سورية

الاحتلال التركي يواصل عدوانه الجوي وقصفه المدفعي ويلمّح لغزو بري … تعزيزات ضخمة للجيش إلى خطوط التماس في عين عيسى

| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق– الوطن– وكالات

أرسل الجيش العربي السوري أمس «تعزيزات عسكرية ضخمة» إلى نقاط التماس مع الاحتلال التركي في مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، تزامناً مع مواصلة الاحتلال عدوانه الجوي وقصفه المدفعي على الأراضي السورية لليوم الثاني على التوالي، ضمن عدوانه الذي أطلق عليه اسم «المخلب- السيف»، في وقت هدد فيه رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان بغزو بري بعد اقتصار اليوم الأول من العدوان على الضربات الجوية، وذلك عشية انعقاد الاجتماع الدولي التاسع عشر بصيغة أستانا بشأن سورية.

وفي التفاصيل، فقد أرسل الجيش العربي السوري أمس تعزيزات عسكرية إلى مدينة عيسى بريف الرقة، حيث تسيطر «قوات سورية الديمقراطية– قسد»، وفق ما نقلت مصادر إعلامية معارضة عن مصادر محلية، ذكرت أن التعزيزات شملت رتلاً عسكرياً من «الفرقة 17» تحرك من منطقة تل السمن نحو عين عيسى.

وحسب المصادر الإعلامية والمحلية، فإن الرتل يتألف من 5 دبابات و5 عربات مدرعة و3 سيارت عسكرية تحمل رشاشات من نوع شيلكا و10 سيارات تحمل عناصر وذخيرة وطعاماً، موضحة أن حسابات على موقع الـ«فيسبوك» مقربة من «قسد» أكدت هذه المعلومات ووصفت التعزيزات بالضخمة، وقالت إنها تتجه لنقاط التماس في عين عيسى مع جيش الاحتلال التركي.

جاء ذلك في وقت أفادت فيه مصادر محلية في شمال وشمال شرق سورية لـ«الوطن»، بأن جيش الاحتلال التركي استمر أمس بقصفه المدفعي لأهداف تابعة لـ«قسد» في أرياف حلب والحسكة وبوتيرة أقل من اليوم السابق.

وبينت أن مدفعية الاحتلال قصفت بشكل مكثف بلدة قبور القراجنة، بريف تل تمر الشمالي شمال غرب الحسكة، وألحقت خسائر فادحة في ممتلكات السكان دون التأكد من وقوع خسائر بشرية، وذلك بعد يوم من تعرض بلدتي تل اللبن والكوزلية غرب تل تمر لقصف جوي أدى إلى ارتقاء شهداء.

كما طال القصف لليوم الثاني على التوالي، بلدات البيلونية والمالكية وكفر أنطون والشيخ عيسى بريف حلب الشمالي، الأمر الذي أدى إلى هجرة من تبقى من أهالي البلدات إلى مدينة تل رفعت ومحيطها جنوبا، وفق قول المصادر.

وأشارت المصادر إلى أن بلدة زور مغار بريف عين العرب شمال شرق حلب تعرضت لقصف واسع من الاحتلال التركي من داخل الأراضي التركية، بعد يوم دام بالطائرات الحربية لأحياء مدينة عين العرب وأريافها أول من أمس وبتصعيد غير مسبوق منذ احتلال منطقتي تل أبيض ورأس العين شمال شرق البلاد في تشرين الأول ٢٠١٩.

بدورها ذكرت قناة «الميادين» على «تلغرام»، أن قوات الاحتلال التركية نفذت غارات جوية على قرى غرب مدينة عين عرب، ونقلت عن وسائل إعلام تركية، أن المقاتلات التركية استهدفت مقراً أقامته قوات الاحتلال الأميركية لتدريب عناصر من «حزب العمال الكردستاني – PKK» في الحسكة.

في المقابل، أطلقت «قسد» من مناطق تمركز مسلحيها غرب مدينة عين العرب ٥ صواريخ باتجاه بلدة قرقميش التركية المتاخمة لمدينة جرابلس، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة ٦ آخرين، وفق وسائل إعلام تركية.

وذكرت مصادر أهلية في مدينة جرابلس لـ«الوطن»، أن الكهرباء قطعت عن المدينة وعن قرقميش جراء سقوط أحد الصواريخ داخل محطة تحويل الكهرباء في الأخيرة، إذ احترقت شاحنات عدة داخل المحطة وحدثت انفجارات متتالية فيها.

وبرز أمس تصريح لأردوغان ذكر فيه أن عملية «المخلب- السيف»، «غير محدودة قطعا بضربات جوية، وقد يتم استخدام القوات البرية بالحجم المطلوب بعد التشاور وقت الحاجة». وأشار إلى أن إدارته «لا تنتظر الإذن من أحد وعلى الولايات المتحدة أن تعرفنا جيداً بعد الآن»، بعد أن أشار إلى أن السلطات الأمنية التركية «تقرر وتتخذ خطواتها»!

في الأثناء، أوضح مصدر ميداني في ريف حلب الغربي لـ«الوطن»، أن الإدارة التركية أوعزت إلى مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، الذي يتخذ مما تسمى «هيئة تحرير الشام» المدرجة على قائمة الإرهاب الدولية واجهة له، برفع منسوب التصعيد إلى مستوى غير مسبوق خلال الأشهر المنصرمة في ريف حلب الغربي من خلال استهداف نقاط انتشار الجيش العربي السوري فيه، كما في الفوج ٤٦.

ونوه بأن الجيش العربي السوري رد بالوسائط النارية المناسبة على مصادر النيران في محيط بلدات كفر تعال وكفر نوران وتديا والهباطة ومكلبيس والشيخ سليمان ومحور مدينتي دارة عزة والأتارب، وحقق إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين وقتل وجرح عدد منهم.

وفي ريف إدلب الجنوبي بمنطقة «خفض التصعيد»، صرح مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن وحدات الجيش العربي السوري قتلت وجرحت عدداً من مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «النصرة»، في جبل الزاوية خلال ردها على خروقات وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ مطلع آذار ٢٠٢٠.

وذكر المصدر، أن الجيش دمر عتاداً عسكرياً ثقيلاً ودشم مدفعية لمسلحي «الفتح المبين» في جوار بلدات البارة والكندة والفطيرة وسفوهن وبينين والرويحة في جبل الزاوية وفي محيط بلدتي سان والنيرب بريف إدلب الشرقي قرب طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق «m4».

وفي البادية الشرقية، خاضت وحدات من الجيش اشتباكات ضارية مع خلايا من تنظيم داعش الإرهابي في بادية السخنة بريف حمص الشرقي خلال عملياتها البرية في تمشيط قطاعاتها من الدواعش، أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الدواعش، وذلك وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن»، لفت أيضاً إلى تدمير مفار ومخابئ للتنظيم في التلول الحمر بالبادية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن