غاريث بيل يقود التنين الويلزي أمام أبناء العم سام … أسود شيران تواجه الأسود الثلاثة في المجموعة الثانية … الطواحين الهولندية تبدأ الدوران أمام أسود التيرانغا
| خالد عرنوس
وبدأت البطولة الأهم بكرة القدم على مستوى العالم بالافتتاح المبهر أمس وهاهي المنافسة تتواصل من خلال مباريات الجولة الأولى للمجموعتين الأولى والثانية، فيكتمل ظهور منتخبات المجموعة الأولى من خلال لقاء أوروبي- إفريقي يجمع منتخبي هولندا والسنغال، ولن يقلل من أهميته غياب نجم الأخير ساديو ماني الذي كان الكثيرون ينتظرون مواجهته الخاصة مع زميله السابق في ليفربول فان دايك، ذلك أن الطواحين وأسود التيرانغا هما المرشحان للتأهل عن هذه المجموعة، وفي المجموعة الثانية يبدأ المنتخب الإنكليزي رابع المونديال الماضي رحلته الشاقة لإعادة الكرّة ومن ثم حلم استعادة اللقب بلقاء سهل على الورق بمواجهة نظيره الإيراني الطامح لدخول التاريخ بتجاوز الدور الأول في مشاركته السادسة، وفي المجموعة ذاتها يستعيد الويلزيون ذاكرة المشاركة في العرس العالمي بعد غياب طويل عندما يفتتحون مبارياتهم بلقاء منتخب الولايات المتحدة الذي بات عضواً دائماً في البطولة منذ نسخة 1990 وبالطبع فهما المرشحان للمنافسة على البطاقة الثانية عن هذه المجموعة.
مواجهة لن تحدث
استكمالاً لمنافسة الجولة الافتتاحية في المجموعة الأولى يلتقي منتخبا هولندا والسنغال على ملعب «الثمامة» في الدوحة في أول مواجهة بينهما تاريخياً وكانت جماهير الفريقين وكذلك المحايدون ينتظرون أول مواجهة بين ساديو ماني وزميله السابق في ليفربول المدافع فان دايك إلا أن القدر منع الأول من المشاركة متأثراً بإصابة بليغة أبعدته عن المونديال تماماً، إلا أن هذا الأمر لن يقلل من أهمية مواجهة أسود التيرانغا مع الطواحين الهولندية وخاصة أنهما المرشحان على الورق لبلوغ الدور الثاني، فالقائمة السنغالية تضم لاعبين كباراً ونجوماً متألقين سيكونون في الموعد وخاصة أن سجلات فريق المدرب أليو سيسيه تشير إلى تفوق تاريخي على منتخبات القارة العجوز من خلال مشاركتين في البطولة، وعلى الرغم من الإحباط الذي خلفته إصابة (الموهوب) ماني إلا أن رفاقه سيدخلون البطولة بمعنويات مرتفعة وخاصة أنهم أبطال القارة السمراء مطلع العام الحالي قبل أن يحجزوا بطاقة كأس العالم للمرة الثانية على التوالي والثالثة بتاريخهم.
ويعول المدرب سيسيه صاحب الإنجازات الكبيرة في تاريخ الكرة السنغالية في السنوات الخمس الأخيرة والذي كان ضمن الذهبي الذي أتحف العالم في مونديال 2002 على بعض النجوم بداية من الحارس إدوارد ميندي حامي عرين تشيلسي وليس انتهاءً بإسماعيلا سسار لاعب واتفورد ومروراً ببامبا ديانغ (مرسيليا) ونيكولاس جاكسون (فياريال) وإدريسا غايي (إيفرتون) وبولاي ديا (ساليرنتانا) وكيربين دياثا (موناكو) وخاليدو كوليبالي (تشيلسي) وبابي ماتار سار (توتنهام) ويوسف سابالي (بيتيس) وسواهم.
وعلى الطرف المقابل فإن الأسماء في فريق المدرب العجوز لويس فان غال (المدرب الأكبر في النسخة الحالية) والذي كان مدرباً لمنتخب الطواحين عندما حل ثالثاً في 2014 تبدو أثقل بداية من خط الدفاع بقيادة فان دايك وناثان أكي ومعهما دومفريس وداني بليند وستيفان دي فري، ومروراً بفرينكي دي يونغ في الوسط ومعه مارتن دي رون ودافي كلاسن وتشافي سيمون وفي المقدمة هناك لوك دي يونغ وممفيس ديباي وكودي جاكبو وستيفن بيرغوين، ويأمل الهولنديون تعويض غيابهم عن مونديال 2018 وخاصة أن مشاركة أسلافهم في مونديال 2010 و2014 كانت ناجحة إلى حدّ كبير، حيث حلوا وصيفاً للبطل ثم نالوا المركز الثالث على التوالي.
والغريب أن المنتخب الهولندي لم يخض أي مباراة تجريبية قبل المونديال مكتفياً بمباراتيه الأخيرتين في دوري الأمم الأوروبية قبل نحو شهرين واكتفى نظيره السنغالي خلال الفترة ذاتها بمباراتين فاز في الأول على بوليفيا 2/صفر وتعادل في الثانية مع إيران بهدف لمثله، وكأن مدربي الفريقين اكتفيا بجاهزية لاعبيهما من خلال مشاركتهم مع أنديتهم بالبطولات الأوروبية.
صدام أسود
عند الحديث عن المجموعة الثانية فإن الأغلبية ترشح المنتخب الإنكليزي للتأهل والصدارة لعدة عوامل، أولها العراقة والهيبة لأبناء أم كرة القدم، وكذلك لجودة لاعبيها، والأهم لأن الأسود الثلاثة هو رابع المونديال الماضي ووصيف بطل اليورو الأخيرة في العام الماضي تحت قيادة المدرب ذاته وبوجود الكثير من العناصر التي أعادت بعض البريق للكرة الإنكليزية في عالم البطولات الكبيرة بعدما تعودت منتخباتها على دخول مثل هذه البطولات كمرشحين للمنافسة على الألقاب لكنها كانت تودعها بتوقيت مبكر وبطريقة دراماتيكية أحياناً كثيرة، واليوم يبدأ فريق المدرب غاريث ساوثغيت رحلة التحدي الجديدة بحثاً عن لقب ثان يعوض الخيبات المتتالية لمخترعي كرة القدم، وذلك عندما يواجه في مستهل مشواره القطري بلقاء فريق آخر يحمل لقب الأسود وهو المنتخب الإيراني الذي يظهر للمرة السادسة في النهائيات والثالثة على التوالي، والحالم ببلوغ الدور الثاني للمرة الأولى بتاريخه وذلك على استاد خليفة الدولي بداية من الساعة الرابعة.
إذاً يعيش المنتخب الإنكليزي في عهد مدربه الوطني ساوثغيت أياماً جميلة على الرغم من هبوطه المفاجئ خلال النسخة الأخيرة من دوري الأمم، والتي أخفق بتحقيق أي فوز خلال دور المجموعات فيها، ويحسب للمدرب بعد ست سنوات من قيادة الأسود الثلاثة أنه لم يعر اهتماماً للأسماء الكبيرة، بل اختار دائماً ما يناسبه مع كثرة الأجانب الطاغية في أندية بلاده وندرة المحترفين خارجها، وقد نجح بإعادة التوهج للمنتخب، فكان قريباً من بلوغ نهائي المونديال لولا بعض الأخطاء، وكان أقرب للتويج بطلاً لأوروبا للمرة الأولى لولا ركلات الحظ الترجيحية.
ولازال ساوثغيت يعول على هدافه هاري كين الذي يقترب من الوصول إلى رأس قائمة هدافي إنكلترا التاريخيين ومعه رحيم سترلينغ وفيل فودين وبوكايو ساكا وماركوس راشفورد وماسون ماونت والموهبة الصاعدة جود بيلنغهام ومن ورائهم جون ستونز وكايل وولكر وأرنولد وهندرسون والحارس بيكفورد.
أحلام شيران
على الضفة المقابلة غابت الإنجازات الكبيرة عن منتخب أسود شيران منذ التتويج بكأس آسيا 1976 واكتفى فيما بعد بالمركز الثالث مرات كثيرة آخرها في النسخة الأخيرة عام 2019، إلا أنه لازال أحد كبار القارة الصفراء وخاصة عندما يتعلق بالمونديال، وهاهو يبلغ النهائيات للمرة الثالثة على التوالي، وقد عاد المدرب البرتغالي صاحب إنجاز التأهل في 2014 و2018 كارلوس كيروش المعروف بتركيزه الدفاعي مؤخراً ليقوده في المونديال على أمل أن يستفيد من خبرته وبالطبع من بعض أسلحته الضاربة التي يعرفها كيروش، ويعرف كيف يستفيد منها وعلى رأسها الهدافان سردار أزمون لاعب ليفركوزن ومهدي طارمي المتألق في بورتو البرتغالي وكريم أنصاري فرد لاعب أمونيا وعلي غول زاده لاعب شارلوا البلجيكي، وأيضاً هناك جاهنباخش لاعب فينيورد وصادق مهرامي مدافع دينامو زغرب وزميله المخضرم شجاع خليل زاده لاعب الأهلي القطري، وقد خاض المنتخب الإيراني 5 مباريات ودية منذ حزيران وقد فاز في إحداها على الأورغواي بهدف لكنه خسر من الجزائر 1/2 ومن تونس مؤخراً صفر/2.
قمة مبكرة
قد يكون هذا العنوان كبيراً عند الحديث عن مواجهة أميركا وويلز التي تقام على ملعب أحمد بن علي بداية من الساعة العاشرة لكنه واقعي لأنهما يتنافسان على إحدى بطاقتي الدور الثاني، ولا يمكن المقارنة بين أحد رباعي موطن اللعبة الحديثة تاريخياً وفريق يمثل بلداً لم تهتم بكرة القدم إلا على فترات متباعدة، لكن هذا الأمر يصبح مقلوباً لمصلحة الأميركان عند الحديث عن الإنجازات، فأبناء العم سام الذين اشتركوا مبكراً بالمونديال وأصبحوا من أركانه خلال العقود الثلاثة الأخيرة قبل أن يغيبوا عن النسخة الأخيرة، في حين أبناء بلاد الغال عاشوا في عباءة الإنكليز ولم يظهروا سوى مرة واحدة في العرس العالمي.
وبالورقة والقلم يبدو الفريق الأميركي أفضل من التنين الويلزي بفضل خبرة المشاركات وبعض النجوم المنتشرين في الأندية الأوروبية أمثال كريستيان بوليسيتس لاعب تشيلسي وسيرجينو ديست ظهير ميلان وويستون ماكيني لاعب اليوفي وجيوفاني رينا (دورتموند) وتايلر أدامز (ليدز) وتيموثي ويا (ليل) وثنائي فولهام أنتوني روبنسون وتيم ريام ويقود الفريق المدرب غريغ بيرهالتبر الذي تسلم المهمة في عام 2018 وخاض المنتخب 56 مباراة تحت قيادته ففاز بـ36 مقابل 10 تعادلات و10 هزائم، وبالمقابل مازال المنتخب الويلزي يعول على غاريث بيل لاعبه المثير للجدل الذي يعتبر أيقونة الجيل الحالي ويلعب حالياً في الدوري الأميركي ضمن صفوف لوس أنجلوس إلى جانب آرون رامزي لاعب نيس الفرنسي وبعض اللاعبين الذين يلعبون في الأندية الإنكليزية ومنهم بن ديفيز (توتنهام) وكيفن مور وكريس مفام (بورنموث) ودانييل جيمس وهاري ويلسون (فولهام)، أما مدرب المنتخب فهو روبرت (روب بيج) الذي بدأ مهمته قبل عامين وقد استطاع إعادة ويلز إلى المونديال بعد 64 عاماً وكان لاعباً دولياً في منتخب التنين.
مواجهات سابقة
– لم يسبق لمنتخبي إنكلترا وإيران أن تقابلا من قبل وينطبق الأمر ذاته على منتخبي هولندا والسنغال، في حين تقابل منتخبا ويلز والولايات المتحدة الأميركية مرتين ففاز الأخير 2/صفر في عام 2003 وسيطر التعادل السلبي على اللقاء الثاني في 2020.
– خلال 69 مباراة خاضها في النهائيات واجه منتخب إنكلترا فريقاً آسيوياً مرة واحدة وكان ذلك في مونديال 1982 عندما فاز على نظيره الكويتي بهدف بالدور الأول، على حين لعب المنتخب الإيراني 8 مباريات ضد منافسين من أوروبا فتعادل مرتين مع اسكتلندا 1978 والبرتغال 2018 وكلاهما بنتيجة 1/1 مقابل 6 هزائم أقساها كانت الأولى أمام هولندا في 1978 صفر/3.
– خاض منتخب السنغال 8 مباريات بالمونديال منها 5 ضد منتخبات أوروبية ففاز بثلاث منها، على فرنسا 1/صفر والسويد 2/1 بالهدف الذهبي في مونديال 2002 وعلى بولندا 2/1 في 2018 وتعادل مع الدانمارك 1/1 وخسر من تركيا صفر/1 في 2002، أما المنتخب الهولندي فقد واجه 4 منتخبات إفريقية فتعادل مع مصر 1/1 في 1990 وفاز على المغرب 1994 (2/1) وعلى ساحل العاج 2006 (2/صفر) والكاميرون 2010 (2/1).
– لعب منتخب ويلز 5 مباريات في مشاركته الوحيدة عام 1958 ومنها واحدة أمام المكسيك (أميركا الشمالية والوسطى) وانتهت بالتعادل 1/1، في حين منتخب أميركا خاض 19 مباراة من 33 ضد منتخبات أوروبية ففاز بثلاث منها، على بلجيكا 3/صفر عام 1930 وعلى إنكلترا 1/صفر عام 1950 وعلى البرتغال 3/2 في مونديال 2002 مقابل 5 تعادلات و11 هزيمة.