عربي ودولي

قمة «G20» انطلقت في بالي أمس تحت عنوان «التعافي معاً التعافي أقوى».. وزيلينسكي اقترح صيغة لتبادل الأسرى على قاعدة «الجميع مقابل الجميع» … شي: عدم تحويل الغذاء والطاقة إلى سلاح.. ويدودو: ضرورة إنهاء الحرب لافروف: منفتحون على الحل وشروط كييف غير واقعية

| وكالات

جملة من اللقاءات، اتخذ البعض منها صفة الاستثنائية، عقدت على هامش قمة مجموعة العشرين «G20» التي انطلقت في مدينة بالي الإندونيسية، أمس الثلاثاء، لتشهد جلسة الافتتاح جملة من المواقف والتصريحات، إزاء ما يتعرض إليه العالم من أزمات وصراعات، حيث حذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمته، من تحويل الغذاء والطاقة إلى سلاح، على حين أكد الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، ضرورة إنهاء الحرب من أجل أجيال المستقبل، بينما شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة وقف السياسة المعادية لروسيا في العالم، معرباً عن قلق بلاده من الأنشطة البيولوجية على حدودها.

ونقلت قناة «سكاي نيوز» عن الرئيس شي قوله في كلمة أمام مجموعة العشرين أمس الثلاثاء: «علينا وبحزم، معارضة تسييس مشاكل الغذاء والطاقة وتحويلها إلى أدوات وأسلحة»، بينما كرر في الوقت ذاته التعبير عن معارضته لسياسة العقوبات الغربية.

وشدد على أن تحديد خطوط فكرية وإثارة الخلافات بين التكتلات والفصائل السياسية لن يؤديا إلا إلى تقسيم العالم وعرقلة تقدّم البشرية.

وقال شي: «أمن الغذاء والطاقة هما أكثر التحديات إلحاحاً في التنمية العالمية، والسبب الرئيسي للأزمة الحالية ليست المشاكل في مجال الإنتاج والطلب، وإنما مشاكل سلاسل التوريد وتعطيل التعاون الدولي، يمكن إيجاد حل لهذه المشاكل من خلال تعزيز التعاون بين جميع البلدان في مجال مراقبة السوق، وكذلك بناء شراكات حول السلع الأساسية، وخلق سوق سلع مفتوحة ومستقرة ومستدامة، واستقرار سلاسل التوريد والسوق والأسعار معا».

وبين ضرورة رفع العقوبات الأحادية الجانب وإزالة القيود المفروضة على التعاون العلمي والتقني، مشيراً إلى أن الاقتصاد العالمي يواجه خطر الركود، والبلدان النامية هي أول من يتضرر.

من جانب آخر، أكد شي خلال لقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس على هامش القمة أن الصين وفرنسا لكونهما قوتين مهمتين في العالم، يجب أن تلتزما بروح الاستقلالية، والانفتاح وتعملا على إرساء الاستقرار في العالم.

ونقلت وكالة «شينخوا» عن شي قوله: إن البلدين تمكنا خلال السنوات الثلاث الماضية من الحفاظ على تواصل كثيف، بحيث حافظت العلاقات الصينية الفرنسية على زخم تنمية إيجابي، وأحرز البلدان تقدماً إيجابياً في التعاون المهم.

وفي معرض إشارته إلى أن العالم قد دخل في الوقت الحاضر فترة جديدة من الاضطراب ذكر شي أنه باعتبار بكين وباريس قوتين مهمتين في العالم المتعدد الأقطاب يتعين عليهما وكذلك الصين والاتحاد الأوروبي الالتزام بروح الاستقلالية، فضلاً عن الانفتاح والتعاون لدفع العلاقات الثنائية نحو التقدم المطرد على المسار الصحيح وضخ الاستقرار والطاقة الإيجابية في العالم.

وشدد على أن جهود الصين الدؤوبة لتعزيز الانفتاح الرفيع المستوى وخطواتها للتحديث، ستوفر فرصاً جديدة لجميع دول العالم بما فيها فرنسا.

من جانبه أعرب ماكرون عن رغبة الجانب الفرنسي في مواصلة التعاون مع الصين بروح من الاحترام المتبادل والمساواة والمعاملة بالمثل وتعميق التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطيران، فضلاً عن الطاقة النووية المدنية.

وفي قمة استثنائية هي الأولى رسمياً بين البلدان منذ أكثر من خمس سنوات، دعا شي خلال لقائه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني البانيزي إلى تحسين وتطوير العلاقات مع أستراليا، ونقلت وكالة «أ.ف.ب» عن شي قوله «علينا تحسين وتطوير علاقتنا إذ إن ذلك يتوافق مع المصالح الأساسية لشعبي البلدين».

واستمرت المحادثات 32 دقيقة فقط وانعقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، لكنها مثّلت تحوّلاً دبلوماسياً مهماً.

وفي السياق قال رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، في الجلسة الأولى: «إنها لشراكة مثالية أن تستضيف إندونيسيا قمة العشرين، وأنا أدرك أننا بحاجة إلى أنشطة ضخمة حتى نتمكن من الجلوس معا في القاعة».

وأكد ضرورة إنهاء الحرب من أجل أجيال المستقبل، قائلاً: «المسؤولية التي تقع على عاتقنا ليس فقط تجاه شعوبنا، ولكن أيضاً تجاه شعوب العالم بأسره. التحلي بالمسؤولية في هذا الموقف، يعني أيضاً أنه يجب علينا إنهاء الحرب»، من دون أن يشير الرئيس الإندونيسي إلى أي حرب بالتحديد.

بدوره شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كلمته على ضرورة وقف السياسة المعادية لروسيا في العالم، ونقلت «سكاي نيوز» عن لافروف قوله: «أبلغنا الحاضرين في قمة العشرين قلقنا من الأنشطة البيولوجية على حدودنا، هناك حرب هجينة بدأها الغرب منذ لحظة وصول الانقلابيين في أوكرانيا إلى السلطة، والناتو وضعوا أيديهم على السلطة في كييف».

وفيما يتعلق بحل الأزمة الأوكرانية، أوضح لافروف قائلاً: «عبّرنا دائماً عن رغبتنا في التوصل إلى حل سلمي، وقد عبّر الرئيس فلاديمير بوتين مراراً عن دعمه للمفاوضات، شروط الأوكرانيين للتفاوض غير واقعية».

وعن ملف الحبوب، أكد أنه ينبغي أن يعطى دور للأمم المتحدة في ملف الحبوب لكن العقبات ظلت قائمة بعد مرور أشهر عدة.

واتهم لافروف الغرب بتسييس بيان قمة مجموعة العشرين، وتقديم صياغة من شأنها أن تتضمن إدانة لروسيا، مبيناً أن موسكو ترفض أي محاولة لذلك، مضيفاً إن: «تصرفات الدول الغربية في قطاعي الطاقة والغذاء تؤثر سلباً في الدول النامية».

ودعا إلى تفعيل التعاون الدولي من أجل تحسين التنسيق في التحدي للأمراض المعدية»، مشدداً على «رفض الهيمنة على أسواق الأدوية».

إلى ذلك قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اجتماع مع لافروف على هامش القمة: «نحن سعداء جداً لأنك تشارك شخصياً في قمة مجموعة العشرين، وتمثل روسيا في القمة، هذه مهمة مجيدة للغاية، نحن ندعم دور روسيا الجدير في مجموعة العشرين والمنصات الدولية الأخرى، ولا يحق لأحد إبعاد الحق المنطقي لروسيا في المشاركة في صيغ متعددة الأطراف».

وعلى خط مواز أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن أن إدارته ستواصل تقديم الدعم لعملية بيع تركيا طائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، وبحسب ما نقلت قناة «الميادين» عن بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فإن بايدن التقى نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة، وأوضح البيان أنّ أردوغان وبايدن تناولا خلال اللقاء العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، خصوصاً في مجالي التجارة والأمن.

وشكر بايدن نظيره التركي على جهوده في استئناف العمل باتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود وحل الخلافات الروسية الأوكرانية المتعلقة بالاتفاقية.

إلى ذلك اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة خاطب فيها المشاركين في القمة عبر تقنية الفيديو، صيغة «لتبادل الأسرى مع روسيا»، وقال إنّها يجب أن تتمّ على قاعدة «الجميع مقابل الجميع»، وقال إنّ هذه الصيغة يجب أن تشمل أيضاً المدنيين الذين ذهبوا إلى الأراضي الروسية، مؤكداً أن الوقت حان لإيقاف الصراع، بينما حثّ الدول الأخرى على عدم مطالبة كييف بتقديم «تنازلات أمام الضمير».

واقترح زيلينسكي إرسال بعثة من الأمم المتحدة إلى منشآت البنية التحتية للطاقة المدمرة في أوكرانيا.

وفي سياق متصل اعتبرت مسودة بيان القمة أن استخدام الأسلحة النووية والتهديد بها غير مقبول.

وجاء في مسودة بيان القمة التي اطلعت عليها وكالة «فرانس برس» أن: «المجموعة تبدي انشغالهــا بتأثير الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي»، ودعت المسودة، إلى تمديد اتفاق مع روسيا تنقضي مهلته السبت يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية.

وبيّنت أن البلدان المشاركة في القمة شددت على مواقفها الوطنية، بينما «تدين معظم الدول الأعضاء بشدة الحرب في أوكرانيا، إنها تتسبب بمعاناة بشرية هائلة وتفاقم الهشاشة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي في الأساس».

ولفتت المسودة إلى وجود «وجهات نظر أخرى» تفيد بأن «مجموعة العشرين ليست المنصة المخصصة لحل القضايا الأمنية»، لكن الدول الأعضاء تقرّ بأن القضايا الأمنية «قد تحمل عواقب كبيرة بالنسبة للاقتصاد العالمي».

وانطلقت الدورة الـ17 لقمة مجموعة العشرين أمس تحت عنوان «التعافي معاً التعافي أقوى» وستستمر لمدة يومين مع التركيز على القضايا المتعلقة بتعافي الاقتصاد العالمي وأنظمة الصحة العالمية وتغير المناخ، كما ستتم أيضاً مناقشة قضايا أخرى، بما في ذلك التحول الرقمي وأمن الطاقة والغذاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن