافة لمشروع بعمرة ومشروع تيشور ومشاريع أخرى فأجاب مديرها العام عيسى حمدان عن الإجراءات التي قامت وتقوم بها المؤسسة قائلاً: تعمل المؤسسة لحماية مصادر مياه الشرب في المحافظة من التلوث بمياه الجفت من خلال عدة إجراءات أبرزها التوجيه إلى كل الوحدات الاقتصادية لمراقبة مصادر مياه الشرب بشكل دائم ومستمر وقطف عينات بشكل دوري وتحليلها في مخابر المؤسسة والقيام بجولات ميدانية على المعاصر والتأكد من التزامها بشروط ترحيل مخلفات مياه الجفت بالتعاون مع اللجان الفرعية وإعلام المحافظ بحالات التلوث الحاصلة بعد البحث والتقصي عن أسبابها ليصار إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة عن طريق اللجنة المركزية لمراقبة عمل المعاصر.

وأضاف عيسى: كما قمنا بتنفيذ ربط حلقي لشبكات مياه الشرب بين المشاريع التي تتوفر بدائل لها في حال تعرضت للتلوث ونقل المياه عن طريق الصهاريج للمناطق المتضررة وفق الإمكانيات المتاحة.

وختم بالقول: إن إغلاق أي معصرة تسبب التلوث سينعكس سلباً على موسم الزيتون وعصره لذلك سوف نقترح توقيف المشرف على عمل المعصرة أو صاحبها أو مديرها في حال تسببت المعصرة بتلويث أي مشروع مياه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن