سورية

السفارة العمانية في دمشق تحتفل بالذكرى الـ52 للعيد الوطني … شعبان لـ«الوطن»: علاقاتنا متميزة وعمان حرصت أن تكون سورية فاعلاً أساسياً في العلاقات العربية

| سيلفا رزوق

وصفت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان أمس العلاقة بين سورية وسلطنة عمان بالمتميزة، فالبلدان لديهما الكثير من القواسم المشتركة، أولها الحرص على العرب والعروبة وكذلك حكمة الرئيس بشار الأسد وسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد، والتوازن في مقاربة الأمور ومقاربة العلاقات العربية – العربية.

وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش حفل أقامته السفارة العمانية في دمشق بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين للعيد الوطني لسلطنة عمان، بحضور سفير عُمان في سورية تركي بن محمود البوسعيدي هنأت شعبان السلطنة بعيدها الوطني متمنية لهذا البلد كل التوفيق والنجاح.

ولفتت إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إلى سورية ولقائه بالرئيس بشار الأسد، معتبرة أن هذه الزيارة تعبر عن حرص عمان على أن تكون سورية كما كانت دائماً فاعلاً أساسياً ولاعباً أساسياً في العلاقات العربية- العربية.

كما لفتت شعبان إلى أن وزير الخارجية العماني حضر إلى سورية لتسليم الرئيس الأسد رسالة من سلطان عمان، معتبرة أن هذا يظهر الأدب العماني، فعمان لم ترسل الرسالة من خلال وسائط دبلوماسية وإنما أتى وزير خارجيتها بنفسه حاملاً الرسالة، وهذا دليل على احترام وتقدير لدور الرئيس الأسد ولدور سورية وصمودها في هذه الحرب الإرهابية.

وقالت: «نحن متفائلون وإن شاء اللـه تشكل سورية وعمان جذوة لعلاقات عربية أفضل، نسعى إليها بهدوء وحكمة، حيث يكون التغيير ليس إعلامياً أو لفظياً وإنما يكون تغييراً جوهرياً في آليات العمل بحيث يستعيد العرب وزنهم على الساحة الدولية وهذا يحتاج إلى وقت ولكن الألف ميل تبدأ بخطوة».

وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، أشار مدير المعهد الدبلوماسي السفير عماد مصطفى إلى زيارته الأخيرة التي قام بها إلى سلطنة عمان والتي قابل فيها كبار مسؤولي وزارة الخارجية العمانية وجرى التوقيع خلالها على اتفاقية تعاون وتفاهم بين المعهدين الدبلوماسيين في دمشق ومسقط، معتبراً أن العلاقة أصبحت مؤسساتية وليست مجرد علاقة أخوة ومحبة وتعاون.

وبين، أن علاقات البلدين ستسير من جيد إلى ما هو أفضل، ومن حسن إلى ما هو أحسن وقال: «أتوقع قفزات كبيرة ومهمة في العلاقات السورية- العمانية وهذه القفزات ملموسة « مشيراً إلى أن المعهد الدبلوماسي سيدعو وكيل وزارة الخارجية العمانية لزيارة دمشق وإلقاء محاضرة في المعهد الدبلوماسي، مضيفاً: « نسير إلى المزيد والمزيد من أواصر التعاون».

وزيرة الثقافة لبانة مشوح أشارت لـ«الوطن» إلى أن سلطنة عمان من الدول التي وقفت إلى جانب سورية في محنتها وهي دولة عريقة في حضارتها وتشبه سورية في تطورها الحضاري والزمني وما مر على سورية من حضارات.

ولفتت إلى أن عمان معنية جداً بالتراث المادي واللامادي ومعنية بما أصاب سورية من تخريب ومحاولات تخريب لآثارها وتراثها المادي المتحفي، لذلك أرادت دعم سورية في ترميم بعض القطع المتحفية التدمرية بالاتفاق مع الجانب الروسي الذي يمتلك الخبرات اللازمة لذلك، حيث تعاقدت مع روسيا وجرى نقل بعض القطع المتحفية التي يزيد عددها على 170 قطعة إلى المتحف الوطني في عمان، وجرى ترميم عدد كبير منها وأعيدت إلى سورية وعرضت في المتحف الوطني في دمشق وهناك المزيد من القطع الأثرية في طريقه للترميم في عمان.

وأوضحت مشوح أن الأهم هو الاتفاقيات الثقافية التي وقعت بين البلدين، حيث جرى إعارة المتحف الوطني في عمان مخطوط «ابن ماجد» الذي يحتل مكانة خاصة في نفوس العمانيين، وهو يعرض اليوم في المتحف الوطني العماني، لافتة إلى طلب الجانب العماني تمديد الإعارة عامين متتاليين والرئيس بشار الأسد وافق بمرسوم رئاسي على هذا التمديد.

وأضافت: «العلاقات متينة جداً مع سلطنة عمان، وهم يدعمون سورية أيضاً في ترميم بعض المتاحف وإعادة تأهيل بعض المنازل التراثية في حلب، والعمل مستمر والتعاون عميق وأتمنى لعمان كل الازدهار والتطور وهي بلد عريق بحضارته وقيمه، وأخ وصديق لسورية».

نائب رئيس بعثة سلطنة عمان في سورية خالد بن سعيد الزيدي من جانبه أوضح لـ«الوطن» أن العلاقات الثقافية شهدت نمواً مطرداً خلال السنوات الماضية، ووزيرة الثقافة قامت بزيارة لسلطنة عمان قبل أشهر وهناك تعاون على المستوى المتاحفي وعلى صعيد الآثار وتبادل المقتنيات الأثرية وحالياً تساعد السلطنة بمعية مديرية الآثار والمتاحف ووزارة الثقافية في ترميم بيت أجقباش في حلب، بالإضافة لمتحف معرة النعمان وثكنة إبراهيم باشا في قلعة حلب.

وأضاف: «هناك أفكار متعددة لتطوير التعاون الثقافي وفكرة لإقامة ليلة ثقافية عمانية في سورية قريباً وتبادل محاضرين وإقامة معارض فنون تشكيلية وتصوير ضوئي».

وإضافة إلى مشوح وشعبان ومصطفى حضر الحفل وزراء شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام، والتعليم العالي بسام إبراهيم، والتربية دارم طباع، والصناعة زياد صباغ، وكبار مديري إدارات وزارة الخارجية، وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية والأممية العاملة في دمشق، وفعاليات ثقافية واقتصادية وإعلامية وعدد من الفنانين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن