رياضة

المانشافت يواجه مقاتلي الساموراي بحذر شديد … اللاروخا يقابل التيكوس ونافاس والشياطين في مواجهة سهلة … أسود الأطلس يجابهون الناري الكرواتي

| خالد عرنوس

وفي اليوم الرابع للمونديال يتواصل الظهور الأول للمنتخبات المشاركة في النسخة الثانية والعشرين لنهائيات كأس العالم وهاهم المرشحون يستهلون مشاركتهم في المونديال القطري بمواجهات سهلة على الورق بانتظار ما ستكشفه الفرق الصغيرة من أوراقها وربما مفاجآتها، ونشهد اليوم مباراتي الجولة الأولى للمجموعة الخامسة التي تضم بطلين للعالم، الأول هو المانشافت الساعي لتحسين صورته المشوهة منذ تتويجه بلقبه الرابع عام 2014 وسيواجه منتخب اليابان للمرة الأولى في الرابعة عصراً في استاد خليفة الدولي، والثاني هو اللاروخا الإسباني حامل لقب 2010 ويواجه منتخب كوستاريكا العائد إلى المونديال في السابعة مساءً على ملعب الثمامة، وفي المجموعة السادسة يكتمل ظهور الرباعي العربي بخوض منتخب أسود الأطلس المغربي مواجهة قوية أمام الناري الكرواتي وصيف بطل العالم وسط آمال كبيرة بالمنافسة على إحدى بطاقتي الدور الثاني والمباراة في الواحدة ظهراً ومسرحها استاد البيت، وفي المجموعة ذاتها يلتقي شياطين بلجيكا الحمر مع نظيره الكندي في واحدة من المباريات السهلة نظرياً وموعدها العاشرة مساءً في استاد أحمد بن علي.

المانشافت على المحك

منذ تتويجه بطلاً للعالم عام 2014 عاش المانشافت الألماني أياماً سوداء خاصة عقب فوزه بكأس القارات عام 2017 والذي اعتبر مشاركة ثانوية بالصف الثاني وإذا اعتبرنا أن بلوغ فريق المدرب لوف نصف نهائي يورو 2016 منطقياً فإن السقوط من الدور الأول في مونديال 2018 كان تاريخياً ومؤشراً على فترة ركود للكرة الألمانية، وتأكد هذا الكلام عقب السقوط من الدور الثاني ليورو 2021 ليدخل المونديال القطري بأقل نسبة ترشيحات للفوز باللقب العالمي في تاريخ المانشافت منذ حلوله وصيفاً لبطل العالم عام 1966، فالفريق الذي تلقى هزيمته الثالثة فقط في تاريخ مشاركاته أمام فريق يدعى مقدونيا قبل عام ونصف العام والفريق الذي يسقط بالستة أمام المنتخب الإسباني قبل عامين لا شك أنه لن يكون مؤهلاً نظرياً للمنافسة على اللقب العالمي.

إدارة الكرة في ألمانيا حاولت لملمة أوراقها وعينت المدرب هانز ديتر فليك رئيساً للجهاز الفني خلفاً ليواكيم لوف بعد نجاح الأول بقيادة بايرن ميونيخ إلى التتويج بستة ألقاب كاملة خلال موسم واحد، ولا يعد فليك غريباً عن المانشافت ذلك أنه كان مساعداً للوف عندما فاز بالمونديال 2014 وقد سجل حتى الآن نتائج جيدة لكنه خسر على أرضه أمام المنتخب المجري في حزيران الماضي بدوري الأمم ليثير الشكوك حول مقدرته على المنافسة في المونديال بمواجهة كبار الكرة العالمية إلا أن البطولة ربما تكون محطة انطلاق جديدة لواحد من أفضل منتخباتها تاريخياً، ويبدأ المانشافت رحلته في قطر أمام منتخب اليابان وما زالت ذكرى الخسارة التاريخية من كوريا في المونديال الماضي ماثلة للأذهان إلا أن الألمان يعولون على سجلهم التاريخي أمام المنتخبات الآسيوية.

وأبقى فليك على مانويل نوير وتوماس مولر وهما الوحيدان الحاضران في نهائي 2014 قبل أن يستدعي ماريو غوتزه صاحب هدف التتويج يومها وأدخل بعض العناصر الشابة إلى الفريق كالصاعدين جمال موسيالا ويوسف موكوكو وكريم أديمي وأرميل كوتشاب إضافة إلى بعض الأسماء المجربة أمثال: ليروي ساني وسيرج غنابري وإلكاي غندوغان وجوشوا كيميش وأنتونيو روديغير ونيكلاس سوله وسواهم، يذكر أن المانشافت لم يخسر في مباراة افتتاحية سوى مرة واحدة خلال 19 مشاركة.

على الضفة المقابلة تنازل منتخب الساموراي عن الزعامة الآسيوية بخسارته نهائي 2019 لكنه مازال أحد الممثلين الدائمين للقارة في المونديال ولم يعد يقبل بأدوار ثانوية وخاصة بعدما تجاوز الدور الأول للمرة الثالثة في 2018 ويومها خسر بطريقة مثيرة أمام بلجيكا، وعليه يدخل مقاتلو الساموراي النسخة الحالية بأحلام كبيرة على الرغم من صعوبة المهمة نظرياً وخاصة بوجودهم مع الألمان والإسبان لكنه يأمل بالإيقاع بأحدهما ومن ثم خطف بطاقة ثمن النهائي، ويعول المدرب هاجيمي مورياسو على تشكيلة واسعة من المحترفين خارج البلاد حيث ضم 21 محترفاً ومنهم 8 لاعبين ينشطون في الدوري الألماني وهم كامادا وتاناكا ويوشيدا وهيروكي إتو وإيندو وريتسو دوان وإيتاكورا وتاكومو أسانو ولا ننسى تاكيفوسا كوبو لاعب سوسيداد وتومياسو لاعب آرسنال.

مغطس اللاروخا

بدوره استطاع اللاروخا استعادة بعض من صورته الناصعة في الآونة الأخيرة عقب حقبة مماثلة للمانشافت، وذلك منذ سقوطه المريع في مونديال 2014 إلا أنه لم يحقق المأمول وخاصة في يورو 2021 وقبله بدوري الأمم، ومع هذا فإن المأمول من لويس إنريكه ولاعبيه أن يبلغوا مرحلة مهمة في المونديال ولمَ لا يكون اللقب الثاني، ولطالما عانى ابن خيخون والمحسوب على فريق برشلونة رغم أنه لعب في ريال مدريد من انتقادات وسائل الإعلام طوال فترة عمله مع المنتخب بسبب خياراته التي لا تنال رضا الأغلبية، وهاهو بعضها يوجه سهام النقد لإنريكه بعد انتقائه التشكيلة الحالية، ورغم أن الهجوم هدأ مع اقتراب الامتحان إلا أن بعض المراقبين يخشون من المجموعة المفخخة التي وقع فيها وأولها موقعة التيكوس الكوستاريكي الذي خرج من الدور الأول لمونديال، روسيا إلا أنه قدم نسخة رائعة في 2014 عندما تفوق على ثلاثة من أبطال العالم وما زال بعض رموز ذلك الفريق حاضرين سيخوضون النسخة الحالية.

وعلى رأس هؤلاء الحارس كيلور نافاس الذي يعرفه الإسبان جيداً والقائد العجوز بريان رويز والمهاجم جيويل كامبل واللافت تراجع نسبة اللاعبين المحترفين خارج البلاد، ويعول المدرب لويس فرناندو سواريز والذي كان وراء التأهل على الكثير من المحليين ومنهم المهاجم المخضرم يوهان فينيغاس والشاب أنتوني كونتريرس ولاعب الوسط أغويليرا، وبالعودة إلى تشكيلة «لافوريا روخا» نجد أن المدرب يحاول الاعتماد على العناصر الشابة وخاصة في الخطوط الأمامية أمثال بيدري وجافي وأنسو فاتي ونيكو ويليامز وييرمي بينو وفيران توريس طبعاً إلى جانب عناصر الخبرة أمثال بوسكتس وموراتا وسارابيا وكوكي وفي الخلف هناك إيريك غارسيا وكارباخال وألبا وأزبيلكويتا والحارس أوناي سيمون بعدما أبعد دي خيا.

لقاء ناري

ويكتمل عقد المنتخبات العربية اليوم بظهور أول للمنتخب المغربي الملقب بـ«أسود الأطلس» والذي يخوض مباراة نارية أمام الفريق «الناري» الكرواتي وصيف بطل العالم الذي خسر نهائي المونديال الماضي أمام الفرنسي 2/4، ورافق المنتخب المغربي سوء حظ كبير يومها في مشاركته المونديالية الخامسة فخسر مبارياته الثلاث بطريقة دراماتيكية، وعاش الأسود بعدها أياماً جميلة لكن لم يحالفهم التوفيق في أكثر من مناسبة فخرجوا من ثمن نهائي كأس إفريقيا بركلات الترجيح 2019 ثم من ربع نهائي 2022 بعد وقت إضافي وبينهما من ربع نهائي كأس العرب بالترجيح كذلك، إلا أنهم ساروا بثقة في التصفيات المونديالية وسجلوا نتائج مثالية مسجلين حضورهم للمرة الثانية على التوالي لكن هذه المرة بحظوظ عالية وتوقعات بأن يكونوا منافسين مبدئياً على بلوغ الدور الثاني بفضل التشكيلة الواسعة من اللاعبين المتألقين في صفوف الأندية الأوروبية أمثال أشرف حكيمي وحكيم زياش ويوسف النصيري وياسين بونو ورومان سايس وسفيان مرابط وعبد الحميد صبري ونصير مزراوي وجواد اليمق وبدر بانون تحت قيادة المدرب الوطني وليد الرقراقي.

بالمقابل يدخل الفريق الكرواتي البطولة بمعظم العناصر التي كانت حاضرة في إنجاز روسيا 2018 وتحت قيادة المدرب زلاتكو داليتش ذاته لكن مع بعض التراجع بالنتائج ففشل الفريق بثلاث نسخ من دوري الأمم وغادر يورو 2021 من دور الـ16، وما زال لوكا مودريتش وبيرسيتش ولوفرين وكراماريتش وكوفاسيتش وبرزوفيتش وفيدا يمثلون العمود الفقري للفريق الناري المرشح للتأهل إلى ثمن النهائي عن هذه المجموعة.

فرصة أخيرة

قدمت بلجيكا خلال العقد الأخير جيلاً ذهبياً حمل آمالاً عريضة عند كل مناسبة كبرى وقد بلغ معظم أبناء هذا الجيل أواخر مشوارهم الدولي أو أقله على صعيد المسابقات الكبيرة وبالتالي فيعد المونديال الفرصة الأخيرة لهذا الجيل الذي بلغ أفضل إنجازاته بالحلول ثالثاً في المونديال الماضي، ويطمح المدرب روبرتو مارتينيز ونجومه لمحاكاة ذلك الإنجاز مع صعوبة الأمر واقعياً وخاصة مع التراجع في مستوى الأداء والنتائج ولعل الخسارة الودية الأخيرة أمام مصر 1/2 أعطت انطباعاً سيئاً للأنصار الذين يأملون برؤية شياطينهم الحمر على منصات التتويج وخاصة مع وجود دي بروين وكورتوا وهازار وتروسار وتيلمانس وفيتشل ولوكاكو (مشكوك في مشاركته) وأوبيندا وكاراسكو ومونييه وألديرفايلد وفيرتونخين، وقد يكون من حسن حظ الشياطين أنهم يستهلون مشوارهم بمواجهة المنتخب الكندي العائد بعد 36 عاماً ليسجل مشاركته الثانية ويطمح بالخروج بأقل الهزائم، ويبقى القائد أتيبا هيتشنسون أكبر لاعبي المونديال الحالي والعلامة الفارقة في صفوفه إضافة إلى مهاجم ليل الفرنسي جوناثان ديفيد خاصة بعد غياب ألفونسو ديفيز أشهر لاعبيه والمحترف في بايرن ميونيخ للإصابة.

مواجهات على الهامش

– 4 مواجهات خاضها اللاروخا أمام فرق من أميركا الوسطى ففاز على أميركا 3/1 في عام 1950 وعلى المكسيك 1/صفر في 1962 وتعادل مع هندوراس 1/1 في 1982 ثم فاز على الأخير 2/صفر في 2010، في حين لعب منتخب كوستاريكا 12 مباراة مع منتخبات أوروبية (4 انتصارات، 5 تعادلات، 3 هزائم).

– 10 مرات واجه منتخب اليابان منتخبات أوروبية خلال 21 مباراة مونديالية فخسر نصفها وتعادل 3 مرات وسجل فوزين على روسيا 1/صفر في مونديال 2002 وعلى الدانمارك 3/1 في 2010، أما المنتخب الألماني فقد خاض 7 مباريات ضد آسيا ففاز بست منها وخسر واحدة كانت أمام كوريا الجنوبية صفر/2 في المونديال الماضي.

– لعبت بلجيكا 7 مباريات مع ممثلي الكونكاكاف فخسرت من أميركا صفر/3 في 1930 وفازت على السلفادور 3/صفر في 1970 وخسرت من المكسيك صفر/1 في 1970 وفازت على السلفادور 1/صفر في 1982 وخسرت من المكسيك 1/2 في 1986 وتعادلت معه 2/2 في 1998 وفازت على أميركا 2/1 في 2014 وعلى بنما 3/صفر في 2018، أما المنتخب الكندي فقد خسر مبارياته الثلاث أمام الأوروبيين في مونديال 1986 بواقع صفر/1 أمام فرنسا وصفر/2 أمام المجر والاتحاد السوفييتي.

– 12 مباراة من 16 مباراة خاضها المنتخب المغربي كانت أمام منافسين أوروبيين فخسر 5 مرات وتعادل مثلها وفاز على البرتغال 3/1 في 1986 وعلى اسكتلندا 3/صفر في 1998، في حين فاز المنتخب الكرواتي على الكاميرون 4/صفر في المواجهة الوحيدة مع الأفارقة في 2014.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن