سورية

أنباء بأن «العدالة والتنمية» طلب من أعضائه حذف كل ما كتبوه عن القيادة السورية على صفحاتهم … حليف لأردوغان يؤيد التقارب مع دمشق: تربطنا علاقات تاريخية قوية

| وكالات

عادت تصريحات المسؤولين الأتراك حول نية التقارب مع دمشق إلى الواجهة مجدداً، إذ جدد زعيم «حزب الحركة القومية» دولت بهتشلي الحليف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأييده الانفتاح على دمشق، متحدثاً عن علاقات «تاريخية» قوية بين البلدين، وذلك على الرغم من العدوان الجوي المتواصل الذي يشنه الاحتلال التركي على الأراضي السورية.
وفي تصريحات نشرتها وسائل إعلام مقربة من الحكومة التركية أمس قال بهتشلي: «الاتصال الذي أقامه رئيسنا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قطر اتصال صحيح، وبرأينا يجب إعادته»، مضيفاً: «ليس ذلك فحسب، بل يجب فتح لقاء مع رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد، وتشكيل إرادة مشتركة ضد المنظمات الإرهابية»، وذلك وفق ما نقلت قناة «الحرة».
وأوضح أنه «من المعروف أن تركيا تربطها علاقات تاريخية قوية مع مصر وسورية والعراق، كما تتماشى حوارات بلادنا البناءة والإيجابية والنامية والصادقة مع جيرانها مع أهداف عام 2023».
وقبل يومين صافح أردوغان السيسي على هامش افتتاح مونديال كأس العالم في العاصمة القطرية الدوحة، في أول لقاء بينهما منذ سنوات طويلة.
ومنذ أشهر مضت، ردد مسؤولون أتراك تصريحات حول التقارب مع دمشق وتدرجت من مسؤولين عدة وصولاً إلى أردوغان.
وتأتي تصريحات بهتشلي بالتزامن مع إطلاق الإدارة في أنقرة عدواناً جوياً في شمال سورية والعراق، بذريعة تفجير إسطنبول الذي وقع بداية الأسبوع الماضي واتهمت «حزب العمال الكردستاني «PKK» وما يسمى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة ذراعاً للحزب في سورية بالوقوف وراءه.
وسبق أن كشف زعيم «الحركة القومية» أن حزبه يدعم السياسة الخارجية التركية حيال سورية، وفق ما أعلن عنه وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، في آب الماضي.
وحينها شدد بهتشلي، على أن «رفع تركيا مستوى الحوار السياسي مع سورية، وضمن إطار التعاون المشترك من أجل مكافحة الإرهاب في كل مكان، يستحق أن يكون ضمن الأجندة الأساسية في الأيام المقبلة، ويستحق أن يتم التعامل معه بجدية».
وقال: «نأمل ونتمنى بصدق أن يسيطر التطبيع على علاقاتنا مع دول الجوار بحلول عام 2023، حيث تقول الجغرافيا الواسعة التي نعيش عليها إن الخيار الوحيد للحياة فيها هو التعانق وليس الاقتتال».
وتحتل تركيا مساحات واسعة من الأراضي شمال سورية وترعى مرتزقة إرهابيين وتدعمهم بالمال والسلاح في المناطق التي تحتلها، ورغم حديث الإدارة في أنقرة عن نيتها في التقارب مع دمشق تواصل سياسية التتريك والتغيير الديميغرافي في المناطق المحتلة.
بموازاة ذلك، أعلن نائب زعيم حزب «السعادة» التركي بولنت كايا، عن توجيهات من «حزب العدالة والتنمية» الحاكم لأعضائه بحذف المنشورات في الصفحات ضد القيادة السورية، وذلك حسب ما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن صحيفة «غازيت» التركية.
ونقلت «غازيت» عن كايا قوله: إن «حزب العدالة والتنمية» طلب من أعضائه حذف كل ما كتبوه عن الرئيس بشار الأسد على صفحاتهم في الإنترنت».
وذكر «العدالة والتنمية» في هذه التوجيهات، وفق الصحيفة، أنه نظراً لاحتمال حدوث لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس بشار الأسد، ولكي لا يكون الحزب وأعضاؤه في وضع صعب، يجب مراجعة جميع الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وحذف كل ما يتعلق بالرئيس الأسد.
ومطلع أيلول الماضي، كشفت مصادر مقربة من الحكومة التركية، أن أوامر صدرت عن رئاسة الحكومة لمسؤوليها بالامتناع عن التصريحات حول مجريات وتطورات المصالحة مع سورية، سوى للضرورة القصوى وبالرجوع إليها، بهدف إبعاد ملف تقارب أنقرة مع دمشق عن «التجاذبات الإعلامية».
وفي تصريحات لـ«الوطن»، بينت تلك المصادر، أن سبب إيعاز الحكومة التركية بمجافاة التصريحات ووسائل الإعلام بما يخص استدارة إدارة أردوغان للانفتاح على القيادة السورية، مرده إلى حساسية الموضوع بالنسبة للرأي العام، ما لم يتم إحراز تقدم حقيقي فيه يصب في مصلحة البلدين ويخدم أجندة أردوغان الداخلية على صعيد كسب أصوات انتخابية على حساب المعارضة التي تستخدم تردي الأوضاع الاقتصادية ومشكلة اللاجئين السوريين ورقة انتخابية ضده في انتخابات حزيران 2023.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن