رياضة

لنهتمّ بما لدينا!

| غانم محمد

قبل أن تنطلق منافسات كأس العالم 2022 في قطر والجمهور السوري مشتّتٌ بين عدة انتماءات عالمية، في ظل استمرار عجز منتخبنا الوطني عن الوصول إلى النهائيات العالمية، ولأن النتائج تحدّ من السجال المتشنّج معظم الأحيان، فقد تحوّل الصراع (حرب الكلمات) إلى مواضيع أخرى لها علاقة بالتنظيم، وبـ(ممنوعات قطر)، وتفاصيل أخرى بعيداً عن المستويات الفنية التي تقدمها المنتخبات المشاركة أو النتائج التي تسجّلها!

كثير من المتابعين يتحدثون عن إهدار قطر لـ(250) مليار دولار لتنظيم كأس العالم، واعتبروا الهدر حاصلاً، لأن منتخب قطر سيودع من الدور الأول.. (هكذا كانت معظم الآراء الشامتة)!

لن أكون إلا منطقياً، فالمبالغ التي دفعتها قطر ليست (هدراً) فهي أوجدت (8) ملاعب مونديالية ستكون جاهزة لاستضافة أي حدث رياضي عالمي، ومن لا يقترب من تفاصيل استضافة الأحداث الرياضية القارية والعالمية لا يعرف حجم الربح الذي تحققه، فالمنشآت عند غيرنا تنتج، ولا تُخصص لها ميزانية سنوية للصيانة دون أي إنتاج (مثل عندنا)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لا يقاس نجاح استضافة قطر للبطولة العالمية بنجاح منتخبها فيها، فالفشل هنا فني وليس تنظيمياً أو إعلامياً أو جماهيرياً، والأهمّ من هذا كله، وأنا هنا لا أدافع عن قطر (وليس عيباً أن فعلتُ ذلك)، أستغرب هذا التعامي المقصود عن النجاح التنظيمي، وهذا الانحياز الضمني لـ(المثليين) الذين رفضتهم قطر، أو التعاطف مع الذين مُنعوا من شرب الخمر في المدرجات!

يا جماعة الخير، الحدث رياضي بحتٌ، ومن يره غير ذلك، فهو لا يريد أن يرى مونديالاً، هو يفتّش في التفاصيل عمّا ينتقده.. أتذكر مئات القصص والتقارير عن موضوع حقوق الإنسان في أثناء تشييد ملاعب كأس العالم في قطر، وعشرات التقارير عن رشوة دفعتها قطر من أجل الحصول على حقوق الاستضافة، لكنها قيلت ونُشرت في سياقها، أما الآن فنحن أمام عدد محدد من المباريات التي ننتظرها كل أربع سنوات ولا نريد لأحد أن يغمّسها بالسياسة ولا بالاقتصاد ولا بـ(الوطنيات)، وسنرى مواقفكم عندما ستقام البطولة القادمة في أميركا!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن