سورية

أردوغان هدد بعدوان بري جديد قريباً! … روسيا تحذّر من زعزعة استقرار سورية وأميركا تعارض أي عمل عسكري

| وكالات

بينما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عدوان بري جديد قريباً على الأراضي السورية والعراقية، دعت روسيا «جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطيرة للوضع العام»، على حين اعتبرت أميركا أن تركيا تواجه ما سمته «تهديداً» على حدودها وأن لها «الحق في الدفاع عن نفسها» لكنها أعلنت عن معارضتها لأي «عمل عسكري» تنفذه في شمال سورية والعراق.
وفي معرض تعليقه على اتهامات أردوغان بشأن التزامات روسيا تجاه سورية، أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» ديميتري بيسكوف حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن هناك اختلافاً دقيقاً في المواقف بين روسيا وتركيا.
وأضاف بيسكوف: إن «هناك بعض التفاصيل الدقيقة في النهج، إلا أن طبيعة علاقات الشراكة بين البلدين تسمح بمناقشتها بشكل مفتوح»، وذلك بعدما اتهم أردوغان أول من أمس الجانب الروسي بـ«عدم تنفيذ التزاماته بتطهير المناطق السورية من الميليشيات الكردية بموجب اتفاق سوتشي لعام 2019».
وكالة «أ ف ب» من جهتها، نقلت عن بيسكوف تحذيره الإدارة التركية من «زعزعة الاستقرار» في شمال سورية، حيث يشنّ الأخير عدواناً جوياً على الأراضي السورية استهدف خلاله المناطق الآمنة والنقاط العسكرية بريفي حلب والحسكة ومناطق سيطرة الميليشيات الكردية فيهما.
ونقلت الوكالة عن بيسكوف: «نفهم مخاوف تركيا المرتبطة بأمنها، لكن في الوقت عينه، ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطيرة للوضع العام»، مضيفاً: إن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية ويزيد من تعقيد الوضع الأمني.
بدوره، رد رئيس لجنة المراقبة في مجلس الدوما الروسي أوليغ موروزوف على اتهامات أردوغان، وأكد أن الجانب الروسي ينفذ كل التزاماته في سورية، بما فيها أعمال «تطهير» المناطق السورية من «الوحدات الكردية المسلحة»، حسب «روسيا اليوم».
وقال موروزوف: «ينفذ الجانب الروسي جميع التزاماته بموجب المذكرة ذات الصلة: إن القيام بدوريات في المناطق التي غادرها الأكراد هو مسؤولية مشتركة، وهذا يشمل تركيا وكل الأعمال العسكرية في هذه المناطق إذا لم يتم الاتفاق عليها بشكل متبادل، تعد خطيرة في عواقبها، لأنها تدمر الاتفاق الهش وتقلل من إمكانية التسوية السياسية».
في السياق، اعتبر النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية لمجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف، أن اتهام أردوغان لروسيا بعدم تنفيذ التزاماتها بـ«تطهير» شمال سورية من الميليشيات الكردية، هدفه «تعزيز شعبيته»، وفق «روسيا اليوم».
وأضاف: «أعتقد أن أردوغان في وضع صعب، الانتخابات (الرئاسية) العام المقبل ولذلك نراه يحتاج إلى تحقيق انتصارات في الحرب»، مؤكداً أنه لم يسمع سابقاً بضرورة قيام روسيا بتطهير أي مناطق من الميليشيات الكردية. وقال «نحن نحارب الإرهابيين، وأردوغان يقاتل الأكراد».
وأشار إلى أن الإدارة التركية لم تفِ بوعودها بشأن إدلب ولم تطهرها من وجود الإرهابيين، معتبراً أنه لن تتجاوز الأمور مجال التصريحات من جانب أردوغان ولن تذهب أبعد من ذلك.
في المقابل، هدد أردوغان في كلمة له خلال افتتاح مشاريع في ولاية أرتفين شرق تركيا بشن عدوان بري جديد على شمال سورية والعراق حسب «روسيا اليوم».
وقال: إننا «في أقرب وقت ممكن، سندخل بدباباتنا مع أصدقائنا لتدمير مقرات الإرهابيين، وستقتلع دباباتنا وجنودنا جذور الإرهابيين».
من جانبه، أعلن وزير الدفاع خلوصي أكار في كلمة خلال مشاركته في جلسة بالبرلمان لمناقشة موازنة وزارة الدفاع لعام 2023، حسب وكالة «الأناضول»، عن مقتل 3 آلاف و858 «إرهابياً» (مسلحاً من الميليشيات الكردية التي تعتبرها بلاده منظمات إرهابية) داخل تركيا وشمال سورية والعراق منذ مطلع العام الحالي.
وقال: إن قوات بلاده «تمكنت من تحييد 36 ألفاً و854 إرهابياً منذ 24 تموز 2015».
في غضون ذلك، بدا واضحاً التخبط في تصريحات أميركا بشأن تصعيد العدوان التركي على الأراضي السورية والعراقية، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، أمس في تصريح نقله موقع «روسيا اليوم»: إن «تركيا تواجه تهديداً على حدودها الجنوبية ولها الحق في الدفاع عن نفسها»، بعدما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس في بيان خطي، أن واشنطن تؤكد ضرورة «وقف التصعيد بسورية»، وتعارض العمل العسكري غير المنسق في العراق على خلفية العدوان الجوي الذي شنه النظام التركي على الأراضي السورية والعراقية فجر الأحد تحت مسمى عملية «المخلب السيف».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع «البنتاغون»، في تعليق على العدوان الجوي التركي: إن بلاده مستمرة في «معارضة أي عمل عسكري من شأنه زعزعة الاستقرار في سورية أو انتهاك سيادة العراق عبر عمليات عسكرية غير منسقة مع الحكومة العراقية»، وذلك حسبما ذكر موقع قناة «الميادين».
وأضاف المتحدث: «تلك الأعمال تهدد أهدافنا المشتركة، من ضمنها استمرار القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي وضمان عدم نهوض المجموعة مجدداً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن