عربي ودولي

واشنطن و«الناتو» لملما شظايا الانفجار في بولندا.. وبايدن: ناجم عن صاروخ دفاع جوي أوكراني … موسكو: ضرباتنا داخل أوكرانيا وعلى مسافة لا تقل عن 35 كيلومتراً والرواية استفزاز متعمد

| وكالات

توحدت جميع تصريحات دول حلف «الناتو» أمس الأربعاء، بشأن استبعاد أن يكون الصاروخ الذي سقط على أراضي بولندا، في مقاطعة لوبلان على الحدود مع أوكرانيا روسياً، ململمين بذلك شظايا الانفجار في بولندا، درءاً لأي تصعيد يزيد التعقيد في المنطقة، لتنفي موسكو إطلاق أي صواريخ باتجاه الحدود الأوكرانية البولندية وأن جميع الضربات التي وجهتها القوات المسلحة الروسية ضد الأراضي الأوكرانية كانت على مسافة لا تقل عن 35 كيلومترا عن الحدود، واصفة الحادث بأنه استفزاز متعمد.
وفي التفاصيل نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في حلف شمال الأطلسي، بأن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ حلف شمال الأطلسي وشركاء مجموعة السبع أن الانفجار في بولندا نجم عن صاروخ دفاع جوي أوكراني.
بدوره أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أمس الأربعاء أنه من المرجح جداً أن تكون الدفاعات الأوكرانية هي مصدر الصاروخ الذي سقط في بلدة بولندية على الحدود مع أوكرانيا وأسفر عن قتيلين.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن دودا قوله للصحافة إن: «لا شيء يشير إلى أنه كان هجوماً متعمداً على بولندا»، وأضاف «من المرجّح جداً أنه كان صاروخاً استُخدم في الدفاع الصاروخي الأوكراني، إنه على الأرجح حادث مؤسف».
وأكد أن وارسو ليس لديها أي دليل على أن الصاروخ الذي سقط في شرق البلاد أطلقه الجانب الروسي.
من جانبه قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش: «لم تجد بولندا دليلا على الحاجة إلى تطبيق المادة الرابعة من ميثاق «الناتو» بشأن إجراء مشاورات عاجلة في حالة الأزمات، حيث إن معظم الأدلة التي جمعناها حتى الآن تشير إلى أنه ربما لن يكون تطبيق هذه المادة ضرورياً».
وفي السياق اعتبر الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ أمس الأربعاء أن لا مؤشر يسمح بالقول إن الانفجار الذي أسفر عن قتيلين في بولندا ناجم عن هجوم متعمّد.
ونقلت «ا ف ب» عن ستولتنبرغ قوله في مؤتمر صحفي في بروكسل: «تحليلنا الأولي يفيد بأن الحادثة ناجمة على الأرجح عن صاروخ أطلقه نظام الدفاع الجوي الأوكراني للدفاع عن الأراضي الأوكرانية ضد صواريخ عابرة روسية».
وفي برلين قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية فولفجانج بوشنر، بأن الحكومة الألمانية وشركاءها في حلف الناتو لا يفكرون كما في السابق، في فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، بسبب خطر التصعيد.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بوشنر قوله في إفادة لمجلس الوزراء الألماني: «إن فرض منطقة حظر طيران أمر خطير لأنه سيؤدي إلى صراع مباشر بين الناتو وروسيا، ونجمع مع سائر شركائنا في الحلف في رأينا على أننا نريد تجنب مزيد من التصعيد للحرب في أوكرانيا».
كما صرّح المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني بأن السلطات الألمانية تنوي أن تقترح على بولندا مساعدتها في القيام بدوريات في مجالها الجوي بقوات الجيش الألماني.
وحذر المستشار الألماني أولاف شولتس في وقت سابق من أي استنتاجات متسرعة بعد سقوط صاروخ في بولندا يُحتمل أن يكون روسي الصنع.
وفي بروكسل قالت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر أمس الأربعاء إن الانفجار الذي أودى بحياة شخصين بشرق بولندا هو نتيجة أنظمة دفاع أوكرانية مضادة للطائرات تستخدم لاعتراض الصواريخ الروسية.
ونقلت «أ ف ب» عن بيان للوزارة: «شوهدت انفجارات في بولندا في المنطقة الحدودية مع أوكرانيا، وفي هذه المرحلة واستنادا إلى المعلومات المتاحة، يبدو أن شظايا صواريخ روسية وصواريخ أوكرانية مضادة للطائرات ضربت الأراضي البولندية».
وعلى خط مواز دعت الصين جميع الأطراف إلى الهدوء بعد أنباء عن سقوط صاروخ روسي الصنع في بولندا ووضع الجيش البولندي في حالة تأهب.
ونقلت «أ ف ب» عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، في مؤتمر صحفي أمس: «في ظل الوضع الراهن، يتعين على جميع الأطراف المعنية التزام الهدوء وضبط النفس من أجل تجنب التصعيد».
روسيا ومن جانبها أكدت أن جميع الضربات التي وجهتها القوات المسلحة الروسية ضد الأراضي الأوكرانية كانت على مسافة لا تقل عن 35 كيلومتراً عن الحدود الأوكرانية البولندية.
ونقلت «روسيا اليوم» عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف قوله: «إن القوات المسلحة الروسية بالفعل وجهت ضربة كبيرة لنظام القيادة والتحكم العسكري لأوكرانيا ومنشآت الطاقة ذات الصلة، حيث أصابت جميع الصواريخ أهدافها بدقة، وتم تنفيذ تلك الضربات على أهداف أوكرانية على الأراضي الأوكرانية وعلى مسافة لا تقل عن 35 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية البولندية».
وأشار كوناشينكوف إلى أنه قد تم تحديد صور الحطام التي عثر عليها في قرية بشيفودوف البولندية، بشكل لا لبس فيه، من قبل الخبراء الروس في المجمع الصناعي العسكري، كأجزاء من نظام الدفاع الجوي «إس-300» التابع للقوات الجوية الأوكرانية.
وأكد أن ما تطلقه المصادر الأوكرانية المختلفة وعدد من المسؤولين بشأن سقوط «صواريخ روسية» مزعومة على قرية بشيفودوف، بشرق بولندا، هو استفزاز متعمد بهدف تصعيد الموقف.
من جانبه أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن ما يشنه الغرب ضد روسيا من حرب هجينة يزيد من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة.
ونقلت «روسيا اليوم» عن مدفيديف قوله في تغريدة أمس الأربعاء على موقع «تويتر»، إن «قصة الهجوم الصاروخي الأوكراني على مزرعة بولندية تثبت شيئاً واحدا فقط: الغرب، بحربه الهجينة ضد روسيا، يزيد من احتمال اندلاع حرب عالمية».
وأعرب الكرملين في بيان أمس الأربعاء عن ترحيبه بردة الفعل الأميركية، مؤكداً أن روسيا لا علاقة لها بهذه الحادثة التي أثارت توترات شديدة.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن ردّ الفعل الأميركي تميز بضبط النفس والمهنية.
فيما ندد بما سمّاها هستيريا من طرف مسؤولين كبار لدول عدة، في إشارة منه إلى التنديدات الغربية التي أطلقت بعد الحادث تجاه روسيا.
وكان صاروخ قد سقط على قرية بشيفودوف بمقاطعة ليوبلينا البولندية على الحدود مع أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل شخصين.
من جانب آخر أدرجت روسيا 52 قيادياً وسياسياً من إيرلندا، بينهم رئيس الوزراء مايكل مارتن وعدد من الوزراء على قائمة العقوبات، ومنعتهم من دخول البلاد، ونقلت «سبوتنيك» عن وزارة الخارجية الروسية قولها في بيان أمس: «رداً على نهج الحكومة الإيرلندية المعادي لروسيا والتي تدعم دون قيد أو شرط الإجراءات التقييدية أحادية الجانب للاتحاد الأوروبي ضد المواطنين الروس في محاولة عزل بلادنا دولياً تم اتخاذ قرار بإدراج 52 ممثلاً للقيادة والسياسة الإيرلندية على قائمة حظر الدخول الروسية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن