ودعت سلة رجال نادي الفيحاء دوري الأضواء بعد سلسلة من المنغصات عكرت أجواء الفريق وساهمت في هبوطه، لكن الإدارة لم تتعامل مع هذه النتائج بردة فعل سلبية، وارتأت أن يكون هبوطها ليس كالقشة التي ستقصم ظهر البعير وإنما لتستفيد منه لتأسيس مرحلة أكثر إشراقاً للعبة، والعمل من نقطة الصفر على فريق جل عناصره من أبناء النادي ليكون حضوره مشرفاً في الأضواء ويكون نداً قوياً وليس ضيفاً ضعيفاً خارج حسابات المنافسة.
لذلك تبحث الإدارة عن حضور طيب وعن مشاركة جيدة بنتائجها ومستوياتها في دوري الدرجة الثانية والعودة للأضواء بقوة، لكون تجاربها السابقة في السنوات الماضية لم تكن ناجحة وعودتها لمصاف الدرجة الثانية كانت سريعة لعدم امتلاكها البنية الأساسية للعبة لديها وهشاشة القاعدة السلوية، وهذا الضعف ليس وليد اللحظة ولا تتحمل مسؤوليته الإدارة الحالية، وإنما هو نتيجة تراكمات سابقة منذ نشأة اللعبة بالنادي لأن البدايات الخاطئة لابد أن توصلنا حتماً للنهايات غير الصحيحة.
صفحة جديدة
لذلك كان لابد من فتح صفحة جديدة للعبة وإعادة ترتيب أوراقها بهدف التأسيس لمرحلة مشرقة حافلة بالنتائج المميزة، وقد وصلت الإدارة إلى قناعة بمنح الفريق كل الرعاية والاهتمام لكونه واجهة النادي ولابد أن يكون خير سفير له في الموسم المقبل، وخاصة بعد التغيير الذي طرأ على إدارة النادي بتولي رئاسة النادي محمد دلو الذي أبدى استعداداه للعمل على دعم اللعبة بجميع فرقها وتأمين كل مقومات التألق لها وقامت بتجديد ثقتها بالمدرب عصام حشمة لقيادة الفريق الأول والإشراف على جميع فرق النادي في خطوة بمكانها لأنه من خيرة مدربينا الوطنيين وتعول عليه الإدارة الكثير في إحداث نقلة نوعية بمفاصل اللعبة في المواسم القادمة.
توزيع المهام
من أولى الخطوات التي قام بها المدرب عصام حشمة تتجلى في انتقائه لأفضل الكوادر والمدربين الذي سيقودون فرق النادي الموسم المقبل، كما تم تكليف عدي الصباغ لقيادة فريق الذكور تحت 23 سنة، والمدرب غيث رمضان لقيادة فريق تحت 16 سنة، والمدرب أمين خوري لقيادة فريق تحت 18 سنة، وعلى صعيد فريق السيدات تم تكليف المدربين مجد واضوح ومعتز عربشة لقيادة فريقي السيدات الأول وتحت 16 سنة، وقد باشر فريق السيدات تدريباته منذ عشرة أيام وتم المحافظة على اللاعبات من بنات النادي إضافة في دمج عدد من اللاعبات الصغيرات رغبة من الإدارة في منحهن الفرصة لاكتساب الخبرة وبناء فريق للمستقبل حسب الإستراتيجية التي وضعتها الإدارة وتعمل عليها للمرحلة القادمة.
أما فريق الرجال فيقوده المدرب عصام حشمة وقد تم المحافظة على بعض اللاعبين الكبار من أبناء النادي أمثال فهد رمضان ومجد واضوح، كما تم ترفيع عدد من اللاعبين الشبان للفريق الأول.
دعم وتعاون
هذه الإستراتيجية التي وضعتها الإدارة للعبة لا يمكن أن تنجح من دون وجود إدارة داعمة ومتعاونة، وإدارة الفيحاء برئاسة محمد دلو لا تتوانى عن تقديم كل ما يلزم اللعبة دون أي تقصير رغبة منها في خلق مناخات ملائمة لتحضيرات جميع الفرق بعيداً عن أي منغصات أو صعوبات، وتعمل الإدارة على موضوع استثمارات النادي للمرحلة القادمة حتى تتماشى مع موجة الغلاء التي تجتاح البلاد.
مؤتمر هادئ
وكانت الإدارة قد عقدت الأسبوع الفائت مؤتمرها السنوي الذي سار بشكل هادئ حضره رئيس تنفيذية العاصمة مهند طه وتم مناقشة أهم الأمور والقضايا المتعلقة بالنادي، وتم التطرق إلى مرحلة تأسيس جديدة على جميع الأصعدة (تنظيمياً وإدارياً واستثمارياً) لتنعكس على واقع عمل النادي بالشكل المطلوب، إضافة إلى ضرورة سد العجز الموجود سابقاً في النادي عن طريق إعانة من الاتحاد الرياضي ليكون التأسيس صحيحاً وعلى قاعدة متينة، رغم أن النادي يسدد حالياً ديوناً سابقة تراكمت بقرارات غير حكيمة عبر توقيع عقود لاعبين ومدربين بوقت لم يكن في حساب النادي أي مبلغ يذكر، إضافة إلى الكثير من الترهل الإداري والتنظيمي المهمل والذي نعمل على تجاوزه لما فيه مصلحة النادي.