سورية

رئيس وزراء بيلاروس يبدأ زيارة إلى سورية والتوقيع على ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم … عرنوس: حريصون على تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي .. غولوفتشينكو: العلاقات عميقة وواثقون بأنها ستشهد نمواً كبيراً في المرحلة المقبلة

| منذر عيد

بدأ رئيس وزراء بيلاروس رومان غولوفتشينكو على رأس وفد اقتصادي، أمس، زيارة رسمية إلى سورية لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وتم في يومها الأول توقيع ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات التبادل التجاري والتربية والإسكان والنقل والصناعة والجمارك.

وعقدت في مبنى رئاسة مجلس الوزراء جلسة مباحثات رسمية موسعة بين سورية وبيلاروس برئاسة رئيسي وزراء البلدين حسين عرنوس وغولوفتشينكو وبحضور وفدي البلدين.

وأكد الجانبان الحرص المشترك على الانتقال بعلاقات التعاون نحو آفاق جديدة وتعزيزها في مختلف القطاعات في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة والتحديات المشتركة التي تواجه البلدين من الإرهاب إلى العقوبات الاقتصادية الجائرة أحادية الجانب، وإيجاد صيغ جديدة لتنمية التعاون في مختلف القطاعات.

وأكد عرنوس في كلمة له أن زيارة الوفد البيلاروسي إلى سورية تشكل نقطة مهمة في مسيرة العمل الثنائي بين البلدين الصديقين وخطوةً مهمةً على صعيد تعزيز أواصر التعاون بينهما وفقاً لتوجيهات رئيسي البلدين السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس ألكسندر لوكاشينكو وبما يصب في مصلحة الشعبين الصديقين.

وأضاف: إن البلدين تجمعهما الكثير من القواسم المشتركة التي ترتكز على القيم والأخلاق والاحترام المتبادل لسيادة الدول وحقوق شعوبها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية من دون تدخلات خارجية، إضافة إلى حق هذه الدول في إدارة مواردها وشؤونها وحماية حدودها السياسية والاقتصادية والجغرافية بما يصب في مصالحها الوطنية ووفق المعايير والقوانين الدولية.

وأكد عرنوس حرص سورية على تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بما يتناسب مع الإمكانات الكبيرة لدى البلدين والحرص المشترك على أفضل تشبيك وتكامل ممكن للطاقات المتوافرة بينهما واستثمارها بما يصب في مصلحة الشعبين الصديقين وعلى النحو الذي يرتقي إلى مستوى العلاقات الراسخة والمتجذرة على الصعيد السياسي، معرباً عن تقديره وشكره للجانب البيلاروسي الصديق على المواقف الداعمة للجمهورية العربية السورية في حربها ضد الإرهاب وداعميه، وكذلك على المساعدات الإنسانية التي قدمها للجانب السوري.

ولفت إلى وجود فرص حقيقية لتعزيز وتعميق التعاون في مجال مقايضة السلع والمواد وتعزيز وتيسير إجراءات التجارة البينية وفي قطاع النقل وكذلك على مستوى القطاع التربوي والقطاعات الأخرى، مبدياً حرص الحكومة السورية على فتح آفاق الاستثمار أمام الشركات البيلاروسية الصديقة للمساهمة في إعادة إعمار سورية مع تقديم كل التسهيلات الممكنة لدخولها إلى السوق السورية.

وبين عرنوس أن قطاع الأعمال يعد شريكاً حيوياً ومهماً في تخطيط وإدارة علاقات التعاون بين البلدين الصديقين ويمتلك القطاع الخاص في كل من سورية وبيلاروس خبرات وقدرات كبيرة، حيث يحظى هذا القطاع بالعناية الحكومية الكاملة لفتح آفاق الاستثمار المشترك سواء من خلال التنسيق المباشر عبر التواصل بين رجال الأعمال أم من خلال الشراكة مع المؤسسات الحكومية في البلدين.

وأشار إلى أهمية موضوع التبادل التجاري بين البلدين وزيادته وتذليل كل العقبات التي قد تعوق وجود منتجات كل بلد في أسواق البلد الآخر، موضحاً أن قطاع الطاقة الكهربائية يعد قطاعاً مربحاً وجاذباً للاستثمارات بعد سلسلة التشريعات الناظمة التي سهلت دخول المستثمر الخاص إلى القطاع ولاسيما قطاع الطاقات المتجددة الشمسية والريحية، داعياً الشركات البيلاروسية الرائدة في مجال الكهرباء إلى دخول السوق السورية بالتشاركية مع الشركات السورية للاستثمار المربح في هذا القطاع.

بدوره، أكد غولوفتشينكو عمق العلاقات بين البلدين والثقة بأنها ستشهد نمواً كبيراً في المرحلة المقبلة، وأن سورية صديق إستراتيجي ومهم بالنسبة لبلاده، معرباً عن اهتمام بيلاروس بتنمية العلاقات الاقتصادية مع سورية، وقال: إن «بيلاروس تقف إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب وهي مستمرة في ذلك ولن يتوقف الدعم المقدم لسورية».

ولفت إلى أهمية تطوير العلاقات وخاصة في المجالين الاقتصادي والمالي، مبيناً أن مجلس وزراء بيلاروس يطبق الخطة الحالية الموجودة لديه فيما يتعلق بالتبادل التجاري بين البلدين فيما ستعمل اللجنة المشتركة البيلاروسية – السورية على تذليل العقبات التي تقف أمام ترجمة ذلك على أرض الواقع.

وأكد رئيس وزراء بيلاروس، أن هناك أموراً جديدة ستحاول بلاده المساعدة فيها خاصة توريد التقنيات إلى سورية وصناعة السيارات والجرارات ومجال البناء وإعادة الإعمار، لافتاً إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها بلاده أمس لسورية وتتضمن مواد طبية وألبسة، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين ستتطور وتسعى بلاده إلى تطويرها بما يخدم مصلحة البلدين الصديقين.

وفي ختام المباحثات الرسمية الموسعة وقعت سورية وبيلاروس ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات التبادل التجاري والتربية والإسكان والنقل والصناعة والجمارك.

وفي إفادة صحفية عقب توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أوضح عرنوس أن بيلاروس دولة صديقة تربطنا بها علاقات وثيقة وتاريخية تستند إلى الاحترام المتبادل والقيم والأخلاق والحرص على العمل المشترك، مضيفاً: إن علاقات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين تشهد نمواً متزايداً، وإن التحديات الراهنة تتطلب المزيد من التنسيق والتعاون المشترك لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين في سعيهما لتحقيق الاستقرار والسلام وتوفير متطلبات التنمية المستدامة في المجالات كافة.

ولفت إلى أنه تم عقد جولة مباحثات عميقة شملت كل أوجه التعاون القائم وتقييم نتائج التنسيق السابق، كما تم وضع عناوين وخطة عمل مستقبلية تضمن التوسع المدروس والموضوعي في أنشطة التعاون المشترك، وتم التأكيد على الحرص المشترك على الانتقال بعلاقات التعاون نحو آفاق جديدة مدفوعة بالإمكانات الكبيرة المتوافرة لدى البلدين الصديقين وعلى الرغبة المشتركة لتوظيف وإدارة هذه الموارد والإمكانات بما يعظم الاستفادة المشتركة منها.

وأوضح عرنوس أنه تم التوصل لتوقيع عدد من صيغ التعاون في مجالات التبادل التجاري والتربية والإسكان والنقل والصناعة والجمارك وغيرها من القطاعات الحيوية التي تزيد من تشبيك اقتصادي البلدين، مشيراً إلى أن المناقشات تناولت تعزيز التعاون في قطاع التنمية الاجتماعية والثقافية والعلمية بهدف الاستفادة من رأس المال البشري الغني لدى البلدين الصديقين، كما تم التأكيد على أن ما تم الاتفاق عليه سيكون محط اهتمام ومتابعة كبيرين حيث نستطيع تلمس نتائجه الإيجابية على البلدين والشعبين الصديقين.

بدوره أوضح غولوفتشينكو أن اللقاء اليوم (أمس الأربعاء) كان على مستوى عالٍ من التفاهم بين الوفدين، حيث وضعنا الخطوات الأولى لتمكين العلاقات الثنائية، وأن البلدين يسيران بالطريق الصحيح وسيتم العمل على تذليل الصعوبات كافة، داعياً المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب سورية لتجاوز العقوبات ومحاربة الإرهاب والحفاظ على السيادة الوطنية.

وأضاف: إن اتفاق التعاون بين البلدين يتيح آفاقاً جديدة لتوطيد العلاقات وتمت مناقشة كل مجالات التعاون ولاسيما في مجال موضوع توفير المواد الزراعية والصناعية البيلاروسية لسورية، وتوصلنا إلى اتفاق عام يساعدنا على تذليل الصعوبات كافة، مؤكداً أن بيلاروس لديها خطة لاستقبال عدد من الأطفال السوريين في العام المقبل ضمن رؤيتها للعمل الإنساني في سورية وتطوير العلاقات الاجتماعية، وأنها ستواصل دعمها لسورية في كل ما يلزم.

وقبل ذلك عقد رئيسا الوزراء جلسة مباحثات ثنائية تم خلالها التأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وضرورة تطويرها وفتح آفاق جديدة أمامها بما يخدم مصلحة الشعبين والبلدين الصديقين وتذليل الصعوبات التي تقف أمامهما بما يسهم في مواجهة التحديات التي تواجههما.

يذكر أنه ولدى وصول رئيس وزراء بيلاروس الذي تستمر زيارته يومين إلى مبنى رئاسة مجلس الوزراء جرت له مراسم استقبال رسمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن