يبدو أن العلاقات بين تركيا وأميركا تتجه نحو مزيد من الـتأزم، إذ اتهم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أمس داعمي ما تسمى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تتهمها أنقرة بالضلوع في تفجير إسطنبول بأنهم «شركاء في كل قطرة دم أريقت»، في إشارة إلى الولايات المتحدة التي ترى في الميليشيات الكردية في شمال سورية حليفاً لها، في حين يعتبرها نظام أردوغان منظمة إرهابية.
أردوغان الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي عقده على هامش مشاركته في قمة مجموعة العشرين بجزيرة بالي في إندونيسيا، اعتبر أن الجهات التي تدعم التنظيمين الإرهابيين «وحدات حماية الشعب» الكردية و«حزب العمال الكردستاني- PKK» بحجة محاربة داعش هي أيضاً شريكة في كل قطرة دم أريقت»، مضيفاً: إن الإرهابيين لن يستطيعوا الهروب من النهاية المؤلمة التي تنتظرهم مهما فعلوا وأيّاً كانت الجهات التي يختبئون وراءها»، وذلك وفق ما نقلت وكالة أنباء «الأناضول».
وتعتبر «حماية الشعب» العمود الفقري لـميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي يعتبرها النظام التركي جناح لـــ«PKK» الذي يصنفه على أنه منظمة إرهابية.
وألمح رئيس النظام التركي إلى إمكانية القيام بعملية عسكرية خارج حدود تركيا بذريعة ملاحقة الإرهاب والمتورطين بتفجير إسطنبول، وقال رداً على سؤال بهذا الصدد: «الآن التحقيقات جارية بشأن الهجوم، وعلى ضوء النتائج سنقوم بما يلزم فعله، وعلى العالم أن يدرك ذلك».
وبعد أن دعم نظامه الإرهاب في سورية وسهل عبور عشرات آلاف المسلحين الأجانب إليها عبر أراضي بلاده، قال أردوغان: إن بلاده ستواصل بكل حزم تنفيذ إستراتيجيتها في القضاء على خطر الإرهاب من جذوره، وإن تركيا تنتظر من جميع أصدقائها وحلفائها «أن يدعموا بصدق نضال أنقرة المشروع» في مكافحة الإرهاب.
أردوغان، الذي يحتل نظامه أراضيَ في شمال سورية ويرعى فيها ميليشيات من المرتزقة الإرهابيين تحت مسميات مختلفة، أردف بالقول: «أؤكد مجدداً أنه لا مكان لأي شكل من أشكال الإرهاب في مستقبل بلدنا ومنطقتنا».
وألمح رئيس النظام التركي إلى إمكانية القيام بعملية عسكرية خارج حدود تركيا بذريعة ملاحقة الإرهاب والمتورطين بتفجير إسطنبول وقال رداً على سؤال بهذا الصدد: «الآن التحقيقات جارية بشأن الهجوم، وعلى ضوء النتائج سنقوم بما يلزم فعله، وعلى العالم أن يدرك ذلك».
واعتبر أردوغان، أن «PKK»، الذي نفى أي صلة له بتفجير إسطنبول، يحاول «التستر على هزائمه في سورية والعراق» بعمليات غادرة مثل التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بإسطنبول الأحد الماضي.
وأشار إلى أن هجوم إسطنبول، أظهر مجدداً الوجه الدموي والقبيح للتنظيمات الإرهابية، مبيناً أن قوات الأمن التركية ألقت القبض على المنفذة خلال فترة وجيزة جداً.
وبعد رفض وزير داخلية نظام أردوغان سليمان صويلو قبل أيام رسالة تعزية أميركية وعقب تهديد أردوغان خلال المؤتمر الصحفي في بالي الاندونيسية لداعمي «PKK» و«وحدات حماية الشعب»، عاد رئيس النظام التركي واستدرك بشكر كل من تقدم بالتعازي في ضحايا الهجوم الإرهابي «عبر اتصال هاتفي أو بيان أو برقية».
ويوم الإثنين الماضي، رفض صويلو تعزية السفارة الأميركية في تركيا لذوي الضحايا، وقال «لا نقبل تعازي السفارة الأميركية، نحن نرفضها»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «تدعم منفذي التفجير بشكل غير مباشر»، مضيفاً «لقد تلقينا الرسالة التي وجهت إلينا. نعلم فحواها. سنرد عليها برسالة قوية».
وفي اليوم ذاته، نفى «PKK» وميليشيات «قسد» أن يكون لهما أي صلة بتفجير إسطنبول.
وأول من أمس، أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن سورية تدين الإرهاب أينما كان، محذراً الإدارة التركية من أي استغلال لهذه الحادثة والتذرع بمثل هذه الأحداث للقيام بنشاطات، أو خطوات قد تزيد من الوضع القائم حدة وتفجراً، معيداً إلى الإذهان أن النظام التركي ادخل عشرات آلاف وربما مئات آلاف الإرهابيين إلى سورية.
وسبق أن اتهمت دائرة أمن إسطنبول «مواطنة سورية» اسمها أحلام البشير بتنفيذ الهجوم الإرهابي على شارع الاستقلال المركزي في إسطنبول، وادعت أنها أرسلت من مدينة عين العرب بريف حلب وترتبط بميليشيات «قسد»، وقالت إنها اعترفت خلال التحقيق معها بأنها عضو في «قسد».
وأسفر التفجير الإرهابي عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 81 آخرين بينهم اثنان في حالة حرجة، حسبما صرح فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي.