يبدو أن تشجيع ودعم العمل المهني في الثانويات الصناعية والذي نادى به وأكد عليه وزير التربية لم يتجاوز حتى اللحظة نطاق التصريحات وما يؤكد ذلك توقف جميع الورش الفنية والصناعية والميكانيكية والإنتاجية في الثانوية الصناعية في السويداء عن العمل جراء انقطاع التيار الكهربائي من ساعات الصباح حتى بعد الظهيرة مما حرم كل الطلبة ضمن تلك الورش من العمل التطبيقي واقتصار العملية التعليمية على المحاضرات النظرية مع عجز إدارة الثانوية عن تأمين مجموعات توليد متكاملة لجميع الورش مع مخصصاتها من المحروقات رغم الحاجة الماسة لها.
وأكد الطلبة ممن التقتهم «الوطن» ضمن الثانوية عدم قدرتهم على القيام بعمليات التطبيق العملي لمقرراتهم النظرية فضلاً عن التأخير في عمليات التصنيع ضمن قسم الإنتاج كما أشار القائمون على ورشة إصلاح الغاطسات التي تم إحداثها ضمن الثانوية لإصلاح المضخات الغاطسة لمؤسسة المياه إلى توقف العمل بها لعدم وجود وارد كهربائي يضمن استمرارية العمل.
مدير الثانوية الصناعية في السويداء وحيد أبو سعيد أوضح لـ«الوطن» أن الإشكالية الأساسية لمعاناة جميع طلاب التعليم المهني والصناعي إضافة إلى ورشة إصلاح الغاطسات تكمن بساعات التقنين الطويلة التي تتصادف مع ساعات الدوام الرسمي وعجز إدارة الثانوية عن تأمين المولدات التي تضمن استمرارية العمل ضمن جميع الأقسام لافتاً إلى وجود مولدتين فقط واحدة لتغطية قسم الإنتاج وأخرى لتشغيل الروافع في ورشة الغطاسات ولا يمكنهما تغطية أقسام أخرى علماً أن المولدتين لا تعملان إلا لساعات محددة وبحسب توافر المحروقات.
وأوضح أن عملية الإنتاج تقتصر حالياً فقط على إنتاج المقاعد حيث إن خطة قسم الإنتاج تبلغ حوالي 3 آلاف و500 مقعد إلا أنه ضمن هذه الظروف لم يتجاوز عدد المقاعد المصنعة 800 مقعد مع تصنيعها لأكثر من 1900 بوري و442 كوعاً لزوم المدافئ تم تسليمها جميعها لمديرية التربية مع وجود خطة لتصنيع الخزن واللوحات الإعلانية.
وأكد أبو سعيد مخاطبة شركة الكهرباء في السويداء لاستثناء خط الثانوية الصناعية من ساعات التقنين إلا أن الشركة أجابت باستحالة تنفيذ الأمر لوقوع الثانوية ضمن خلية كهربائية تغذي حارات كاملة في بلدة الرحى وهو الأمر الذي دعا إلى المطالبة بتنفيذ خط وصل كابل كهربائي خاص بالثانوية مع خلية المشفى الوطني يضمن استمرار تغذيتها بالتيار الكهربائي لافتاً إلى أنه تم طرح القضية أمام وزير التربية في زيارته الأخيرة إلى السويداء، والأمر حالياً باهتمام وزارة التربية وهي الجهة الأقدر على تنفيذ الخط المطلوب بالتنسيق مع وزارة الكهرباء متمنياً الإسراع باتخاذ هذه الخطوة التي تكفل تشغيل جميع الأقسام المهنية والفنية في الثانوية إضافة إلى ضمان استمرار عمل ورشة صيانة الغاطسات المتوقفة حالياً عن العمل.
مدير عام شركة كهرباء السويداء غسان ناصر أوضح لـ«الوطن» أنه تم الكشف على الواقع وتبين وجود إمكانية فنية لوصل الثانوية الصناعية على خط المشفى الوطني المعفى من التقنين كما تم إعداد الدراسة اللازمة لعملية الوصل بناء على طلب الثانوية، موضحاً أنه وفق نظام الاستثمار يجب على المتقدم بالطلب تقديم قيمة المطالبة (أي تكلفة الكابل الكهربائي) لتقوم الشركة بالتنفيذ على نفقة مقدم الطلب وهي مديرية التربية.