سورية

«رايتس ووتش»: 89 بالمئة من أطفال الدواعش العائدين من مخيمات «قسد» يندمجون بمجتمعاتهم

| وكالات

أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية، أن معظم أطفال عائلات مسلحي تنظيم داعش الإرهابي العائدين إلى بلدانهم الأصلية من المخيمات التي تحتجزهم فيها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ومنها «مخيم الهول»، يندمجون في مجتمعاتهم بشكل جيد، في حين أكد العراق تدميره 4 أنفاق سرية يختبئ فيها دواعش بينهم متزعمون بارزون في التنظيم من الجنسية سورية.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن المنظمة قولها في تقرير بعنوان «ابني مثل باقي الأطفال»: إن أغلبية أطفال «الجهاديين» (أطفال الدواعش) يندمجون بشكل جيد بمجرد عودتهم إلى وطنهم، ويتواصلون اجتماعياً مثل بقية الأطفال في سنّهم.
وأوضحت المنظمة غير الحكومية، أنها أجرت مقابلات مع أقارب وأولياء أمور وأختصاصيين اجتماعيين ومعلّمين لنحو مئة طفل تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاماً، جميعهم عادوا من المنطقة العراقية-السورية بين عامي 2019 و2022، إلى بلدان ألمانيا وفرنسا وكازاخستان وأوزبكستان وهولندا وبريطانيا والسويد.
وحسب المنظمة، تبيّن أن 89 بالمئة ممّن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الطفل يتكيّف «بشكل جيد جداً» أو «جيد إلى حد ما»، على الرغم من الأشهر التي قضاها تحت سيطرة تنظيم داعش أو في مخيّمات «الرعب» للنازحين في شمال شرق سورية التي تديرها ميليشيات «قسد»، مشيرة إلى أن أربعة بالمئة فقط من الأطفال يواجهون صعوبات.
وذكر الاستطلاع أن 73 بالمئة من الأشخاص الذي أجريت معهم مقابلات أكدوا أن أداء الطفل «جيّد جداً» أو «جيد إلى حد ما» في الصف، رغم ضعف الوصول إلى التعليم أثناء أسره.
ومنذ العام 2019، عاد أكثر من 1500 طفل إلى وطنهم وفق «رايتس ووتش»، مضيفة: إن الدنمارك وروسيا والولايات المتحدة أعادت من بين دول أخرى، معظم مواطنيها، على عكس دول مثل أستراليا أو فرنسا أو هولندا.
لكن المنظمة أشارت إلى أن التعامل مع هؤلاء يختلف بين دولة وأخرى، فبينما يبقى الأطفال مع أمّهاتهم في أوزبكستان، يجري فصلهم فوراً في بلجيكا وفرنسا وهولندا، حيث تُعتقل الأم أو يجري توجيه اتهام إليها بسبب الأعمال المرتبطة بتنظيم داعش، موضحة أن الانفصال عن الأم «يزيد الصدمة» ويجب تجنّبه، مفضّلة «بدائل غير احتجازية»، وأكدت المنظمة أن فترات التأخير الطويلة قبل نقل الطفل إلى أسرة موسّعة يمكن أن «تقوّض استقرار (الطفل) على المدى الطويل».
وبينما يُحتجز نحو 56 ألف شخص في مخيّمي «الهول» شرق الحسكة و«الربيع» بريف مدينة المالكية اللذين تديرهما «قسد» حيث يتفشّى العنف والحرمان، قالت «رايتس ووتش»: إن «هناك زوجات وأطفالاً محبوسون «بشكل تعسّفي» لرجال يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش».
وأشارت إلى أن من بين المتحتجزين أكثر من 18 ألف شخص يتحدّرون من سورية، ونحو 28 ألفاً من العراق وأكثر من 10 آلاف من نحو 60 دولة أخرى. وحسب المنظمة، فإن أكثر من 60 بالمئة من هؤلاء هم من الأطفال، وأغلبيتهم العظمى دون سن 18 ويعانون «انخفاض حرارة الجسم وسوء التغذية وأمراضاً يمكن الوقاية منها».
كذلك، يواجه هؤلاء «مخاطر متزايدة من التجنيد والتطرّف والاتجار»، حسبما «رايتس ووتش» التي حثّت الدول التي ينتمون إليها على إعادتهم إلى وطنهم.
جاء ذلك بينما، قال مصدر أمني في محافظة الأنبار العراقية القريبة من الحدود مع سورية أمس، في تصريح نقلته وكالة «المعلومة»: إن «قوة أمنية من الحشد الشعبي (العراقي) اقتحمت مناطق صحراء قضاء راوه غرب الأنبار، على خلفية ورود معلومات استخبارية أفادت بفرار عدد من مسلحي داعش من صحراء أقضية الرطبة وحديثة والقائم واختبائهم داخل أنفاق سرية في المناطق المستهدفة».
وأوضح المصدر أن «القوة دمرت 4 أنفاق سرية في حين تحاصر بقية الأنفاق تمهيداً لاقتحامها»، مؤكداً أن من بين المحاصرين متزعمين بارزين في تنظيم داعش من الجنسية السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن