سورية

جنرال أميركي: إظهار القوة العسكرية إستراتيجية فعالة لبوتين.. والتكلفة أكثر من مليار دولار سنوياً

قال الجنرال الأميركي كولونيل جون بارنيت: إن إظهار القوّة العسكرية، ثبت أنه إستراتيجية فعّالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يدرك جيداً أن تمديد العمليّات في سورية سيكبّده تكاليف أكبر، كما أن المتطلّبات اللوجستية لقوّة عسكرية في الخارج قد تدفع موسكو إلى زيادة وقع وجودها في سورية، الذي تقدر تكلفته بحوالي المليار دولار في السنة، ما فسره البعض بأن بوتين جاد بالحسم ضد الإرهابيين.
وفي مقالة نشرها «معهد واشنطن»، ونقلته صفحات على فيسبوك، أكد بارنيت أن الرقم ربما يتضاعف لثلاث مرات، بعد نشر موسكو منظومات «إس 400» التي تستلزم المزيد من المركبات والأفراد، موضحاً أن القوات الجوية الروسية نشرت أكثر من ثلاثين طائرة مقاتلة متطوّرة لشنّ ضربات، ودعم هجمات الجيش العربي السوري البرّية من قاعدة «حميميم» الجوّية بالقرب من اللاذقية، ناقلاً عن تقارير عديدة أن ركيزة رزمة ضربات «جوّ – أرض» تتألّف من عشر إلى اثنتي عشرة طائرة «سوخوي سو 25 إس إم» و«سو 24 إس إم» لكل رزمة، حيث تُعرف الطائرة الأولى بقدرتها الجوّية الداعمة القريبة، على حين تشتهر الطائرة الثانية بمفاعيل قصفها الدقيقة. ورغم قدم هذه الطائرات فهي أكثر سهولة للإصلاح، وقد أثبتت فعاليتها في القتال «جوّ – أرض»، وهي تناسب متطلّبات المهمّة في سورية. وتضيف نحو أربع طائرات «سو 30 إس إم» قدرة «جوّ- جوّ» كبيرة وتساند ضربات دقيقة، وتعمل على الأرجح على مرافقة القاذفات منذ إسقاط تركيا لطائرة روسية من طراز «سوخوي سو-24» في 24 تشرين الثاني، وفقاً لـ«بارنيت» الذي استدرك بالقول: «كما يبدو أن موسكو تختبر أداء مقاتلاتها القاذفة من طراز «سو 34» الأكثر حداثة، وتشير التقارير إلى أن عددها يبلغ ستاً في سورية. وتُعدّ طائرة «سو 34» البديل التالي لـ«سو 24»، وقد بدأ تشغيلها في روسيا خلال العامين الماضيين، وهي تقاتل للمرّة الأولى في سورية، وتتمتّع هذه الطائرة بقدرة «جوّ- جو«بمجال يتعدّى الثلاثين ميلاً وقدرة قصف دقيقة تصل إلى ستّ قنابل «KAB-500» ذكية شبيهة بقنبلة «بايفواي GBU-12» الأميركية الموجّهة بالليزر». وأضاف: إن «طائرة Il-20» الإلكترونية المقاتلة – المراقبة هي في البلاد أيضاً، وتقتضي مهمّتها جمع المعلومات الاستخباراتية، وتشير بعض التقارير إلى أن طائرات روسية دون طيار موجودة في البلاد للهدف نفسه، مثل الطائرة التي أُسقطت فوق تركيا في شهر تشرين الأوّل، وبالإضافة إلى هذه الطائرات الثابتة الأجنحة، تمّ نشر أكثر من عشرين مروحية هجومية «Mi-24» ومروحية قيادة السيطرة والنقل«Mi-8».
واستشهد بارنيت بتقديرات «المعهد الملكي للخدمات المتحدة» في بريطانيا في شهر تشرين الثاني، القائلة: أن ما بين 1200 و1350 هم طاقم من القوّات الجوّية الروسية موجودون حالياً في سورية لدعم العمليّات الجوّية من بينهم طيّارون، وملاحون، ومشرفون، ومراقبون للحركة الجوّية، ومديرو مطارات، ومراقبون للأحوال الجوّية، وضبّاط استخبارات. ومن خلال إضافة الوحدات البحرية والبرّية المعنيّة مباشرة بالحملة العسكرية في سورية، سيزيد هذا العدد ثلاثة أضعاف ليصل إلى نحو 3500 شخص.
وأكد الخبير الأميركي أنه وفقا لمجموعة «آي آيتش أس جاينز» في تشرين الأوّل، أن الجهد الحربي بكامله سيكلّف روسيا نحو مليار دولار في السنة، هذا باستثناء خسائر الطائرات المحتملة، كما أن موسكو قد نشرت أصولاً إضافية للدفاع ضدّ الصواريخ منذ تقرير «جاينز»، بما في ذلك أنظمة «S-400» التي تستلزم المزيد من المركبات والأفراد.
وقارن الكاتب هذا الرقم مع ميزانية الكرملين الدفاعية الإجمالية لعام 2015 التي قدّرتها صحيفة «موسكو تايمز» بـ50 مليار دولار (3.1 تريليون روبل)، وأوضح أن كلفة العمليات في سورية لا تبدو هائلة.
وأضاف الجنرال الأميركي: إن عدّة مصادر أشارت إلى أن موسكو قد تنشر خمسين طائرة مقاتلة أخرى أو أكثر في سورية في المستقبل القريب، مؤكداً أن نشاطاً في «قاعدة الشعيرات الجوّية» جنوب شرق حمص، يشير إلى أنه يتم ملؤها بالمعدّات الروسية وتحصينها (الأمر الذي نفته موسكو رسمياً)، لكنه استطرد بأن نقل المعدّات من مرفأ طرطوس واللاذقية إلى «الشعيرات» قد يعني المرور بمواقع قريبة من المسلحين وليست بعيدة عن الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، ولا مصلحة لموسكو بزيادة الكلفة العسكرية للحملة.
وتابع القول: أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن نحو عشرين قاذفة بعيدة المدى قد عبرت آلاف الأميال لضرب أهداف سورية في منتصف تشرين الثاني ومجدّداً هذا الشهر. وكانت طائرة «توبوليف تي يو 22 إم» الأكثر انتشاراً، لكنّ هناك قاذفات أخرى قد شاركت أيضاً، بما فيها «توبوليف تي يو 95 بير» و«توبوليف تي يو 160 بلاكجاك»، اللتَين تستخدم كلّ منهما مزيجاً من الذخائر الموجّهة وغير الموجّهة، إلى جانب صواريخ كروز من نوع «26 كاليبر» أطلقت من بحر قزوين والمتوسط إضافة إلى إطلاق الغوّاصة الروسية «روستوف أون دون» صواريخ «كاليبر» للمرة الأولى من البحر المتوسط»، الأمر الذي فسره الكاتب بقدرة روسيا على تخفيف العبء عن طائراتها بين الحين والآخر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن