ثقافة وفن

في افتتاح معرض كنوز أثرية مستردة… وزيرة الثقافة: تحية احترام ومحبة للشهداء الذين ارتقوا وهم على رأس عملهم يحمون الآثار والمتاحف

| مايا سلامي - ت: طارق السعدوني

ضمن أيام الثقافة السورية وتحت عنوان «تحية لشهداء المديرية العامة للآثار والمتاحف» افتتحت وزارة الثقافة معرض كنوز أثرية مستردة في المتحف الوطني بدمشق.

وتضمن المعرض الذي قُدم إجلالاً لأرواح 27 شهيداً ارتقوا خلال الحرب الإرهابية دفاعاً عن التراث الثقافي السوري مجموعة من القطع الأثرية المستردة التابعة لعدة فترات تاريخية تنوعت بين الشرق القديم والكلاسيكية والإسلامية كان أبرزها الكنز الفاطمي، والمنحوتات التدمرية، ونصب حجري نادر يعود للألف الأول قبل الميلاد، بالإضافة إلى مجموعة من الأختام الحجرية وقطع رومانية زجاجية وبرونزية.

تحية احترام ومحبة

وفي تصريح للصحفيين أشارت وزيرة الثقافة لبانة مشوّح إلى أن القطع الأثرية المستردة والتي حاول الإرهابيون ولصوص الآثار سرقتها وإخراجها من سورية استردت بمساعدة قوات الأمن ورجال الجيش العربي السوري وسلمت إلى السلطات الأثرية، منوهة إلى أنه هناك الآلاف من القطع الأثرية استردت وبعضها محطم والبعض الآخر يحتاج إلى ترميم وقد أعيد ترميمه.

وأوضحت أن المعرض يجسد تحية احترام ومحبة للعاملين في الآثار وأولهم الشهداء الذين ارتقوا وهم على رأس عملهم يحمون الآثار والمتاحف ويعملون بجد في أصعب الظروف، ولكل من مد يد العون لاسترداد القطع الأثرية ولا سيما عناصر قوى الأمن والجيش العربي السوري.

وقالت: «يضم المعرض آلاف القطع التي تعبر عن حضارات تتالت على هذه الأرض الطيبة من الشرق القديم والرومانية التدمرية والعصر الإسلامي، وكلها كنوز لا تقدر بثمن عادت إلى بيتها وأصولها وهي اليوم في أيدٍ أمينة ».

إنجاز حقيقي

وبين المدير العام للآثار والمتاحف محمد نذير عوض أن المتحف الوطني استقبل أكثر من 35 ألف قطعة أثرية سلمت إلى الجهات الأمنية وكانت في طريقها إلى التهريب أو إلى الاتجار غير المشروع، وأن هذا المعرض يضم جزءاً من هذه القطع لطمأنة السوريين بأنه هناك متابعة حثيثة من الجهات الأمنية والجهات الإدارية والسلطات الأثرية لاستعادة كل القطع الأثرية التي هربت لإعادتها إلى المالك الشرعي.

وقال: «يضم المعرض كنزاً فاطمياً تم استرداده من مدينة دمشق وقطعاً أثرية مهمة جداً تعود للفترة الإسلامية، بالإضافة إلى قطع أثرية تدمرية جنائزية مهمة جداً تمت استعادتها من تدمر، كما تضمن قطعاً رومانية زجاجية وبرونزية وتماثيل ونقوداً من الشرق القديم وأشياء مشغولة بالفخار المزجج لطيور وأشكال أخرى».

وأضاف: «عملية الاسترداد عملية شائكة ومعقدة لأن القطع تعرض في بلدان أخرى ولديها قوانين قد لا تسمح باستعادتها بسهولة ومسألة إثبات أنها قطع أثرية سورية مسألة معقدة للغاية ومتابعتها وإعادتها معقد أيضاً من الناحية القانونية ومكلف جداً، لذلك عندما نتحدث عن خمس أو أربع قطع فهو إنجاز حقيقي».

سياقان كاملان

كما قال مدير تطوير المتاحف فراس دادوخ أن: «هذا المعرض يعنى بتقديم سياقين كاملين هما الاسترداد بالمعنى الفني والتقني وكيفية القيام به، وتحية لأرواح الشهداء العاملين في الآثار والمتاحف الذي قدم الكثير من الشهداء للحفاظ على هذا الموروث وإعادته إلى سياقه الطبيعي».

وأضاف: « جميعنا يعلم أن الكثير من المواقع الأثرية تعرضت للتخريب والسطو والنهب وبجهود المجتمع المحلي والجهات المختصة والعاملين بالآثار تمت إعادة الكثير من هذه الآثار إلى وضعها الطبيعي في العرض المتحفي، وفي داخل المعرض لوحات تعنى بتقديم معلومة الاسترداد للزائرين وكيف يتم إعادة القطعة المتضررة عن طريق مجموعة من العمليات الفنية التي يقوم بها العاملون».

عصور مختلفة

وكشفت أمينة متحف الآثار السورية القديمة ليلى السماك أن هذا المعرض يضم مجموعة من الآثار التي تعود لعصور زمنية مختلفة كعصر البرونز والحديد والعصور الكلاسيكية والإسلامية.

ونوهت إلى أن متحف الآثار السورية القديمة شارك بمجموعة مهمة جداً من القطع التي تمثل العصور السورية القديمة من خلال نصب حجري نادر يعود للألف الأول قبل الميلاد ومجموعة من النقود المعدنية من الفضة والبرونز من الحقبة الفينيقية، بالإضافة إلى مجموعة من الأختام الحجرية المهمة من حيث المشاهد وطريقة الصنع.

وأشارت إلى أن المعرض يضم تماثيل تعود للألف الثالث قبل الميلاد، ومجموعة من النقود الفاطمية تعود للعصور الإسلامية وبعض القطع الخزفية من مباخر وطيور، إلى جانب مجموعة من الآثار الكلاسيكية كالقوارير والأساور والحلي والأسرجة الفخارية والأدوات البرونزية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن