شؤون محلية

قلة المياه وراء تراجع زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا إلى النصف في حمص … رئيس اتحاد الفلاحين: ضرورة الدعم الحكومي بمستلزمات الإنتاج … رئيس غرفة الزراعة: تشجيع هذه الزراعات يخفف فاتورة الاستيراد

| حمص- نبال إبراهيم

كشف رئيس اتحاد الفلاحين في حمص سليمان عز الدين لـ«الوطن» عن تراجع المساحة المزروعة بالذرة الصفراء وفول الصويا في محافظة حمص هذا العام بنسبة تزيد على النصف مقارنة بالعام الماضي، عازياً سبب ذلك لقلة مياه الري من بحيرة قطينة.

وأشار إلى أن تغذية هذه المحاصيل الزراعية بالمياه عن طريق الآبار لا تتناسب مع الجدوى الاقتصادية لها لكون مادة المازوت التي يحتاجها الفلاحون للري مرتفعة جداً باعتبار أن هذه المحاصيل لا تخصص بمادة المازوت الزراعي المدعوم.

وأكد عز الدين أن هذه الزراعات تحتاج إلى دعم حكومي بالأسمدة والمازوت ومختلف مستلزمات الإنتاج لتكون زراعة فعالة وبمساحات واسعة وتحقق جدوى اقتصادية جيدة للفلاحين.

بدوره أكد مدير الزراعة في حمص يونس حمدان لـ«الوطن» انخفاض المساحات المزروعة بالخضراوات والمحاصيل الصيفية والتكثيفية بشكل عام بنسبة تبلغ حوالي 35 بالمئة خلال هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وبالتالي تراجعت المساحات المزروعة بالذرة الصفراء وفول الصويا هذا العام بالنسبة للعام الفائت، عازياً سبب ذلك لعدم تنفيذ مساحات كانت موجودة بالخطة لعدم توفير مياه الري لها عبر شبكة الري وذلك بسبب أن الموازنة المائية لسد بحيرة قطينة سلبية خلال هذا العام.

وأشار حمدان إلى أنه بسبب ذلك تم إلغاء مساحات من المحاصيل الصيفية والتكثيفية الواقعة على شبكة ري حمص- حماة من بحيرة قطينة باتجاه الرستن والمركزين الغربي والشرقي، لافتاً إلى أن المساحة المخططة لزراعة الذرة الصفراء لهذا العام تقدر بـ332 هكتاراً بينما بلغت المساحة المنفذة 191 هكتاراً وبنسبة تنفيذ 58 بالمئة في الموسم الرئيسي، وبما يخص الموسم التكثيفي فقد بلغت المساحة المخططة 353 هكتاراً بينما المنفذة بلغت 170.5 هكتار وبنسبة تنفيذ 48 بالمئة.

ولفت حمدان إلى أن التقديرات الأولية للإنتاج بالنسبة للذرة الصفراء تشير إلى 531 طناً للموسم الرئيسي و477 طناً للموسم التكثيفي، وهذا يدل على تراجع المساحة المخططة والمنفذة للإنتاج بالمقارنة مع العام الماضي الذي كانت فيه المساحة المخططة والمنفذة 473 هكتاراً وبنسبة تنفيذ 100 بالمئة للموسم الرئيسي و443 هكتاراً مخططة ومنفذة بنسبة 100 بالمئة أيضاً للموسم التكثيفي وكان الإنتاج حوالي 1231 طناً في الموسم الرئيسي و2359 طناً في الموسم التكثيفي.

وبيّن أن هذا التراجع بالنسبة للمساحات المزروعة ينطبق على زراعة فول الصويا حيث بلغت المساحات المخططة لموسم الماضي حوالي 240 هكتاراً ونفذت بالكامل بنسبة 100 بالمئة بالموسم الرئيسي و455 هكتاراً مساحة مخططة و690 هكتاراً المساحة المنفذة وبنسبة تنفيذ بلغت 152 بالمئة، بينما تراجعت هذا العام إلى مساحة 182 هكتاراً مخططة و132 هكتاراً منفذاً بنسبة 72.5 بالمئة بالنسبة للموسم الرئيسي بينما بلغت المساحة المخططة للموسم التكثيفي 500 هكتار والمنفذة لم تتجاوز مساحة 74.5 هكتار وبنسبة تنفيذ ضئيلة لم تتجاوز 15 بالمئة.

وأشار حمدان إلى أن زراعة الذرة تتركز في كل من تلدو وتلكلخ والرستن والقصير بينما يزرع فول الصويا في الدار الكبيرة وتلكلخ والرستن، منوهاً إلى أن اللجنة الاقتصادية قامت بتسعير الذرة الصفراء بـ1750 ليرة للكيلو الواحد إضافة لمكافأة بقيمة 200 ليرة لكل كيلو وتسلم المحاصيل المطابقة للشروط بعد تجفيفها لمؤسسة الأعلاف.

من جانبه أشار رئيس غرفة زراعة حمص أحمد كاسر العلي لـ«الوطن» إلى أنه على الرغم من الأهمية الكبيرة والمتزايدة في الآونة الأخيرة لزراعة الذرة الصفراء وفول الصويا، إلا أن هذه الزراعة لم تلق بعد الاهتمام الكافي لتطويرها وزيادة المساحات المزروعة بها.

وأشار العلي إلى أن هذه الزراعة تكتسب أهميتها لكونها تشكل النسبة الأكبر من الخلطة العلفية وخاصةً للدواجن التي باتت أسعار المستورد منها مرتفعة للغاية وتشكل أعباءً كبيرة على المربين الذين خرج الكثير منهم من سوق الإنتاج لهذه الأسباب.

وأكد العلي أن تشجيع هذه الزراعة يخفف من حيث المبدأ فاتورة الاستيراد ويمكن بالمستقبل خلال السنوات القادمة تطوير هذه الزراعة لتكون بديلاً حقيقياً عن المنتجات المستوردة، ولاسيما أن وزارة الزراعة حالياً ترعى وتهتم بالزراعات العلفية، لافتاً أن هذه الزراعة تحتاج إلى المياه ويمكن زراعتها في العديد من المناطق، إضافة إلى إمكانية الاستفادة من فول الصويا بصناعة زيت الصويا، ولا بد من حل مسألة التسويق للذرة العلفية وفول الصويا من خلال تسليمها لمراكز الأعلاف بأسعار مشجعة للمزارعين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن