انطلاق الحملة الوطنية للتقصي عن السرطان في حمص.. مدير الصحة: تهدف إلى إحداث سجل وطني عام لمرضى السرطان … العظمة لـ«الوطن»: جمع النتائج لكل المحافظات لدراسة التوزع الجغرافي للأورام الثلاثة
| حمص- نبال إبراهيم
انطلقت صباح أمس الحملة الوطنية للتقصي عن سرطانات «الثدي وعنق الرحم والبروستات» من مشفى الباسل التخصصي الحكومي في حي كرم اللوز بمحافظة حمص بحضور محافظ حمص نمير مخلوف ورئيس البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان الدكتورة وعدد من الفعاليات الطبية والأهلية.
وبينت رئيس البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة لـ«الوطن» أن الحملة تعتبر جزءاً مهماً وأساسياً من البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان الذي تم إعداده من اللجنة الإقليمية للتحكم بالسرطان بالتعاون مع جميع الجهات الصحية المعنية بذلك، لافتةً إلى أن من أهداف الحملة الكشف المبكر عن السرطان نشر الوعي حول الأعراض المبكرة ليتمكن المواطن من مراجعة المراكز الصحية المختصة في الوقت المناسب ما يحمل نسبة عالية من الشفاء ويقلل من العبء النفسي والمادي للعلاج.
وأشارت العظمة إلى أن الحملة تتميز بأنها لم تتوقف فقط عند إجراء الفحوص التشخيصية وإنما تتجاوز ذلك لمتابعة الفحوص اللازمة للحالات المشتبه فيها حتى يتم الوصول إلى إما إثبات التشخيص أو نفيه، مبينةً أن أهميتها تأتي من أنها ستشمل الأرياف ونشر الوعي ونقل الخدمات في جميع الأرياف للمواطنين الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى المدن عن طريق تسيير وحدات متنقلة بالفحص مجهزة على مستوى عالٍ جداً يتم التنسيق لخطتها عن طريق المحافظة.
وأثنت العظمة على الجهود الكبيرة التي قدمتها محافظة حمص ومديرية صحتها لإنجاح هذه الحملة التي تحتاج إلى تحضيرات كبيرة، منوهة بأن محافظة حمص تأتي بالترتيب الرابع بعد كل من محافظات طرطوس واللاذقية وحماة.
وكشفت عن أنه في النهاية سيتم جمع جميع النتائج لكل محافظة وسيتم القيام بدراسة إحصائية وتحليلية للنتائج والتوزع الجغرافي للأورام للسرطانات الثلاثة التي تتم دراستها في جميع المناطق، وأنه في حال تمت ملاحظة وجود تجمع للسرطانات في منطقة معينة دون أخرى ستتم معاودة دراسة عوامل الخطورة وسبل الوقاية.
وأكدت العظمة أنه سيتم لأول مرة جمع إحصائيات دقيقة من جميع المناطق الجغرافية في سورية حول السرطانات الثلاثة، مشيرةً إلى أنه يتم أخذ العينات المستهدفة بناء على عدد سكان المحافظة وأنه حالياً يتم استهداف حوال 5 بالمئة من عدد سكان كل محافظة، حيث كانت حجم العينة المستهدفة في طرطوس 5 آلاف وفي اللاذقية 9 آلاف وفي حماة 15 ألف وفي حمص العينة المستهدفة 11 ألف وفي حلب ودمشق ستكون العينة أكبر لكون عدد السكان أكبر.
بدوره أشار محافظ حمص نمير مخلوف «للوطن» إلى إطلاق الحملة بالتعاون بين محافظة حمص والمركز الوطني للتحكم بالسرطان، والتي استغرق لتجهيزها وقتاً وجهداً كبيراً بمشاركة جميع الفعاليات بالمحافظة سواء الاقتصادية أو الصحية أو الجمعيات الأهلية لتجهيز كل ما يتعلق بمستلزمات الحملة بهدف إنجاح عملها على كامل جغرافية المحافظة.
من جانبه أكد مدير الصحة في حمص الدكتور مسلم الأتاسي لـ«الوطن» أن الحملة تهدف إلى إحداث سجل وطني عام لمرضى السرطان، لافتاً إلى أنه بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان جنباً إلى جنب مع وزارة الصحة تم إطلاق الحملة في جميع مراكزها ومشافيها التي ستقوم بالكشف والتقصي عن ثلاثة أنواع من السرطانات: الثدي وعنق الرحم والبروستات لمدة حوالى 45 يوماً.
وأشار الأتاسي إلى تجهيز كل اللوجستيات والمستهلكات اللازمة لإنجاح الحملة، لافتاً إلى مشاركة العيادات الطبية المتنقلة الأربع في الحملة للتقصي عن السرطان التي انطلقت أيضاً في كل من القبو والرستن وتلبيسة والرقاما لضمان الوصول إلى جميع أهالي المحافظة والاستفادة من الفحوصات المجانية.
من جهته أكد مدير مشفى الباسل التخصصي الحكومي في حي كرم اللوز الدكتور أيمن محرز لـ«الوطن» اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لانطلاق الحملة بما في ذلك من الطواقم الطبية والكوادر الفنية اللازمة من أجل إجراء التصوير وأخذ اللطاخات، إضافة إلى اتخاذ كل التجهيزات والتحضيرات وتوفير جميع المواد والطواقم الفنية والأجهزة من الأيكو والمامو غراف ووضعها على أتم الجاهزية.
ودعا الدكتور محرز المواطنين للمشاركة الفعالة بالحملة والخضوع للفحص الطبي المجاني باعتبار أن الكشف المبكر يسهل فرص العلاج والشفاء ويقلل من حالات الوفاة، لافتاً إلى أن العدد المستهدف من كل نوع من السرطان أكثر من 11 ألف مستهدف أي بما يزيد على 33 ألف مستهدف بالحملة للسرطانات الثلاثة.