ألمانيا.. لخفض تدفق اللاجئين.. وهولندا نحو عدد قياسي من طلباتهم
تستمر أوروبا في مواجهة أصعب أزمات السنة الحالية، وهي موجات الهجرة التي تجتاح دولها، والتي عقدت من أجلها العديد من المؤتمرات، واتخذ بصددها الكثير من القرارات المختلفة شكلاً ومضموناً. وأحدث فصول هذه القضية كان في ألمانيا التي سمحت لأكبر موجة لجوء بالدخول إلى أراضيها، حيث وعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس أمام حزبها بخفض تدفق اللاجئين «بشكل ملموس» عبر التحرك على المستوى الأوروبي، رافضة في الوقت نفسه إغلاق الحدود لدواع إنسانية، على حين أعلنت هولندا أنها تتجه إلى تلقي عدد قياسي من طلبات اللجوء في 2015 يعود نصفها تقريباً إلى سوريين.
وقالت ميركل أمام حزبها «الاتحاد المسيحي الديمقراطي» الذي يعقد مؤتمره العام: إنه حتى دولة قوية مثل ألمانيا لن تستطيع على المدى الطويل تحمل ارتفاع أعداد اللاجئين، الذين يتزايدون بشكل يومي. وأضافت: «نريد خفض عدد اللاجئين بشكل ملموس وسنقوم بذلك».
وبعدما كررت شعارها: «سنتمكن من ذلك»، أكدت أن الحل يمر عبر اتفاق من أجل «تضامن أوروبي» وتعزيز الرقابة على الحدود الخارجية لأوروبا وكذلك العمل مع تركيا. وأكدت رفضها وضع سقف لعدد الوافدين إلى ألمانيا، وهو مطلب البعض من داخل حزبها.
كما أكدت المستشارة الألمانية: «لن نصل إلى ذلك عبر عزل أنفسنا، ففي القرن الحادي والعشرين العزلة ليست الحل».
وبعدما تحدثت عن «تحد تاريخي» للاتحاد الأوروبي، قالت: إنها متأكدة من أن أوروبا «ستنجح في هذا الاختبار» رغم بطء التقدم وطول مدة المفاوضات بين الدول الـ28.
من جانب آخر أكدت ميركل أن استقبال اللاجئين في ألمانيا وأوروبا هو واجب، ودافعت عن قرارها نهاية الصيف فتح أبواب ألمانيا أمام المهاجرين، قائلة: «كان ذلك واجباً إنسانياً».
في سياق متصل أعلنت هولندا أنها تتجه إلى تلقي عدد قياسي من طلبات اللجوء في 2015 يعود نحو نصفها إلى سوريين، علماً بأنه تم التقدم بنحو 54 ألف طلب حتى منتصف تشرين الثاني.
وقال مدير دوائر الهجرة الهولندية رينغر فيسر أمس: «هذا العام، نتوقع تسجيل عدد قياسي منذ تم قبول طالبي اللجوء في البلاد» بحسب وكالة فرانس برس.
وأضاف فيسر: «حتى منتصف تشرين الثاني، سجلنا 54 ألف طلب»، على أن تضاف إليها بضعة آلاف من الطلبات في كانون الأول. ومتوسط عدد طلبات اللجوء أسبوعياً هو 1700 للعام 2015، علماً أن عددها الأقصى سجل في بداية الخريف وبلغ 4200 أسبوعياً. ويعود العدد القياسي السابق إلى 1994، وسجلت هولندا آنذاك 52 ألفاً و500 طلب إثر الحروب التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة.
ولكن من الصعوبة بمكان إجراء مقارنة دقيقة مع تلك الفترة بحسب المسؤولين، لأن قانون اللجوء تغير مذاك. ففي 2015 مثلاً، يشمل العدد طالبي اللجوء الذين يحاولون الحصول عليه مرة ثانية بعدما رفضت طلباتهم في بلدان أخرى. ويشكل السوريون نحو نصف طالبي اللجوء الذين سجلوا في هولندا في 2015، وتبلغ نسبتهم 48 بالمئة، يليهم الإريتريون (15 بالمئة) والفلسطينيون (8 بالمئة).
وخلص فيسر إلى أن «التدفق كان أكبر من المتوقع (هذا العام) ونتوقع أعداداً مماثلة في 2016».
أ ف ب