رياضة

بين الواقع والأحلام

| غسان شمه

لا صوت في الرياضة يعلو على ضجيج الكرة العالمية في محفلها الثاني والعشرين الذي انطلقت أحداثه أمس.. ولكل منا ذكرياته التي تعود به إلى هذه البطولة أو تلك، كما المنتخب الذي يتمنى أن يتوج باللقب الجديد، فيما نستعد لمعاناة المتابعة.

بالنسبة لي ما زالت المباراة النهائية بين الأرجنتين وهولندا عام 1978 حاضرة بالكثير من تفاصيلها التي أثارت شجناً لا ينتهي بين عشاق المنتخب الهولندي الذي قدم مستوى مميزاً في تلك البطولة التي شهدت أحداثاً مثيرة في درب وصول المنتخب الأرجنتيني للنهائية، ليضيع المنتخب الهولندي الفرصة الثانية في نيل اللقب وكان جديراً به في ظني.

ومع مارادونا تحلق الأرجنتين ثانية عام 1986 ويبدع ملهم الكرة، آنذاك، في خطف اللقب الذي توجه نجم يقارن بنجم البرازيل الأشهر بيليه، بل إن البعض من النقاد يرى أن مارادونا ربما كان الأفضل.. وها هو ميسي على موعد أخير لانتزاع اللقب الأغلى في مسيرته الكروية ليودع ملاعب الساحرة المستديرة بإنجاز طالما حلم به، ولكن دون ذلك الكثير من المعاناة والتعب في ظل وجود منتخبات لا تقل طموحاً وقوة عن المنتخب الأرجنتيني الذي يضم نجوماً بأسماء لامعة لكنه يفتقد اللمسة الأخيرة منذ فترة ليست قليلة.

بعد هذه المقدمة الطويلة لا بد من العودة إلى واقع كرتنا التي ما زالت تعيش الأحلام والأوهام على هذا الصعيد، ومازال حلم المونديال بعيداً، كما يبدو لنا، وخاصة في ظل استمرار آليات التفكير والتخطيط والعمل التي لا تصل إلى نتيجة مرضية ولو على صعيد الوديات في ظل تواصل خسارات المنتخب الأول خلال الفترة الماضية، وفي ظل وعود بمدرب أجنبي من قماشة نفيسة ما تلبث أن تتسرب تحت تبريرات متنوعة.

وفي السياق لا بد من مقاربة ما لنتائج منتخبنا الأولمبي الذي حل ثالثاً في بطولة غرب آسيا، وإذا رأى البعض في ذلك إنجازاً يمكن الإشارة إليه.. ومع التقدير لما قدمه المنتخب فإن هذا التعبير ينطوي على محدودية في الطموحات، ورغبة في تقديم صورة «زاهية» عن عمل ما أكثر مما هو واقع، مع أنه من حق هذا البعض أن يرى إمكانية المراهنة على عناصر المنتخب الأولمبي والبناء على مقتضى ذلك للقادمات لنكون أكثر واقعية.

أخيراً هل يحق لنا أن نحلم بالوجود ضمن حدث هو الأبرز على صعيد الكرة؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن