سورية

لا ضوء أخضر في اجتماع «أستانا» المقبل.. وبمعزل عن واشنطن … خبراء يستبعدون شن نظام أردوغان عدواناً على الأراضي السورية من دون موافقة روسيا

| حلب - خالد زنكلو

استبعدت مصادر متابعة لسياسة نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيال سورية، أن يلجأ الأخير إلى شن عدوان عسكري جديد على الأراضي السورية، ردّاً على تفجير اسطنبول الأخير، من دون موافقة روسيا على العملية وبمعزل عن ضوء أخضر أميركي تذهب تكهنات بأنه حصل عليه.

وبينت المصادر في تصريحات لـ«الوطن»، أن نظام أردوغان سيطرق خلال الأيام القليلة القادمة أبواب موسكو للحصول على موافقتها بشن عدوان داخل الشريط الحدودي السوري، سبق أن توعد به منذ أيار الماضي واصطدم بـ«فيتو» مزدوج روسي- إيراني حال من دون تنفيذه.

وتوقعت المصادر، أن ترفض موسكو، وكذلك طهران، الاستجداء التركي لعملية عسكرية داخل الأراضي السورية خلال الاجتماع المقبل للدول الضامنة لمسار «أستانا» بشأن سورية في 22 و23 الشهر الجاري في العاصمة الكازاخستانية أستانا، وحتى بعد الاجتماع، على اعتبار أن تنفيذ مطامع أردوغان باقتطاع أراض سورية جديدة مرفوض راهناً ومستقبلاً، تحت أي مسمى أو ذريعة.

واعتبرت المصادر أن توصية وزارة الخارجية الأميركية أخيراً لمواطنيها بعدم السفر إلى شمال سورية والعراق بسبب احتمال شن عمل عسكري محتمل من جانب النظام التركي هناك في غضون أيام مع تجنب المناطق الحدودية، ليس بمثابة ضوء أخضر من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتنفيذ العدوان التركي باتجاه المناطق الحدودية شمال شرق سورية وإنما تحسباً لتهور نظام اردوغان بشن العدوان من دون الأخذ بالحسبان مواقف واشنطن الرافضة له خاصة بعد اتهامه أميركا بدعم ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في شمال سورية وتحميله مسؤولية العمل الإرهابي في اسطنبول لـ«حزب العمال الكردستاني- PKK» الذي يصنفه النظام التركي بأنه منظمة إرهابية و«قسد» التي يعتبرها فرعاً للحزب في سورية.

المصادر لفتت إلى أنه ليس بوسع نظام أردوغان تنفيذ عملية عسكرية في مناطق نفوذ قوات ما يسمى «التحالف الدولي»، الذي تقوده واشنطن بزعم محاربة الإرهاب، شمال شرق سورية خشية الاصطدام معها، إنما ينصب مجهوده العسكري وخططه المحتملة في مناطق النفوذ الروسي شمال البلاد، وبالتحديد في تل رفعت ومنبج، اللتين سبق لأردوغان أن هدد باجتياحهما بعد عيد الأضحى الماضي، كهدف أولي لطموحاته وأجندته الخاصة باقتطاع أراض سورية جديدة بعمق 30 كيلو متراً داخل الشريط الحدودي بزعم توطين اللاجئين السوريين بتركيا فيه.

وأكدت المصادر موقف موسكو الرافض لشن عدوان نحو مناطق نفوذها شمال سورية، أو باتجاه أي منطقة سورية، خصوصاً في ظل مساعيها للتقريب بين دمشق وأنقرة وفتح باب الحوار للمصالحة بين البلدين لحل المشاكل العالقة بينهما، ومن بينها المشاكل الأمنية وهواجس أنقرة من وجود «قسد» على حدودها الجنوبية.

التفجير الذي حدث في شارع الاستقلال في قلب اسطنبول بداية الأسبوع اتخذ منه النظام التركي حجة للحديث مجدداً عن عدوان جديد على الأراضي السورية، ألمح إليه أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو في تصريحاتهما الإعلامية الأخيرة، ورفضه وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، الذي حذر من استغلال مثل هذه الحوادث والتذرع بها «للقيام بنشاطات أو خطوات قد تزيد من الوضع القائم حدة وتفجراً» في سورية، لأنهم «يعرفون بأنهم هم من أرسلوا الإرهابيين إلى سورية»، وذلك في معرض رده حول نية استغلال النظام التركي تفجير اسطنبول لتنفيذ عدوان داخل الأراضي السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن