ثقافة وفن

الدراما السورية مبنية على أسس متينة … ليلى سمور لـ«الوطن»: لم آخذ حقي في الدراما السورية كما يجب!

| هلا شكنتنا

ليلى سمور فنانة سورية، من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، تميزت أدوارها بالتنوع والعفوية ما جعلها قريبة من قلب المتابع، كما أن الكاريزما الخاصة التي تتميز بها في حياتها الواقعية كان لها أثر واضح على جميع شخصياتها الدرامية، حيث تنوعت مشاركتها الفنية بين المسرح والإذاعة والتلفزيون، ومن أبرز أعمالها «مرايا، شركاء يتقاسمون الخراب، باب الحارة» والكثير غيرها، إضافة إلى الأعمال المسرحية مثل «مغامرة رأس المملوك جابر»، لكن في السنوات الأخيرة ابتعدت الفنانة «ليلى سمور» عن الدراما بسبب سفرها خارج البلاد، وحالياً عادت إلى دمشق للمشاركة في الأعمال الدرامية، وخلال وجودها في العاصمة السورية تواصلت «الوطن» معها ودار بيننا الحوار الآتي:

• في البداية دعينا نتحدث عن الأعمال الدرامية التي سوف تشاركين بها ضمن الموسم الرمضاني لعام 2023.

لقد شاركت في مسلسل «الغريب» في لبنان من إنتاج شركة الصباح وإخراج صوفي بطرس، ومن المفترض أن يعرض عام 2023 على منصة شاهد، أما عن أعمالي في دمشق فقد شاركت في مسلسل يتألف من ثلاثين حلقة، وهو عمل «لايت كوميدي» ويتضمن العمل أشياء متعلقة بالجو الرمضاني بشكل عام، حقيقة العمل لطيف ودوري من الأدوار البطولية والرئيسة في العمل بالمشاركة مع الممثل وائل زيدان، وبالتأكيد سيحلون ضيوفاً على العمل.

• بعد غيابك عن المشاركات في الأعمال الدرامية السورية لعدة سنوات، هل وجدت اختلافاً في العمل بعد العودة! أم الظروف أصبحت أكثر صعوبة؟

بالتأكيد هنالك اختلافات، يوجد بعض الأمور التي أصبحت سهلة والبعض الآخر أصبح أصعب، لكن لا شك بأن هنالك اختلافات على كل الأصعدة في الأعمال الدرامية، لكن ترفع لهم القبعة لأنهم ما زالوا يعملون ضمن هذه الظروف.

• كيف تصفين الدراما السورية اليوم، وما الذي تحتاجه الدراما لكي تستعيد تألقها؟

الدراما السورية كانت في حالة شبيهة باستراحة المحارب الصغيرة، لكنها حالياً تعمل باندفاع وبشكل مدروس ومتقن، لأننا نشاهد أعمالاً يتم العمل عليها بطريقة جميلة، كما أن الأعمال التي عرضت خلال السنتين الماضيتين كان لها جماهيرية واسعة في العالم العربي، حقيقة يوجد بعض الأعمال التي ترفع لها القبعة، على الرغم من جميع الظروف الاقتصادية التي لها تأثير كبير على جميع الأصعدة، وبالتأكيد الدراما تأثرت بهذه الظروف بشكل مباشر وخاصة من ناحية الإنتاج، ولكي أكون صريحة الأعمال التي تقدم ضمن الظروف الإنتاجية الحالية تعتبر أعمالاً عظيمة، ولكي تستعيد الدراما السورية تألقها يجب في البداية أن يخرج بلدنا من هذا الضغط الذي يمارس عليه، وعندما تتعافى البلاد بالتأكيد الدراما سوف تتعافى تلقائياً، كما أن التعافي الذي يحصل في البلاد سوف ينعكس على درامانا إنتاجياً ونصياً من ناحية عودة بعض الكتاب، حقيقة الدراما هي التي تمثل الصورة الحقيقية لأي بلد، وأنا واثقة بأن الدراما سوف تستعيد تألقها بشكل كبير لأن الدراما السورية مبنية على أسس متينة لا يمكن زعزعتها لكن من الممكن أن تشعر بالتعب وتحتاج لوقت من الراحة لتعود أفضل مما كانت عليه.

• نرى اليوم بأن الدراما باتت تتجه نحو الأعمال المعربة أو المقتبسة عن التركية، مثل «عروس بيروت، ستيلتو» وغيرها، ما رأيك بهذا الاتجاه الدرامي؟

في هذا الاتجاه أتحدث عن نفسي، لقد اشتغلت في دوبلاج الأعمال التركية الطويلة، وأرى بأن هذه الأعمال هي نوع من الأعمال الدرامية لكنها لا تطمس الدراما السورية، لأن الدراما السورية شيء والتركية شيء آخر، لكن التجربة لا تعتبر خطأ، وأعتبر أن هذه الأعمال هي إنقاذ للفنان السوري من الناحية المادية وخاصة في ظل الظروف التي نعاني منها، وهنا يطرح السؤال نفسه: «وما المشكلة في وجود مثل هذه الأعمال»؟ إضافة إلى الأعمال السورية الأصيلة والمهمة، برأيي الشخصي هي تجربة درامية في حياة الممثل وأنا لست ضدها.

• وإذا أردنا التحدث عن الدراما السورية بشكل خاص نرى أنها تقدم أعمال البيئة الشامية بكثرة، برأيك هذا الاتجاه يفيد الدراما؟

حقيقة هذه الأعمال في العالم العربي مطلوبة بكثرة، ومن الناحية الإنتاجية مفيدة، من الممكن أن نكون نحن كسوريين بدأنا نشعر بالملل من هذه الأعمال بسبب كثرتها أو بسبب وجود بعض الأعمال التي لا تقدم البيئة الشامية على أصولها وهذا سبب نفور الجمهور منها في بعض الأحيان، لكن عندما تقدم بالشكل المطلوب لا نكون ضد الدراما، إنما يجب عدم الإكثار من تقديمها وتكون أعداد هذه الأعمال ضمن الموسم الواحد محددة، وأفضل أن يتم تقديم هذه الأعمال بدقة وبخطة مدروسة حول تاريخ الشام وتحمل في طياتها هدفاً معيناً.

• لقد قدمت عدة أدوار في البيئة الشامية، لو عرض عليك اليوم عمل بيئة شامية هل توافقين؟

بالتأكيد أوافق، لكن يجب أن يكون ضمن الإطار الذي أراه جميلاً، حقيقة أنا أحب أعمال البيئة الشامية المدروسة مثل مسلسل «ليالي الصالحية» والجزء الأول والثاني من «باب الحارة» حيث تم الإجماع على أن العمل حقق نجاحاً مبهراً، إضافة إلى عمل «الأميمي».

• ما شروطك للمشاركة في عمل درامي؟

في البداية يجب أن أحب الدور والنص، كما أن تكون رسالة النص واضحة ومفهومة، إضافة إلى أن الدور الذي سوف أقدمه يكون له مسار وتأثير على الحكاية أي أنه سيكون دوراً فعالاً، وفي ذات الوقت يجب أن يكون هذا العمل قادراً على خلق علاقة جميلة بين جميع أفراده أثناء التصوير، أما الموضوع المادي فيبقى لآخر مرحلة.

• إذا أردنا التحدث عن الأعمال الدرامية التي شاركت بها مسبقاً، كيف تصفينها بشكل عام، وهل أنتِ راضية عنها؟

جميع الأعمال الدرامية التي شاركت بها كانت من ضمن الأعمال المتاحة بالنسبة لي، حيث لم يكن لدي مجال لكي أختار في بعض الأحيان، وأعتقد أن جميع الأدوار التي قدمتها أعتبرها جزءاً بسيطاً من أحلامي الفنية، وبالتأكيد أنا راضية عن جميع مشاركاتي لأن كل عمل يمثل جزءاً مني، وتراكمات هذه الأدوار هي من أوصلتني إلى ما أنا عليه حالياً.

• برأيك الدراما السورية أنصفت الممثلة «ليلى سمور»، أم لم تأخذي حقك؟

بكل صراحة لم آخذ حقي في الدراما السورية كما يجب، ومن الممكن أن يكون اعتذاري المتكرر في السابق عن عدة أعمال كان له تأثير على مسيرتي.

• هل مازال لديك أمنيات لتقديم دور درامي معين، وما الدور؟

بالتأكيد، مهما تقدم الإنسان بالعمر يبقى لديه أمنيات يسعى لتحقيقها وعلى كل الأصعدة، وأتمنى تقدمة دور درامي مركب أستطيع من خلاله أن أقدم جميع التراكمات والخبرات والتجارب التي عشتها في حياتي سواء داخل البلاد أو في الغربة، بمعنى آخر أن يكون لي دور مركب وليس سهلاً ويكون قادراً على استفزازي ويحمل كل التركيبة الإنسانية بكل أوجهها، حقيقة أتمنى أن يكون دور ثقيل وعميق وله علاقة بالساكولوجية، أحب الأدوار الصعبة بشكل عام.

• لماذا لم نرَ الممثلة «ليلى سمور» من المشاركين في الأعمال العربية المشتركة؟

لقد شاركت في السابق في العديد من الأعمال العربية وخاصة التاريخية مثل الأعمال الجزائرية والمصرية والأردنية، أما في السنوات الماضية القليلة فلم أشارك لأنني كنت غائبة لفترة، وبالتأكيد أحب المشاركة في الأعمال العربية المشتركة التي تقدم حالياً.

• في النهاية لقد شاركت في عدة لوحات من أجزاء مرايا مع الممثل القدير «ياسر العظمة»، ما خصوصية هذه المشاركة بالنسبة لك، وهل تتمنين عودة مرايا بأجزاء جديدة؟

العمل مع الأستاذ «ياسر العظمة» خاص جداً ولا يشبه أي نوع من الأعمال الأخرى، حتى الأعمال الكوميدية التي شاركت بها، حقيقة مرايا لها اتجاه خاص لا يشبه أحداً، وحاول البعض تقليدها لكن كانوا بعيدين عنها، وبالنسبة لي مشاركتي في«مرايا» كانت من أجمل التجارب الفنية، فهي بمنزلة تدريب لأدواتي كممثلة، وخاصة أن كل لوحة لها عالم خاص مستقل عن غيره وكل شخصية في هذه اللوحات لها السمات الخاصة بها، وأعتبر هذا الأمر هو تدريب للممثل وأشبه بالأتيودات المسرحية التي درستها في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأعتقد أن «مرايا» عمل من الصعب أن يتكرر، كما أن العمل مع الأستاذ ياسر له متعة خاصة وهو شخص مخضرم ويمتلك كاريزما وخبرة، ويحلم الكثيرون بالوقوف أمامه، وأنا لي الشرف أنني عملت معه ببطولة بعض حلقات «مرايا»، إضافة إلى أن العمل معه أشبه بذهاب الفنان إلى مكان سوف يستمتع به، لأن وجوده ضمن الكواليس بحد ذاته متعة، حقيقة أتمنى أن تعود «مرايا» مثل زمان، وأعود أنا إلى تلك المرحلة لأن جميع من شارك الأستاذ ياسر في أعماله يتمنون عودتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن