اقتصاد

المونديال.. زيادة الإقبال على شراء «البطاريات» والمطاعم تزدحم بالمشجعين

| جلنار العلي

يتحول كل حدث مهما كان نوعه في سورية سواء بقصد أم من دون قصد إلى حدث اقتصادي له إيراداته وأعباؤه المادية أيضاً، وقد ينعش بعض المجالات ويحرّك الأسواق ويصبح مصدر رزق لبعض التجار وأصحاب الأعمال، لكن ارتفاع الأسعار وإلحاح الأولويات الضرورية غيرا العادة خلال المونديال الحالي.

أينما سرتَ تر أعلاماً تتبع للمنتخبات المشاركة على واجهات المقاهي التي يملؤها صخب المشجعين الذين يرتدي معظمهم قمصاناً تدل على المنتخب المفضل، وكذلك الأمر بالنسبة لمحال «البطاريات» التي نشط سوقها بشكل كبير قبل بدء المونديال بأيام قليلة، حيث شهدت إقبالاً كبيراً من الراغبين بمتابعة المباريات في منازلهم ليقاوموا ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة التي تكاد تصل إلى 21 ساعة يومياً في معظم المناطق.

وخلال وجود «الوطن» في بعض المقاهي ضمن العاصمة دمشق لوحظ ازدياد غير معتاد في عدد المرتادين وذلك في أوقات المباريات خلال الأسبوع الأول من المونديال، هذا الأمر اعتبره أحد أصحاب المقاهي المعروفة في دمشق أنه ما زال عادياً وضمن حده الطبيعي، إذ يكثر الزبائن في المباريات المهمة مثل مباراة (الأرجنتين والسعودية) و(ألمانيا واليابان) و(البرازيل وصربيا)، أما باقي المباريات غير المهمة فيكاد يخلو فيها المقهى من زبائنه، وخاصة تلك التي تكون ضمن أوقات الدوام والعمل، متوقعاً وحسب خبرته الطويلة في المجال على حد تعبيره، أن يتضاعف عدد الزبائن خلال مباريات الدور الثاني من المونديال, وأضاف: إن هذا الضغط بالزبائن يشكل خسائر كبيرة لأصحاب المقاهي من جهة ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة التي ترتّب عليهم تشغيل المولدات لتخديم الزبائن وإشغال الشاشات، ومع ذلك لا يستطيعون فرض أجور أعلى لقاء ذلك، معتبراً أن الخسارة هذه تعد أفضل من التوقف عن العمل وإغلاق المقهى بشكل كامل.

من جهته، أشار صاحب مقهى آخر إلى أن حركة الزبائن في هذا العام تكاد تكون شبه معدومة مقارنة بالمونديال السابق، حيث كانت الطاولات تمتلئ بالزبائن والمشجعين، معيداً ذلك إلى أن أقل حساب على الطاولة يصل إلى 20 ألفاً للشخص الواحد في المباراة الواحدة، وهذا ما يشكل عبئاً مالياً على المواطن الذي سيضطر لدفع مبلغ يصل إلى نحو 120 ألف ليرة في حال شاهد مباراتين فقط في الأسبوع، معتبراً أن طقوس المونديال اختلفت وأصبحت أقل حماساً بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة بشكل عام، متابعاً: «لذا فإن المقاهي التي يكثر فيها الزبائن هي المقاهي الشعبية التي تقل أسعارها عن غيرها».

وبالانتقال إلى سوق الكهرباء في المرجة بدمشق، جالت «الوطن» على محال البطاريات حيث أكد أحد التجار أن حركة السوق ازدادت في الأسبوع الأخير قبل المونديال إلى 100% لكون البطارية تعد خياراً أفضل من ارتياد المقاهي بالنسبة لمن يمتلك ثمنها، في حين أشار تاجر آخر إلى أن الحركة كانت في وضعها الطبيعي قبل المونديال ولكنها انخفضت خلال الأسبوع الأول منه لتصل إلى 20% فقط، معتبراً أن هذه المباريات تسببت بجمود في الأسواق سيمتد إلى نحو الشهر.

فيما اعتبر تاجر آخر أن الجمود في الأسواق لا يتعلق بالوضع الاقتصادي للمواطن فحسب وإنما عائد إلى عدم وجود بطاريات في الأسواق بسبب ضعف التوريدات، وقرب انتهاء أعمار البطاريات الموجودة نتيجة تأخر وصولها إلى المحال.

أما المظهر الثالث من مظاهر المونديال، فقد تجلّى في شراء القمصان الرياضية من محال الألبسة، حيث يبدأ سعر القميص من 25 ألف ليرة، وحول ذلك أكد أحد أصحاب المحال في دمشق أن الإقبال على الشراء استمر منذ منتصف الشهر الحالي وما زال مستمراً خلال المباريات في الأسبوع الأول، معتبراً أن هذا الأمر يتعلق بالموضة والتقليد بين الأصدقاء ولالتقاط الصور حتى إن كان الزبون سيشاهد المباراة في منزله.

بائع آخر، أشار إلى أنه كان يبيع قبل بدء المونديال نحو ستة قمصان في اليوم، أما مع بدء المباريات فقد ازداد حجم المبيعات إلى نحو 13 قميصاً في اليوم للذكور والإناث معاً، معتبراً أن المونديال يعتبر موسماً كغيره من المواسم كالأعياد مثلاً، حيث يشتري أصحاب المحال أعلاماً وقمصاناً رياضية لتلبية ما يتطلبه الزبائن، لافتاً إلى أنه لم يختلف حجم المبيعات بالنسبة له مقارنة بالمونديال السابق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن