الخبر الرئيسي

الغارات شملت أرياف حلب والرقة والحسكة ولا مؤشرات عن عملية برية … عدوان جوي تركي يستهدف الشمال واستشهاد عدد من العسكريين

| حلب - خالد زنكلو - دمشق - الوطن - وكالات

فيما يبدو أنه حصل بضوء أخضر أميركي لكسب ود الإدارة في أنقرة، نفذ الاحتلال التركي فجر أمس عدوانا جويا عنيفا على مناطق آمنة ونقاط عسكرية في أرياف حلب والحسكة والرقة، أدى إلى ارتقاء عدد من العسكريين شهداء ومقتل مسلحين من ميليشيات «قوات سورية الديمقرطية– قسد» متذرعاً بما جرى مؤخراً في اسطنبول واتهام الإدارة التركية «حزب العمال الكردستاني- PKK» وميليشيات «قسد» بالوقوف خلف التفجير الذي جرى فيها، الأمر الذي نفاه الطرفان.

وعمد الاحتلال التركي فجر أمس عبر عشرات الطائرات الحربية والمسيرة، وفي عملية عسكرية أطلق عليها «مخلب السيف»، إلى تنفيذ عشرات الغارات الجوية، هي الأعنف والأوسع من نوعها منذ احتلاله تل أبيض ورأس العين في محافظتي الرقة والحسكة في تشرين الأول ٢٠١٩، وطالت مناطق واسعة شمال وشمال شرق سورية.

وبينت مصادر محلية في شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»، أن ضربات جوية مكثفة من طائرات حربية ومسيرة للاحتلال التركي دكت بعد منتصف ليل أول من أمس العديد من المواقع العسكرية التابعة لـ«قسد» في مناطق محددة شملت ريفي مدينتي المالكية والدرباسية بريف الحسكة الشمالي الغربي، مروراً بريف تل أبيض شمال الرقة، ووصولاً إلى ريف حلب الشمالي ومدينة عين العرب شمال شرق حلب.

وذكرت، أن جميع المناطق المستهدفة بالقصف تابعة لـ«قسد» في عملية خططت لها إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أيار الماضي ولم يسمح الظرف الإقليمي والدولي له بتنفيذها.

وأشارت إلى أن الطائرات الحربية نفذت ١٤ غارة جوية باتجاه بلدات مرعناز ومنغ وعين دقنة وتل رفعت في ريف حلب الشمالي، إلى جانب الأحياء السكنية في مدينة عين العرب بريف المحافظة الشمالي الشرقي، الأمر الذي تسبب بحالة من الذعر في صفوف السكان مع سقوط شهداء وجرحى من المدنيين.

وأوضحت، أن الغارات امتدت بالتزامن مع الغارات السابقة، إلى مقرات لـ«قسد» في صوامع خفية سالم غرب مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي وجبل كراتشوك بجوار مدينة المالكية، عدا عن صوامع ظهر العرب في محيط الدرباسية شمال الحسكة، وخلفت دماراً كبيراً.

وأعلن مصدر عسكري سوري، حسب وكالة «سانا»، أن «عدداً من العسكريين ارتقوا شهداء نتيجة الاعتداءات التركية على الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي وريف الحسكة فجر (أمس) الأحد»، في حين أشارت الوكالة إلى أن طيران الاحتلال التركي استهدف عدداً من المواقع جنوب غرب الدرباسية ومحيط المالكية وقرية تل حرمل شمال بلدة أبو راسين بريف الحسكة الشمالي، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وأضرار مادية كبيرة في المنازل.

المصادر المحلية ذكرت لـ«الوطن»، أن القصف الجوي العنيف لم يترافق بحشود لجيش الاحتلال على خطوط تماس الجبهات، ولا حتى حشود لمرتزقته كما حدث في عملياته العدوانية السابقة.

متزعم «قسد» مظلوم عبدي ندد بالقصف التركي، ووصفه بـالعدواني الهمجي، وقال في تغريدة على «تويتر»: إن «القصف على مناطقنا الآمنة يهدّد المنطقة برمّتها» وهو «ليس لمصلحة أي طرف»، مضيفاً: «نبذل جهودنا كي لا تحدث فاجعة كبرى، ولكن إن صارت الحرب، سيتأثّر الجميع بنتائجها».

كما توعدت «قسد» في بيان حسب وكالة «نورث برس» الكردية بالرد على الهجمات التركية «بشكل قوي ومؤثر، في المكان والزمان المناسبين»، في حين ذكرت وكالة «هاوار» الكردية، أن الغارات تسببت بتدمير مشفى كورونا بالكامل على سفح جبل مشنتور غرب عين العرب.

ومساء أمس تحدث موقع «الميادين نت» عن تجدد القصف التركي عبر سلسلة غارات شنها الطيران الحربي التركي على قرى بريفي حلب والرقة الشماليين.

ونقل الموقع عن وسائل إعلام تركية، إعلانها إصابة جندي تركي وشرطيين اثنين جراء قصف استهدف معبراً حدودياً في محافظة كلس على الحدود السورية، كما استهدفت صواريخ القاعدة التركية قرب معبر باب السلامة داخل الأراضي التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن