تزايد نشاط تنظيم داعش الإرهابي داخل «مخيم الهول» وحصلت محاولات فرار مجموعات من الأشخاص من «مخيم الهول»، مع مواصلة الاحتلال التركي عدوانه على الأراضي السورية، وقصفه محيط المخيم الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية-قسد» جنوب شرق الحسكة،.
ونقلت وكالة «نورث برس» الكردية التابعة لـ«قسد» عن «الإدارية» في المخيم جيهان حنان، أن المخيم شهد نشاطاً لخلايا داعش بعد الضربات الجوية التركية التي استهدفت مواقع للمسلحين المسؤولين عن «أمن المخيم»، مشيرة إلى أن المخيم يشهد حالياً هدوءاً نسبياً وذلك عقب إحباط محاولة فرار عدد من عائلات التنظيم.
وحسب مصدر وصفته الوكالة بـ«العسكري»، فإن ميليشيات «قسد»، أحبطت أول من أمس محاولة فرار مجموعة من النساء والقاصرين من القسم الخاص بالأجانب «قطاع المهاجرات» بعد أن تمكنوا من اجتياز السور المحيط بالمخيم، لافتاً إلى أن مسلحي المحارس الخارجية تمكنوا من اعتقال بعضهم، فيما عاد آخرون باتجاه المخيم واختبؤوا في داخله، من دون حدوث أي اشتباكات خلال محاولة الفرار.
والأربعاء الماضي، قصفت طائرة حربية تابعة للاحتلال التركي، ثلاثة مواقع في محيط «مخيم الهول»، أسفرت عن مقتل ثمانية من مسلحي «قسد»، كما أدى القصف التركي إلى حدوث فوضى في المخيم، وتمكن ستة أشخاص من الفرار، ليتمَّ اعتقالهم من جديد.
وعلى خلفية ذلك، علقت المنظمات المحلية والدولية العاملة في المخيم أعمالها، وفق ما أشارت «الإدارية» التي حذرت من أن تتجه الأوضاع للأسوأ في حال حدوث عمليات فرار جماعي من المخيم، وقالت: إن «القوات الأمنية لن تستطيع السيطرة على الوضع حينها».
وذكرت أن أكثر من خمس عشرة منظمة محلية ودولية علقت أنشطتها في «مخيم الهول»، الخميس الماضي على خلفية القصف الجوي التركي الذي استهدف حراسه من مسلحي «قسد».
ويعيد مشهد القصف التركي محيط «مخيم الهول» وما تبعه من تصاعد في نشاط مسلحي داعش ومحاولات الفرار المذكورة إلى الأذهان المسرحية التي افتعلتها قوات الاحتلال الأميركي في العشرين من كانون الثاني الماضي والمتمثلة بهجوم شنه مسلحو التنظيم على سجن الثانوية الصناعية في حي غويران جنوب مدينة الحسكة، ما أدى، حينها، إلى فرار المئات من الدواعش بينهم قياديون.
وسبق أن أكدت العديد من التقارير والوقائع قيام «جمعيات تركية» بدعم من الإدارة التركية بمحاولات تهريب أسر تنظيم داعش من «مخيم الهول» وتقديم مبالغ مالية لهذه الأسر وتسهيلات بهدف الخروج من المخيم، وهو ما يثبت وجود علاقة عضوية بين تنظيم داعش والسلطات التركية التي سهلت خلال السنوات الماضية دخول عشرات آلاف المسلحين الأجانب عبر أراضيها إلى سورية.
وتحتجز «قسد» في مخيماتها شمال شرق البلاد التي يعد «الهول» أبرزها، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، آلافاً من مسلحي تنظيم داعش وأسرهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد إليها إرهابهم، بعدما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.
ويعد«الهول» من أخطر المخيمات في شمال شرق سورية، ويوصف بـ«القنبلة الموقوتة» ويشهد حالات خطف وقتل ضمن قطاعاته.
ويتخوف سكان من أن تنفذ خلايا التنظيم في أي وقت عملية لتهريب عائلات داعش من المخيمات ومسلحيه من السجون، مع تلويح الإدارة التركية بشن عدوان بري جديد على الأراضي السورية.