بليغ حمدي.. قدم بصمة للتاريخ والزمن وللأجيال لن تموت … عثمان الحناوي لـ«الوطن»: سأعمل بجد كي أقدم كل شهر ندوة عن العمالقة
| سارة سلامة - تصوير طارق السعدوني
لا يزال هناك الكثير من الناس تهتم بسيرة الفن والفنانين ومعاصرة تاريخهم وسماع قصصهم، ولن تشغلهم قضايا الحياة هذا ما أكده مشهد الأمس في المنتدى الاجتماعي في منطقة الطلياني بدمشق الذي عج بالحضور عشية أمسية فنية تتناول تاريخ عبقري الطرب بليغ حمدي، قدمها عثمان الحناوي الذي شهد وعاصر الكثير من تفاصيل سيرته، حيث حاوره المؤلف الموسيقي إيهاب المرادني بمشاركة على الكمان للمايسترو عدنان الحايك.
هرم من الأهرامات
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال الحناوي: إنني «سعيد جداً لأن الناس مهتمون بهذا الإنسان العبقري بليغ حمدي فعج المكان بهم، واعتبر أن من أهم محطات حياتي كانت مع الأيقونة هيام حموي ضمن برنامج نثرات من دهب الزمان والمحاضرات التي قدمتها وحاكت ذلك الزمن الجميل، عندما أتحدث عن فنان عظيم وأجد الناس متفاعلة وتسمع وتنصت حتى آخر لحظة، وسعيد أنني أتحدث عن هرم من أهرامات مصر بليغ حمدي والذي مهما تحدثنا عنه لا نستطع أن نعطيه جزءاً من حقه، وهو الذي أغنى المكتبة الموسيقية العربية من غزارة فنه الراقي وألحانه العظيمة، مهما كنا نسمع فسنقول هذا بليغ لا يوجد فنان أخذ من ألحانه إلا وحلق، وقدم بصمة للتاريخ والزمن وللأجيال لن تموت وفنه سيبقى خالداً على مر الزمن وأرى أن ميادة محظوظة حيث أخذت منه 17 لحناً؛ وكان هو السبب وراء صعود وردة الجزائرية إلى القمة وسبب نقلة عبد الحليم حافظ من الأغاني الرومانسية الحزينة إلى الأغاني الكلاسيكية الطويلة التي فتحت له آفاقاً للأغنية الطويلة مثل زي الهوا ومداح القمر وحاول تفتكرني حيث كان دائماً سباق عصره وطور الموسيقا العربية».
وأضاف الحناوي: إنني «سأعمل بجد كي أقدم كل شهر ندوة عن هؤلاء العمالقة أمثال فريد الأطرش، محمد سلطان، عبد الوهاب، الموجي، زكريا أحمد، السنباطي الذين يكادون يذهبون في مهب النسيان من إهمال الإعلام العربي لهم، لذلك يجب أن نكون سباقين ونعمل محاضرات عنهم وعن فنهم وتاريخهم العريق».
عن بليغ
وبليغ عبد الحميد حمدي مرسي ملحن ومغنٍ مصري، ويعد أحد أبرز الموسيقيين المصريين والعرب ولد في حي شبرا بالقاهرة عام 1931 وكان والده يعمل أستاذاً للفيزياء في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً)، أتقن العزف على العود وهو في التاسعة من العمر. في سن الثانية عشر حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقا إلا أن صغر سنه حال دون ذلك. التحق بمدرسة شبرا الثانوية، في الوقت الذي كان يدرس فيه أصول الموسيقا في مدرسة عبد الحفيظ أمام للموسيقا الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري وتعرف من خلاله على الموشحات العربية. التحق بليغ بكلية الحقوق، وفي الوقت ذاته التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقا.
تترواح نتاجات بليغ حمدي اللحنية بين الشعبية الرومانسية والوطنية الحماسية، لكننا يمكننا اعتبار الإسهام الأساسي الذي قدمه بليغ في الموسيقا هو إيصال الموسيقا والإيقاعات الشعبية المصرية بطريقة تتناسب مع أصوات المغنين الكبار أمثال أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وردة وشادية، وغيرهم كما اشتهر بليغ بسهولة وبساطة ألحانه، الأمر الذي يجعل أي متذوق للموسيقا قادراً على التفرقة بين موسيقاه وأي موسيقا أخرى يستمع إليها.
كما قام بليغ بتلحين جميع الألوان الغنائية من رومانسية أو شعبية أو وطنية أو القصائد أو حتى ابتهالات دينية مثل مجموعة ألحانه للشيخ (سيد النقشبندي) وأشهرها (مولاي) بل حتى أغاني الأطفال مثل أغنية (أنا عندي بغبغان) وأغاني أخرى في مسلسل أوراق الورد للفنانة وردة.