رياضة

حفل افتتاح منتظر يسبق انطلاق المباريات على ملعب «البيت» … العنابي في ظهوره الأول يواجه التريكولور اللاتيني

| خالد عرنوس

دقت ساعة الصفر وحان وقت انطلاق عرس الكرة العالمي الذي يقام للمرة الأولى على أرض عربية، ففي الخامسة من مساء اليوم بتوقيت دمشق سيكون ملعب «البيت» في مدينة الخور على موعد مع حفل الافتتاح المنوع ويليه في السابعة المواجهة الأولى من 64 مباراة هي قوام النهائيات العالمية وتجمع منتخب قطر صاحب الضيافة الذي يسجل ظهوره الأول في المونديال مع منتخب الإكوادور ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم كذلك منتخبي هولندا والسنغال، ويقود المباراة الحكم الإيطالي دانييل أورساتو في لفتة طيبة من الفيفا وخاصة مع غياب بلاده عن البطولة.

وأنهت لجنة الإرث والمشاريع المشرفة محلياً عن التنظيم بالتعاون مع اللجنة المنظمة المنبثقة عن الاتحاد الدولي «فيفا» كل الاستعدادات لتقديم وجبات كروية مثالية من حيث التنظيم وأماكن الإقامة والملاعب المجهزة بكل ما يهم الحضور جمهوراً ولاعبين وإداريين والتي شيد معظمها أو جرى تجديدها من أجل البطولة بالذات، ويتضمن حفل الافتتاح لوحات تراثية تحاكي البيئة العربية والإسلامية إضافة إلى بعض الأغاني الخاصة بالمونديال ومنها الأغنية الرسمية (هيا.. هيا) وكذلك أغنية بعنوان: (أرحبو) ويشارك في الحفل مطربون وفنانون عرب وأجانب، وبالطبع سيحضر الحفل عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والرياضية والكروية العالمية.

ظهور أول

للمرة الأولى في تاريخ النهائيات العالمية سيكون الظهور الأول لممثل الدولة المضيفة في مشاركته الأولى (طبعاً عدا النسخة الأولى والثانية) فها هو المنتخب القطري أحدث ضيوف المونديال والذي يحمل الرقم 80 فيه يخوض مباراته الأولى دون أن ينجح قبلها بالتأهل إلى النهائيات وقد ضمن بلوغها بسبب تنظيم بلاده للحدث الكبير علماً أن العنابي الذي ظهر على الوجود رسمياً قبل 52 عاماً شارك في التصفيات منذ مونديال 1978 أي إنه حاول في 11 مناسبة، لكنه غالباً كان يخفق في الأدوار الأخيرة، ولعل حلوله ثالثاً وراء المتأهلين (كوريا الجنوبية والإمارات) في تصفيات 1990 كان النتيجة الأفضل عملياً، ويشاء القدر ألا يبلغ المونديال إلا عندما تستضيف قطر الدورة الثانية والعشرين.

وطوال خمسة عقود حاول المنتخب العنابي مجاراة أشقائه وجيرانه الأكبر والأكثر خبرة من خلال المشاركة في كل المناسبات، حتى إنه سبق الجميع في القارة الآسيوية على مستوى فئة الشباب عندما خاض النسخة الثالثة من مونديال تحت 20 سنة عام 1982 وحل وصيفاً للبطل، لكنه انتظر حتى عام 1992 حتى توج بلقب كبير وذلك عندما استضافت بلاده كأس الخليج فتوج بطلاً لها، وهو الشيء الذي تكرر مرتين أخريين عامي 2004 و2014.

بطل آسيا القياسي

منذ تأسيسه حاولت السلطات الكروية القطرية رفع مستوى المنتخب والأندية بشكل عام، إلا أن اهتماماً غير مسبوق حدث مطلع الألفية الثالثة عندما حاول القطريون جذب العديد من نجوم الكرة العالمية للعب في الدوري القطري، وبالفعل جاء عدد كبير من النجوم وارتدوا قمصان الغرافة والسد والعربي والريان وغيرها وكانت أولى الطفرات التتويج بذهبية الألعاب الآسيوية 2006 في الدوحة للمرة الأولى والوحيدة، وجاء التحدي الأكبر بتنظيم نهائيات كأس العالم والذي أقره الفيفا نهاية 2010، ليحاول بعده القطريون رفع مستوى العنابي للوصول إلى البطولة الحالية في مستوى يليق بفريق الدولة المنظمة، وجاءت ثمرة هذا العمل عندما توج العنابي بطلاً لكأس آسيا في النسخة الأخيرة عام 2019 بعدما قدم عروضاً كبيرة ونتائج غير مسبوقة لفريق متوج باللقب.

واليوم بعد عشرات المباريات الودية ومنها 15 مباراة هذا العام 2022 مع منتخبات من كل القارات إضافة إلى عدد آخر من المباريات مع بعض الأندية يتوقع القطريون أن منتخبهم بات جاهزاً فنياً وبدنياً وذهنياً لدخول معترك البطولة وتقديم ما عليه فيها بقيادة المدرب الإسباني فليكس سانشيز الذي تسلم الإدارة الفنية للعنابي منذ 2017 وكان على رأسها عندما توج بطلاً للقارة الصفراء، وقد استطاع الحفاظ على معظم تلك التشكيلة التي أحرزت اللقب ولاسيما أنه كان وراء صعود عدد كبير من هؤلاء اللاعبين إلى المنتخب الأول وقد أشرف على تدريب العديد منهم عندما كان مدرباً للمنتخب الأولمبي بين 2013 و2017.

طموحات كبيرة

بالمقابل فإن منتخب الإكوادور الذي يشارك للمرة الرابعة أولها كان في مونديال 2002 يدخل البطولة بمعنويات مرتفعة بعدما أقصى من التصفيات منتخبي تشيلي وكولومبيا الأفضل منه قارياً وعالمياً ويعتبر أبناء البلد الصغير الواقع في الشمال الغربي لأميركا اللاتينية أن الفرصة مناسبة لتكرار تجربة مونديال 2006 عندما بلغ التريكولور الدور الثاني في مجموعة تعتبر أقوى نظرياً من مجموعته في قطر 2002، وكان الفريق الذي يقوده المدرب الأرجنتيني غوستافو ألفارو أخفق بالتأهل إلى المونديال الماضي، ثم أخفق بتسجيل نتائج جيدة في نسختي كوبا أميركا 2019 حيث خرج من الدور الأول و2021 وغادرها من ربع النهائي علماً أنه أحد منتخبين لم يسبق له التتويج بالبطولة الأقدم على مستوى القارات إلى جانب نظيره الفنزويلي إلا أنه أنهى التصفيات العالمية بالمركز الرابع ليسجل حضوره الرابع في المونديال.

وعلى الرغم من تعادله مع البرازيل ثم الأرجنتين في التصفيات المونديالية مطلع العام الحالي إلا أنه لم يسجل نتائج مشجعة خلال 6 مباريات ودية خاضها منذ ضمان تأهله فقد سجل فوزين ضئيلين على نيجيريا وكاب فيردي مقابل 4 تعادلات سلبية، ما يعني أنه يتمتع بدفاع جيد وهجوم ضعيف فقد حافظ على نظافة شباكه في المباريات الست وآخرها أمام العراق، لكنه لم يسجل أكثر من هدفين، ورغم عدم أهمية الأرقام في مثل هذه المواقف إلا أن المكتوب يظهر من عنوانه وهو ما يرفع مسؤولية اللاعبين والمدرب البالغ من العمر 60 عاماً ويخوض هذه المعمعة للمرة الأولى مع عدم وجود أسماء كبيرة في صفوف الفريق على العموم.

التشكيلتان

يعول المدرب الإسباني للمنتخب القطري على تشكيلة تضم معظم اللاعبين الذين توجوا بكأس آسيا أمثال حارس المرمى سعد الشيب والمدافعين خوخي بوعلام وبسام الراوي وعبد الكريم حسن وبيدرو ميغيل وإسماعيل محمد وفي الوسط كريم بوضياف وعبد العزيز حاتم وعاصم مادبو وسالم الهاجري وجاسم جابر وعلي أسد وفي الهجوم المعز علي وحسن الهيدوس ومحمد مونتاري وأكرم عفيف.

وعلى الضفة المقابلة يعتبر إينير فالنسيا (فنربخشة التركي) أبرز مهاجمي الإكوادور إلى جانب روماريو إيبارا المحترف في باتشوكا ومايكل استرادا في لاعب كروز آزول وإيرتون بريسادو (سانتوس المكسيكي) ومن ورائهم غونزالو بلاتا (بلد الوليد) وموزيس كايسيدو وجيريمي برسينتو (برايتون) وكارلوس كروزو (أوغسبورغ) في خط الوسط وفي الدفاع يبرز فيلكس توريس وأنجيلو بريسيادو وبريفيس استوبينان وتشافيير أرياغا، اما في المرمى فتبقى الأفضلية للمخضرم ألكسندر دومنيغيز لاعب ليغا دي كويتو الإكوادوري.

على الهامش

– المنتخب القطري هو الفريق العربي التاسع الذي يشارك في المونديال وقد سبق للفرق العربية أن خاضت 67 مباراة وحققت 9 انتصارات فقط.

– 9 مواجهات جمعت المنتخبات العربية مع منتخبات من أميركا اللاتينية فكانت الحصيلة ثماني هزائم وفوزاً يتيماً سجله المنتخب الجزائري على تشيلي بنتيجة 3/2 في مونديال 1982.

– سبق للفريقين أن تقابلا 3 مرات ودياً فتبادلا الفوز وتعادلا مرة والمواجهة الأخيرة كانت قبل أربع سنوات في الدوحة وفاز العنابي يومها بأربعة أهداف لثلاثة.

– خاض منتخب قطر تجربة مثيرة في كوبا أميركا 2019 ولعب ضمن المجموعة الثانية فتعادل مع الباراغواي 2/2 وخسر من كولومبيا صفر/1 ومن الأرجنتين صفر/2 وحل رابعاً.

– 118 مباراة خاضها أصحاب الضيافة في تاريخ البطولة ففازوا بـ74 مباراة وانتهت 22 مباراة بالتعادل ومثلها بالهزيمة وسجل أصحاب الضيافة 221 هدفاً واهتزت شباكهم 113 مرة.

– منتخب الدولة المنظمة لم يخرج من الدور الأول طوال تاريخ البطولة سوى مرة واحدة في نسخة 2010 وكان منتخب جنوب إفريقيا صاحب الاستثناء.

– واجه منتخب الإكوادور صاحب الأرض مرة واحدة كانت في مونديال 2006 وخسر يومها من المانشافت الألماني صفر/3.

آخر النجوم المغادرين

اتسعت رقعة اللاعبين الغائبين بسبب الإصابة بعد تأكد غياب بعض النجوم الجدد عن البطولة برمتها بعدما حامت شكوك حول مشاركتهم في مباراة أو اثنتين ولعل أبرز اللاعبين الذين أصبحوا رسمياً خارج البطولة هم السنغالي ساديو ماني لاعب بايرن ميونيخ الألماني والذي يعتبر أشهر لاعبي منتخب بلاده، بل القائد الفعلي لحملة السنغال في قطر 2022، وكان ساديو البالغ من العمر 30 عاماً أصيب في الدوري الألماني وحامت شكوك حول لحاقه بالمباراة الثانية في البطولة إلا أن صورة الرنين المغناطيسي التي أجريت له مساء الخميس أكدت حاجته لعمل جراحي عاجل وبالتالي لن يستطيع المشاركة بل أكثر من ذلك سيضطر للغياب عن الملاعب لمدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، يذكر أن ماني هو الهداف التاريخي لمنتخب السنغال برصيد 34 هدفاً سجلها خلال 93 مباراة دولية وكان عاملاً حاسماً في تتويج السنغال باللقب الإفريقي وأيضاً في التصفيات المونديالية.

وفي المعسكر الأرجنتيني لم تمض ساعات على إعلان إصابة نيكولاس غونزاليس لاعب فيورنتينا الإيطالي وغيابه عن المونديال حتى أتى خبر إصابة زميله خواكين كوريا لاعب إنتر ميلانو الإيطالي وعدم قدرته على المشاركة في العرس العالمي كذلك ليشكل ضربة موجعة لأبناء التانغو المرشحين للفوز باللقب، وسبق لكوريا البالغ من العمر 28 عاماً أن خاض 19 مباراة دولية سجل خلالها 4 أهداف.

وكان المهاجم الفرنسي الشاب كريستوفر نكونكو غادر معسكر المنتخب إثر إصابته بأربطة الركبة في أثناء التمارين ليفقد فرصة المشاركة في البطولة حيث يحتاج إلى ثمانية أسابيع للتعافي منها، ويعتبر نكونكو (25 عاماً) أحد أبرز الوجوه الجديدة في منتخب الديوك عقب تألقه مع فريق لايبزيغ الألماني حيث سجل 17 هدفاً في 23 مباراة منذ مطلع الموسم الحالي، وقد استدعي هذا العام إلى المنتخب وشارك في 8 مباريات، لكنه لم يسجل أي هدف، وقد استدعى المدرب ديشان لاعب أينتراخت فرانكفورت الألماني راندل كولو مواني ليكون بديلاً لنكونكو.

وتحوم شكوك كبيرة حول لاعب منتخب إسبانيا خوسيه لويس غايا عقب إصابته في مباراة الأردن الودية، حيث أعلن الاتحاد الإسباني عن خروجه من معسكر اللاروخا قبل أن يلغى هذا الإعلان من وسائل التواصل الاجتماعي، وقبل أن يعلن المدرب إنريكه الخبر رسمياً يوم الجمعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن